تجمع أخوي شعبي في ولاية غرداية إثر زيارة الدكتور حمدان يوسف

تغطية :بن دريسو مصطفى/ احتضنت ولاية غرداية حدثا سياسيا وإغاثيا تمثل في استقبال د. حمدان يوسف، ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في الجزائر، وكانت الزيارة باسم ثلاث جمعيات، هي: – جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الداعمة للأخوة بين الجزائريين منذ تأسيسها سنة 1931م، ولا زالت والحمد لله على العهد، الراعية لفكر الشيخ عبد الحميد بن …

أغسطس 11, 2025 - 16:20
 0
تجمع أخوي شعبي في ولاية غرداية إثر زيارة الدكتور حمدان يوسف

تغطية :بن دريسو مصطفى/

احتضنت ولاية غرداية حدثا سياسيا وإغاثيا تمثل في استقبال د. حمدان يوسف، ممثل حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” في الجزائر، وكانت الزيارة باسم ثلاث جمعيات، هي:
– جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الداعمة للأخوة بين الجزائريين منذ تأسيسها سنة 1931م، ولا زالت والحمد لله على العهد، الراعية لفكر الشيخ عبد الحميد بن باديس المقر بكل المذاهب الإسلامية في المجتمع الجزئري؛ الحنفي، والمالكي، والإباضي.
– جمعية المعالي للعلوم والتربية المهتمة منذ 2014م بنهضة الأمة الجزائرية وبعث حضارتها، والرائدة في العمل التربوي والدعوي لأجل صياغة الشخصية الجزائرية الأصيلة والمعاصرة.
– جمعية سبيلي الخيرية الساعية منذ 2013م إلى تقديم الدعم الفعال للمجتمعات المحتاجة على المستوى الوطني والإفريقي، مرتكزين على تعزيز الجانب الصحي، والأمن الغذائي في أوقات الأزمات.
فنظم هؤلاء الممثلون للمجتمع الغرداوي المتلاحم، والمؤازر للقضية الفسلطينية يوم 04 أوت صباحا لقاء في بريان مع جمعية الفتح بالمركب العلمي للشيخ البكري بحي صرعاف، ولقاء جماهريا بين المغرب والعشاء بدار السبيل في متليلي، وأما في المساء فكان تجمعا حاشدا بقاعة سينما مزاب، ألقيت فيه كلمات معبرة، منها:
– كلمة ترحيبية باسم الجمعيات المنظمة الثلاث، ألقاها بالنيابة عن رئيس المكتب الولائي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين “بن دريسو مصطفى”، والكلمة الثانية للأستاذ: عبد الوهاب أولاد الهدار”، الناشط في الدعوة والإرشاد، ثم تلتها كلمة “أ.د. باجو مصطفى” رئيس مجلس عمي سعيد، وتم الربط بين كل كلمة وأخرى بإبداعات “أ.د. مصطفى رباحي” في التنشيط وتحريك المشاعر الجماهيرية نحو غزة الجريحة، ثم اعتلى المنصة الضيف الشرفي وممثل حركة حماس في الجزائر “د.يوسف حمدان”، فقدم صورة حقيقية عن مقاصد طوفان الأقصى، ودور غزة التاريخي في الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية.
وكانت كلمات المتدخلين عموما تدور في التنويه بالفهم العميق للأحداث، بعيدا عن الصورة السطحية المتداولة في الأوساط الشعبية، مثل:
– السياق العاطفي للشعوب، وحزنهم على أناس يُذبَّحون ويتعرضون إلى مظلمة كبيرة ومقتلة مروعة، والتألم من حالهم.
– السياق البطولي للمجاهدين في الثغور، والافتخار بنضالهم، والاعتزاز بشجاعتهم ومقاومتهم الباسلة.
