الجزائر تحتضن النسخة 13 للمؤتمر الوطني للمناعة

شهد فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائرية يومي 3 و4 من جويلية 2025 انعقاد الطبعة الثالثة عشرة(13) من المؤتمر الوطني للمناعة، الذي نظمته الجمعية الجزائرية لعلم المناعة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن الصحي، في محطة علمية مرموقة جمعت نخبة من الأطباء والباحثين والخبراء المختصين في علم المناعة من داخل الجزائر وخارجها. وقد افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية لكل […] The post الجزائر تحتضن النسخة 13 للمؤتمر الوطني للمناعة appeared first on الجزائر الجديدة.

يوليو 6, 2025 - 12:12
 0
الجزائر تحتضن النسخة 13 للمؤتمر الوطني للمناعة

شهد فندق الأوراسي بالعاصمة الجزائرية يومي 3 و4 من جويلية 2025 انعقاد الطبعة الثالثة عشرة(13) من المؤتمر الوطني للمناعة، الذي نظمته الجمعية الجزائرية لعلم المناعة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للأمن الصحي، في محطة علمية مرموقة جمعت نخبة من الأطباء والباحثين والخبراء المختصين في علم المناعة من داخل الجزائر وخارجها. وقد افتتح المؤتمر بكلمات ترحيبية لكل من رئيس الجمعية البروفيسور كمال جنوحات ورئيس الوكالة كمال صنهاجي، مع تقديم تحية عرفان لروح الدكتور رياض طاموزة، الذي شكل أحد الوجوه البارزة في مجال البحث المناعي.

جاء هذا الحدث العلمي ليلامس محاور حساسة تشمل أمراض المناعة الذاتية، والحساسية، والمناعة ضد الأورام، واللقاحات والعلاجات المبتكرة، فضلاً عن الأمراض المناعية النادرة، وأمراض البروتينات الشاذة، ومناعة زراعة الأعضاء. وتضمن البرنامج العلمي عروضًا ثرية ومتنوعة من بينها محاضرات راهنة وورشات تطبيقية وندوات متخصصة بالإضافة إلى فضاء للملصقات الإلكترونية.

وخلال كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، أكد البروفيسور كمال جنوحات، رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة، على الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه الطبعة الجديدة من المؤتمر، مشيرًا إلى أنها تشكل محطة علمية مميزة يتم فيها التطرق ولأول مرة إلى موضوع المناعة النفسية وعلاقتها بعلم النفس، وهو مجال لم يكن يحظى بالاهتمام الكافي في السنوات الماضية، حيث لم تكن هناك صلة واضحة بين السيكولوجيا والمناعة. وأوضح أن الأمراض التي كانت تُعتبر في السابق مستعصية على الشفاء، أصبحت اليوم قابلة للتشخيص بفضل التحاليل المناعية التي تمكننا من تحديد مصدرها بدقة، خصوصًا تلك المرتبطة بالمناعة الذاتية، والعمل على مقاومتها بل والشفاء منها. وأضاف أن من أبرز ما يميز هذا الملتقى هو جمعه لعدد من الأخصائيين من تخصصات متعددة، من بينهم أطباء أشعة وأطباء أطفال وأطباء مختصون في علم المناعة، في إشارة واضحة إلى أهمية تكامل الجهود بين مختلف الفاعلين في المجال الصحي للوصول إلى تشخيص دقيق وفعال، يعزز فرص العلاج ويخدم المريض.

استُهل اليوم الأول بسلسلة مداخلات علمية ركزت على أمراض الجهاز العصبي المركزي ذات الطابع المناعي، من بينها الأجسام المضادة المضادة لـMOG، والتهاب الدماغ الذاتي المناعة، والاضطرابات المناعية المرافقة للاضطراب ثنائي القطب، إضافة إلى مداخلة حول فعالية عقار لاناديلوماب في الوقاية من الوذمة الوعائية الوراثية. وفي جلسة ثانية، ناقش المتدخلون أمراض الروماتويد، علاقة المناعة بالسرطان، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التغذية المناعية، إضافة إلى أهمية البيانات الضخمة في الصحة، وسبل تحسين التلقيح ضد الأنفلونزا لدى المسنين.

