“ثورة على أبواب القصر”
تعيش المملكة المغربية اليوم لحظة مفصلية، حيث خرج الشعب من صمته الطويل ليعلن رفضه لواقع التهميش والولاء القسري الذي فُرض عليه لعقود، حيث لم تعد عبارة “شعبي العزيز” تكفي لإخفاء جرح الهوية الممزقة، ولا لتغطية حقيقة أن المواطن تحول إلى مجرد تابع في وطنٍ بلا سيادة فعلية، وهو ما يثبت أن ما تشهده …

تعيش المملكة المغربية اليوم لحظة مفصلية، حيث خرج الشعب من صمته الطويل ليعلن رفضه لواقع التهميش والولاء القسري الذي فُرض عليه لعقود، حيث لم تعد عبارة “شعبي العزيز” تكفي لإخفاء جرح الهوية الممزقة، ولا لتغطية حقيقة أن المواطن تحول إلى مجرد تابع في وطنٍ بلا سيادة فعلية، وهو ما يثبت أن ما تشهده الشوارع ليس حراكاً عابراً ولا مجرد احتجاج على قرار هنا أو هناك، بل هو صرخة وجودية ضد نظامٍ جعل من السلطة ملكيةً مطلقة تُدار بمنطق المزرعة والامتيازات.
هذه الانتفاضة تحمل صوت الكرامة قبل أن تحمل شعارات السياسة. هي تمرّد جيلٍ رفض أن يرث الخوف كما ورث الفقر، وأصر على أن يكتب مستقبله خارج دائرة الرعب وكل ذلك بعد ان تآكلت شرعية الحكم المطلق أمام وعي شعبي متنامٍ يرى أن السيادة حق جماعي لا منحة فردية، وأن الوطن لا يُختزل في قصر ولا يُباع في صفقات.
إن ما يحدث اليوم هو إعلان واضح بأن زمن الرضوخ انتهى، وأن إرادة التحرر باتت أقوى من قيود المخزن. فالمستقبل الذي ينشده المغاربة ليس إصلاحات تجميلية، بل تحوّل جذري يعيد للشعب مكانته كمالكٍ شرعي للقرار والسيادة، حيث الحرية ليست شعاراً وإنما واقع يُبنى بإرادة جماعية لا سلطان عليها إلا إرادة الأمة.