البلادة الفرنسية!

‪ ‬‬
لم يعد هناك شك في أن فرنسا، وليس فقط “لوبياتها” المتطرفة، تسعى إلى “حرب” سياسية حقيقية ولا رجعة فيها ضد الجزائر. والأدلة التي تؤكد هذا التصعيد الممنهج لدفع العلاقات بين البلدين نحو التوتر لم تعد مجرد تخمينات، بل تحولت إلى هدف فرنسي رسمي. وإلا، فما تفسير قرار وزارة الخارجية الفرنسية فرض التأشيرة على حاملي الجوازات الدبلوماسية من المسؤولين الجزائريين، في انتهاك لكل الاتفاقيات والقوانين والأعراف الدبلوماسية؟
القرار الأخير للحكومة الفرنسية لا يُعتبر مجرد تصعيد، بل هو بلطجة سياسية تؤكد أن فرنسا الرسمية قد وقعت فعلاً في قبضة اليمين المتطرف، وأنه لا مناص من أن تتعامل الجزائر مع فرنسا بالمثل، ككيان استعماري ودولة مارقة تحررت من كل الأعراف والقوانين الدولية.
بيان وزارة الخارجية الجزائرية إزاء الموقف الفرنسي الجديد كان واضحًا: الجزائر لن تخضع للابتزاز. والعالم لم يعد فرنسا، بل العكس هو الصحيح، وهو ما أثبتته التحولات الدولية، حيث لم تعد فرنسا سوى دولة غارقة في الديون والأزمات الاجتماعية الداخلية. لذلك، فإن قرار باريس الأخير، المتعلق بالتضييق على البعثات الدبلوماسية، ليس إلا تفاهة أخرى تُضاف إلى سقطاتها السياسية. وحقًا… يا فرنسا، قد مضى وقت العتاب، والقادم قادم، وقديم من الحساب!