خُصصت الفترة المسائية لورشة حول دور اختصاصي المناعة في الأمراض العصبية، تلتها جلسة علمية تمحورت حول زراعة الأعضاء والتحديات المناعية المرتبطة بها، من بينها رفض الزرع بوساطة الأجسام المضادة واستخدام التقنيات المتقدمة في التحاليل المناعية. وتناولت الجلسة الختامية مداخلات شفوية حرّة، تنوعت بين دراسات سريرية حول متلازمة غيلان-باري، والتهاب الدماغ المناعي عند الأطفال، والالتهاب المحلي في حالات تقادم المفاصل الاصطناعية، مرورًا بتقييم فعالية اللقاحات لدى المصابين بأمراض المناعة الذاتية، إلى اكتشاف خلايا جديدة في سرطان الدم اللمفاوي المزمن، وتشخيص أمراض الأمعاء الالتهابية، وصولاً إلى دراسة المناعة في حالات التلاسيميا.

وقد اتسمت جميع الجلسات بنقاشات علمية ثرية ومداخلات نوعية تعكس الديناميكية المتصاعدة في مجال البحث المناعي بالجزائر، واختتم المؤتمر بعقد الجمعية العامة العادية لأعضاء الجمعية الجزائرية لعلم المناعة، في جو مهني عبّر فيه المشاركون عن ارتياحهم لمستوى التنظيم والمحتوى العلمي، مؤكدين على أهمية استمرارية مثل هذه اللقاءات التي ترسّخ ثقافة البحث والتعاون العلمي.

3 رشات علمية حول التقنيات المناعية الإنزيمية

عرف اليوم الثاني من المؤتمر الوطني 13 لعلم المناعة مواصلة العروض العلمية والجلسات الحوارية التي عكست تنوع مجالات البحث وعمق الطروحات المتعلقة بأمراض المناعة والتشخيص المناعي الحديث. افتتحت الجلسة الصباحية بمداخلات تناولت آخر التوصيات الخاصة بتشخيص متلازمة مضادات الفوسفوليبيد، ودور الكالبروتكتين كمؤشر حيوي أساسي في الالتهابات المعوية، إضافة إلى متابعة علاج مرض كرون من خلال مراقبة مضادات TNF، مع تقديم عرض حول المؤشرات الحيوية الجديدة المرتبطة بالشيخوخة. كما تم التطرق لحلول تقنية متقدمة لكشف العدوى السلية عبر أنظمة مؤتمتة بالكامل. تواصلت الأعمال بجلسة جديدة ناقشت بدائل الكشف عن الأجسام الذاتية في أمراض النسيج الضام، وأهمية الأجسام المضادة anti-CCP في تشخيص الروماتويد، واستعرضت الجلسة أيضًا العلاجات المناعية الحديثة في السكري من النوع الأول، وأشارت إلى العلاقة بين صحة اللثة والجهاز المناعي، إلى جانب عرض عن الورم النخاعي المتعدد وتأثيراته المناعية، واستخدام المؤشرات الجزيئية في تشخيص الحساسية المهنية.

في الفترة المسائية، احتضنت القاعات ورشات عمل علمية مهمة حول دور التقنيات المناعية الإنزيمية في تشخيص الأجسام الذاتية، وعلاقة فيتامين “د” بالأمراض التحسسية، كما تم تسليط الضوء على المستجدات المرتبطة بمرض الذئبة الحمراء النظامية، وأهمية الأجسام المضادة البروتينية في تشخيص الروماتويد. وأُفردت جلسة للمداخلات الشفوية الحرة، حيث تطرقت إلى مواضيع متعددة منها علاقة التهاب الغدة الدرقية بهاشيموتو بالوذمة الوعائية، تأثير العوامل البيئية على أمراض الحساسية التنفسية، الأدوار المناعية للإيزينوفيل والـIgE، حالات الذئبة الكلوية، دراسة تحليلية لأنماط المناعة في مرض الذئبة، سلوك متلازمة شوغرن خارج الغدد، مناعة التصلب الجهازي، تحليل حالات الاعتلالات العضلية الالتهابية، إلى جانب دراسة مقارنة حول الأجسام المضادة DFS70 والأجسام الذاتية الدرقية، كما تم تقديم معطيات سريرية وبيولوجية عن مرضى يُشتبه في إصابتهم بمتلازمة التخثر. وقد اختُتم اليوم الثاني بإعلان الفعاليات العلمية القادمة وطنياً ودولياً، لتُختتم بذلك أشغال المؤتمر في أجواء من التقدير والاهتمام العلمي، بما يعكس نجاح هذه الطبعة في ترسيخ مكانة علم المناعة كرافد أساسي من روافد التقدم الطبي في الجزائر.

خليل عدة

The post الجزائر تحتضن النسخة 13 للمؤتمر الوطني للمناعة appeared first on الجزائر الجديدة.