بعد الضربة الأمريكية على ايران.. أسعار النفط قد تتجاوز 130 دولار

يرسمُ الخبير الاقتصادي الجزائري جمال الدين نوفل شرياف، أبعاد الصراعات المُلتهبة في الشرق الأوسط والتحولات المرتقبة في الاقتصاد العالمي خاصة في مجال النفط والتي تُشكل تحديًا بالغ الأهمية بالنسبة للجزائر نظرًا الى العلاقة الوطيدة التي تربطها بالتجارة العالمية.

وفي حديثه عن سيناريوهات أسعار النفط لا سيما بعد تدخل أمريكا في الحرب الإيرانية_ الصهيونية، طرح المحلل الاقتصادي سيناريو واحد وهُو تسجيل “أزمة نقص إمدادات النفط المُحتملة الناتجة عن الصراع الدائرُ حاليًا في الشرق الأوسط والمرجح حاليا أن يرتفع سعرُ برميل النفط إلى حُدود 150 دولار فما فوق وهذا بسبب نقص العرض والمشاكل الأمنية وأيضا ارتفاع تكلفة التأمين والشحن”.

ويتماهى هذا الطرح مع المُذكرة البحثية التي أصدرتها “أكسفورد إيكونوميكس” كلها تصب في نفس المنحى وهُو تسجيل أزمة نقص إمدادات النفط المُحتملة”، ففي السيناريو الأول سينخفضُ إنتاج إيران من النفط بنحو 700 ألف برميل يوميًا ما ينتجُ عنه ارتفاع سعر خام برنت إلى 75 دولارًا للبرميل الواحد، أما السيناريو الثاني فيتضمنُ فقدان 3.4 مليون برميل يوميًا جراء التوقف الكامل لإمدادات الخام العالمية ما سيرفع حينها سعر برنت إلى 90 دولارًا للبرميل، والسيناريو الأخير يتطابق مع توقعات محدثنا في الموضوع وهو أن “ترتفع أسعار مزيج برنت إلى نحو 130 دولارًا للبرميل نتيجة تعطل صادرات النفط الخام من دول الخليج العربي“.

ولُمواجهة أي أزمة في الإمدادات، اقترحت رُوسيا تقيد “أوبك بلس” بخطة زيادة الإنتاج بسبب ارتفاع الطلب في فصل الصيف وهو ما ورد على لسان ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي خلال منتدى بطرسبرغ، وقال إنه “ومن أجل تحقيق التوازن يتعين علينا إعادة جزء من التخفيضات الطوعية التي تم إقرارها عام 2023 إلى السوق”، مشددا على وجود فرصة لدى التحالف “لزيادة الإنتاج وخفضه في الوقت ذاته”.

ومن المقرر أن يجتمع التحالف الشهر المقبل لاتخاذ قرار بشأن إنتاج أوت، فيما كانت روسيا قد أبدت تفضيلها لتجميد الزيادة المقررة في جويلية المقبل، قبل أن تدعم في نهاية المطاف رفعًا تدريجيًا بمقدار 411 ألف برميل يوميا.

ولأن الجزائر تعتمدُ وبشكل كبير على تصدير المحروقات، فإن أي تغيير في أسعار النفط سينعكس بشكل مباشر على عائداتها بالعملة الصعبة، لكن بالمقابل ستتأثر الجزائر حسب المحلل الاقتصادي بـ “ارتفاع مُعدل التضخم على الصعيد العالمي” وهو من بين السيناريوهات المطروحة بقوة حاليًا، وللتدليل على هذا المُعطى يقول جمال الدين نوفل شرياف إن “العالم سيشهد تراجعا ملحوظا في العمليات التجارية وركود كبير بالنسبة للسلع وذلك لارتفاع تكاليفها بسبب نُقص الموارد الطاقوية وهُو ما سيُؤثر بشكل كبير على التضخم والمُرتقب أن يتم تسجيل ارتفاع الأسعار في الأسواق الدُولية وهو ما سيكون له أثر محسوس على القُدرة الشرائية لا سيما على شُعوب القارة الأوروبية بشكل كبير”.

والمتوقع أيضا اليوم حسب الخبير الاقتصادي “تسجيل ارتفاع محسوس في أسعار الذهب في الأسواق العالمية”، ويُؤكدُ المتحدث جازمًا بأنه “سيتم التوجه إلى قاعدة الذهب من خلال الاستثمار في أصولها”، وتتوافق هذه القراءة مع ما ذهبت إليه شركة “IBKR” العالمية، إذ قالت إن “الأزمات الجيوسياسية عادة ما تدفع المُستثمرين إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب والدولار وهو ما قد نشهده خلال الأيام القليلة المُقبلة”.

ومع اعتماد الاقتصاد العالمي خاصة في آسيا وأوروبا على نفط وغاز الشرق الأوسط، فالمؤكد اليوم حسب الخبير الاقتصادي هو “بحث أوروبا عن بدائل لمواجهة نُقص الطاقة وتداعياته وقد يكون هذا سببا لتسريع وتيرة مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء “تي. أس. جي. بي” الذي يربط نيجيريا بأوروبا عبر الجزائر والذي ستكون فائدته الاقتصادية ضخمة لجميع الأطراف”، وقد عاشت أوروبا سيناريو شبيه بهذا في أوج الحرب الروسية الأوكرانية.

ووفقًا لبيانات صادرة عن مُنظمة أوبك، فإن منطقة الشرق الأوسط قد صدرت في عام 2023 نحو 17.24 مليون برميل من النفط يوميا، من إجمالي الصادرات العالمية البالغة 43.83 مليون برميل يوميا في ذلك العام، مما يجعلها أكبر منطقة مُصدرة للنفط في العالم، إذ تُؤكدُ هذه الأرقام الدور المحوري الذي تلعبه المنطقة في تأمين إمدادات الطاقة للأسواق العالمية.

فؤاد ق

The post بعد الضربة الأمريكية على ايران.. أسعار النفط قد تتجاوز 130 دولار appeared first on الجزائر الجديدة.