– السياق التنفيسي عن الضغط الذي يعانيه المشاهد للإعلام، حيث بات يترقب ظهور المجاهد المغوار “أبي عبيدة”، باعتباره مهدئا ومخففا بكلماته النارية، ولغته الجريئة عن الأنفس الجريحة من كثرة مشاهدة ما لا تستوعبه العقول، فضلا عن أن تعيشها الأنفس بكل رضى الضمير، وبكل فخر واعتزاز في أداء رسالتها في الوجود.
فنصرة القضية أعمق مما يدور في أذهان بعض الناس، فهي السياق العقدي الإيماني من منطلق قرآني، استنادا إلى الأمر الإلهي للمسلمين بمؤازرة القضية في قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَقْصَى الذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، (سورة الإسراء: 01).
فإنما كان طوفان الأقصى نتيجة مشروع صناعة الإنسان المجاهد باسم الأرض المقدسة، مشروع صناعة الجيل المقاوم لكل أشكال الغطرسة، والمجابه بجسارة للكيان الصهيوني من منطقة الصفر، ليزرع الرعب فيمن يخشون العيش في اللاأمن، ولا يرتاحون لبقاء جندي واحد في الكون يحمل راية الجهاد ضدهم، ولا يقاتلون إلا من وراء الجيش الأمريكي والغربي المدجج بأرقى الأسلحة، والمتعهد بحمايته بأعتى المصنوعات التكنولوجيا الحديثة.
ونبه السادة المتدخلون أيضا إلى أن الأمة الإسلامية لن تنال العزة وهي مشتتة متفرقة، وفيها يعلو صوت العنصرية المذهبية، والإقصاء لبعضهم من حظيرة الإيمان والمعتقد الصحيح لأجل اختلافات مستساغة عقديا وفقهيا، وأن النصر لا يتحقق مع التضارب السياسي والحزبي لأجل متاع الدنيا، والتطبيع مع العدو الصهيوني أو الاستنصار بالدول الغربية ضد المسلمين لبعضهم.
وإزاء الوضع المتأزم بين المسلمين يبرز الصهيوني باسم عقيدة شعب الله المختار، التي تفرض على إلههم “يهوه” و”أدوناي” محبة أبنائه، وكره الأغيار، وهم كل من لم يقبل أن يصير عبدا للصهاينة، ومستجيبا لطموحاتهم بكل طواعية وفخر، وإلا فالسحق والدمار، والتجويع والقتل والإبادة الجماعية، وهو ذات ما يمارس على الغزاويين الذين قهروا هذه الإيديولوحية، وأبوا الرضوخ للظلمة، ورفضوا اقتطاع جزء من أراضيهم للغاصبين.
ولا يخفى أن الإشكال الأكبر في هذه المعادلة هو احتمال سقوط غزة -لا قدر الله- الذي سيكون مفتاحا لاستباحة أراضي المسلمين جميعا؛ بداية بالذين يجوارونهم من العرب والعجم، ثم الذين يلونهم، والذين يلونهم، وهكذا سيسقط الجميع كما سقطت أمريكا وأوربا من قبلُ في سطوتهم.
ثم أشاد المتكلمون بأبناء الجزائر الأحرار، وأبناء الشهداء الأمجاد؛ شعبا ودولة بوقوفهم وقفة رجل واحد ضد كل أنواع التعديات الصارخة، والتمييز العنصري الواقع على أهل غزة، الذين بليت أجسادهم من التعذيب، واكتوت جلودهم في خيام لا ترد بردا ولا حرا، وخوت بطونهم من لذة الطعام والشراب، وهم مع ذلك صامدون وصابرون ومجاهدون ويقدمون أروع النماذج في المواجهة من الصفر، وفي الحديث الشيق الموزون، وفي التفاوض المتكافئ مع أطغى جبابرة الأرض مجتمعين.. فحق لهؤلاء أن يخجل الإنسان أمام قاماتهم العلية، وأنفسهم الزكية، ويدعمهم بكل نفس ونفيس، وبدون كلل ولا ملل.
وفي الأخير.. ارتفعت الهتافات بضرورة القيام بإجراءات عملية عربية وإسلامية عاجلة؛ لفتح المعابر ودخول المساعدات الإنسانية لإخواننا المجاهدين في الثغور، والدعوة سرا وجهرا بنصرة المستضعفين في غزة، وكسر شوكة الكيان الإسرائيلي المناقض لكل القوانين الدولية والأعراف السياسية والأمنية؛ أمثال الدولة الجزائرية -والحمد لله- وأحرار العالم.