السلطات الفرنسية تمنع “العباءة” بداية من الدخول المدرسي المقبل
تواصل السلطات الفرنسية التصعيد غير المبرر وغير المسبوق ضد المهاجرين الجزائريين و المسلمين بصفة عامة، في تحد صارخ للقوانين الفرنسية، التي تعترف بأن الدين الإسلامي يمثل الديانة الثانية في البلاد، ويعتنقه ما يزيد عن الشعرة بالمائة من المواطنين الفرنسيين. وفي هذا الصدد، كشفت كارول زربيب، وهي مسؤولة مؤسسة تربوية في العاصمة الفرنسية باريس، أن لباءة […] The post السلطات الفرنسية تمنع “العباءة” بداية من الدخول المدرسي المقبل appeared first on الجزائر الجديدة.

تواصل السلطات الفرنسية التصعيد غير المبرر وغير المسبوق ضد المهاجرين الجزائريين و المسلمين بصفة عامة، في تحد صارخ للقوانين الفرنسية، التي تعترف بأن الدين الإسلامي يمثل الديانة الثانية في البلاد، ويعتنقه ما يزيد عن الشعرة بالمائة من المواطنين الفرنسيين.
وفي هذا الصدد، كشفت كارول زربيب، وهي مسؤولة مؤسسة تربوية في العاصمة الفرنسية باريس، أن لباءة “العباءة“، التي عادة ما ترتديه التلميذات في المدارس والمؤسسات التربوية الفرنسية، ستكون ممنوعة بداية من الدخول الاجتماعي المقبل، المصادف لشهر سبتمبر 2025.
وكان هذا اللباس التقليدي وليس الديني، محل نقاش مطول في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية على مدار الأشهر الماضية، بين مؤيد ومعارض، غير أن السلطات الفرنسية وعلى رأسها، إيمانويل ماكرون، قررت السير إلى جانب أصحاب أطروحة المنع، في تحد صارخ وتمييزي ضد الملايين من أبناء الجالية المسلمة، التي تصدت لهذا القرار، مستندة على قوانين الدولة الفرنسية التي تتحدث عن اللائكية.
ولم يكن منع “العباءة” سوى مجرد حلقة في مسلسل طويل جدا، بدأه اليمين المتطرف والتقليدي في فرنسا، يستهدف زعزعة استقرار الجالية المسلمة، وإشعارها بأن أبناءها موطنين فرنسيين من الدراجة الثانية، فقد بدأ الاستهداف بمنع ارتداء الخمار في الثانويات، في قرار قوبل برفض واستهجان من قبل الجالية المسلمة ومعها الفرنسيين المتحررين من العنصرية والفكر التمييزي القائم على كراهية الآخر، ولا سيما إذا كان هذا الآخر يعتنق الدين الإسلامي.
ويبدو أن الأمر سوف لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيتمر بشكل سافر ومستفز تجاه الجاليات المسلمة والمهاجرة، فالنقاش في الآونة الأخيرة اصبح مركزا بشكل مقزز على منع الذين يرافقون التلاميذ إلى المدارس، من الأمهات والجدات من ارتداء الخمار من وإلى المدرسة، في قرار لا يزال قيد النقاش، ولكنه خلف حالة من الغضب لدى الكثير من الفرنسيين، ولا سيما ابناء التيار اليساري المنصهر فيما بات يعرف بـ “الجبهة الوطنية الجديدة”، التي حققت الانتصار في آخر انتخابات تشريعية فرنسية، جرت قبل نحو عام من الآن.
ويقود هذا المشروع السياسي الاستفزازي، وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الذي يسعى إلى حقن مشروعه السياسي تحسبا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في سنة 2027، بمواقف وتوجهات تستهدف خلق حالة من الخوف لدى الفرنسيين من أبناء الجاليات المسلمة، أملا في تحقيق اصطفاف شعبي خلف مشروعه السياسي الشوفيني، القائم على معادة الآخر ووصمه بكل الأوصاف القبيحة، على غرار ما صدر منه في أعقاب الأحداث التي تلت فوز فريق باريس سان جيرمان بكأس رابطة الأبطال الأوروبية قبل أزيد من أسبوع، حيث اتهم أبناء المهاجرين بالوقوف وراء تلك الأحداث.
علي. ب
The post السلطات الفرنسية تمنع “العباءة” بداية من الدخول المدرسي المقبل appeared first on الجزائر الجديدة.