المخزن يأكل من الصحن الذي يتقيأ فيه

الوباء المخزني الذي أصاب طائفة من أهل مراكش، من خلال تتبع أخبار الجزائر أكثر من الجزائريين أنفسهم، ومحاولة تأويل ما يحدث وما لم يحدث، من سقوط حافلة في وادي الحراش إلى معرض التجارة البينية الإفريقية، إلى لعب المنتخب الوطني لكرة القدم على أراضيهم، بحسب ما يؤمرون به، ما عاد يثير الانزعاج لدى الجزائريين، بعد أن […] The post المخزن يأكل من الصحن الذي يتقيأ فيه appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 8, 2025 - 19:51
 0
المخزن يأكل من الصحن الذي يتقيأ فيه

الوباء المخزني الذي أصاب طائفة من أهل مراكش، من خلال تتبع أخبار الجزائر أكثر من الجزائريين أنفسهم، ومحاولة تأويل ما يحدث وما لم يحدث، من سقوط حافلة في وادي الحراش إلى معرض التجارة البينية الإفريقية، إلى لعب المنتخب الوطني لكرة القدم على أراضيهم، بحسب ما يؤمرون به، ما عاد يثير الانزعاج لدى الجزائريين، بعد أن صدحت أصوات مغربية بالردّ واعتبار ما يثار من إشاعات مردودا على أصحابها، الذين يتحدثون بيقين عن حادثة، وعندما يتأكدون من نقيضها، يأكلون ما كانوا قد تقيؤوه في الساعات الماضية، حتى صار كل مهرج ينافس بقية المهرجين في الضحك على نفسه.
المواطن المغربي البسيط الذي أنهكته متاعب الحياة، ما صار يفهم ما يُراد له، وفي أي يمّ يُبحر مركبه، وهل لهذه العتمة نقطة ضوء، وبدلا من أن يُشخّص أهل المخزن وفطرياتهم الوجع، حتى يمكن معالجته لاحقا، أو على الأقل محاولة معالجته، صاروا يتوهمون مرض غيرهم، ويتوهمون أعراضا، هي في الأصل فيهم، وليست في غيرهم، ولو صمتوا لساعدوا المخزن نفسه وساعدوا أنفسهم وكفاهم الله شر القتال في معركة، لا طرف ثانيا يواجههم فيها، ومع ذلك يذعنون في طعن أنفسهم وإصابتها في مقتل.
ترصّد عيوب عدوّك هو سياسة السهل الممتنع، التي مارسها الإنسان منذ القدم، خاصة إذا كان هذا العدو عزيزا كريما، ولو جلس أميّ مع صاحب جائزة نوبل في الطب، لتمكن من أن يكتشف بدل العيب، عيوبا، ولكنها مع ذلك سياسة بالية وآنية، لا يمكنها أن تصمد فوق بضع ساعات أو أيام، لأن الراصد المترصّد لا بدّ من أن يُدخل المستمع إليه في ملل، سينقلب سريعا على الراصد المترصّد، فتصبح كل كلمة منه تثير الضحك ثم الغضب ثم اللامبالاة، إلى أن يصبح يُحدّث نفسه ويكرّر الحديث كالأبله في عالم سار بسرعة البرق، وما ترك في المحطة غير البلهاء، يقولون وعندما يتعبون… يقولون.
في ربيع 2020، وصف قنصل المغرب في وهران، الجزائر بالبلد العدو، في حديث جمعه ببعض أفراد الجالية المغربية في عاصمة الغرب الجزائري، وما كان جزائري واحد في ذلك الوقت ولا الآن يعتبر بلاد مراكش عدوا للجزائر، لأن العداوة قد تكون مع أشخاص ومع أنظمة وليست مع بلدان وشعوبها، ومنذ ذلك الوقت انكشف قليل من كثير ما يضمر المخزن للجزائر، ولا أحد تفاجأ بهذه الحملة المسعورة. ولكن، ما فاجأنا، هو مستوى “النابح”، كالكلب، إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
تعرف أنك في الصراط المستقيم، عندما يُزعج مسارك من يريدون لك سُبلا أخرى تفرق بك عن سبيل الحق، وتعرف أن قطارك فاتهم ولن يبلغوه أو يضروه، عنما يكررون أنفسهم، فما قالوه أمس يعيدونه اليوم. كمن يأكل ما تقيأه منذ لحظات.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post المخزن يأكل من الصحن الذي يتقيأ فيه appeared first on الشروق أونلاين.