بإشراف الدكتور عمار طالبي وبحضور ثلّة من العلماء والباحثين: حفل إطلاق الكرسي العلمي «مالك بن نبي» بالمجلس الإسلامي الأعلى

متابعة: ع.قلاتي/

بدعوة من مؤسسة آفاق للدراسات والتدريب أقيم يوم السبت 12 ذو القعدة 1446هـ الموافق لـ10 ماي 2025 حفل إطلاق الكرسي العلمي «مالك بن نبي» للدراسات الحضارية، بقاعة المحاضرات بالمجلس الإسلامي الأعلى، وبحضور ثلة من الباحثين والمفكرين والعلماء، ومحبي فكر مالك بن نبي، يتقدمهم الدكتور مبروك زيد الخير رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، والدكتور عبد الحليم قابة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بعد تلاوة آيات بيّنات من القرآن الكريم، والاستماع إلى النشيد الوطني الجزائري، ألقى الدكتور رضوان توفوتي مدير مؤسسة آفاق للدراسات والتدريب كلمة افتتاحية باسم المؤسسة آفاق، شرح من خلال فكرة مشروع الكرسي العلمي «مالك بن نبي»، ولماذا هذا المشروع في الجزائر؟، وأجاب الدكتور توفوتي أن فكر مالك بن نبي، أصبح اليوم فكرًا عالميًا، وأنّ أفكاره تحوّلت في كثير من بلدان العالم إلى مشاريع تطبق، في السياسة والاقتصاد، بينما مازل فكره في الجزائر بعيدا عن حياتنا الثقافية والاجتماعية والسياسيّة، وأضاف الدكتور رضوان، أنّ إطلاق هذه المبادرة، هو تجسيد عمليّ للاستثمار في مشروع بن نبي، وأنّ أحسن من يتولّى هذه المهمّة تلميذه المباشر وصديقة فضيلة الدكتور عمار طالبي، بعده مباشرة تناول الكلمة الدكتور مبروك زيد الخير، حيث رحّب بالحضور، وركّز في كلمة على المكانة العلمية والمعرفية للمفكر الكبير مالك بن نبي، ثمّ ألقى الدكتور سعيد مولاي كلمة باسم المجلس العلمي للكرسي، خصصّها لصاحب الكرسي المفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي، وللمشرف على الكرسي الدكتور عمار طالبي، ثمّ الكلمة لرئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عبد الحليم قابة، الذي اشاد في كلمة بهذه المبادرة، وقال أن هذه المبادرات العلمية التي تعطي صورة ناصعة عن بلادنا، وأنّ العلم لا يمكن أن يثمر في هذه الأجيال وبالكلام الفارغ، ثم ّأعطيت كلمات لبعض الأساتذة المهتمين بفكر مالك بن نبي، على غرار الدكتورة نوارة بوحناش أستاذة الفلسفة بجامعة قسنطينة، والدكتور عبد الملك بومنجل أستاذ الأدب العربي بجامعة سطيف 2، كما قام بعرض مشروع الكرسي العلمي «مالك بن نبي» السيّد محمد أوزار عضو المجلس الإداري للكرسي العلمي استعرض من خلال عرضه، سير حياة أعضاء الكرسي، وجملة الأهداف التي يسعى هذا المشروع لتحقيقه.
بعد فترة الاستراحة قدم الدكتور هشام شراد (عضو المجلس العلمي) والأستاذ بجامعة سطيف المحاضرة الافتتاحية وهي بعنوان: «حقيقة أزمة النظام العالمي الراهن في ضوء مفهوم «التخلف المركب»، وآفاق تجاوزه» وكان عرض الدكتور شراد عرضًا واضحا لبعض أفكار مالك بن بين، وأهمّ تلك الأفكار التي ميّزت مشروعه الفكري، وقال الدكتور شراد أن مالك بن نبي كان يرى أن الغرب متفوق من حيث التقانة، لكنه لم يكن متفوقا حضاريا، لبعده عن الأخلاق، فمالك بن نبي كان يرى أنّ أزمة العالم الإسلامي؛ أزمة فكريّة وأخلاقيّة.
بعد المحاضرة الافتتاحية انطلقت اشغال النّدوة الحوارية بعنوان: «التفكير في العالم اليوم مع مالك بن نبي»، والتي شارك فيها كلّ من الدكتور مولود عويمر الأستاذ بجامعة الجزائر 2، والدكتور سعيد مولاي (عضو المجلس العلمي)، الأستاذ عبد الرحمن بن عمارة (عضو المجلس العلمي)، انصبه حول المشروع الفكري لمالك بن نبي، وفي الختام، قدم الدكتور عبد الحفيظ بورديم (عضو المجلس العلمي) حوارًا متنوعًا مع الأستاذ الدكتور عمار طالبي، تناول جوانب فكريّة من المشروع الفكري لمالك بن نبي، مستعرضا قضايا مهمة مرتبطة بالتاريخ والسياسة، وعلاقة مالك بن نبي بابن خلدون الذي عاش في بلادنا، وكتب مقدمته الشهير في أحدى مناطق ولاية تيارت (فرنده)، ليختتم الحفل بنقاش حر لبعض الحاضرين.