جمعية العلماء، أمانة في أعناقنا
أ.د: عبد الحليم قابة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرييـن/ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجمعية العامة لجمعية العلماء يومي الجمعة والسبت الماضيين، نحمد الله على أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونحمد الله أن جمع شملنا على ما يرضيه تحت راية …

أ.د: عبد الحليم قابة
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرييـن/
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجمعية العامة لجمعية العلماء يومي الجمعة والسبت الماضيين، نحمد الله على أن هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، ونحمد الله أن جمع شملنا على ما يرضيه تحت راية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، المباركة. وبمناسبة اختياري لرئاسة هذه الجمعية المباركة في عهدتها الحالية، أتوجه بكلمات قليلة لربي وأبناء وطني
أولا:- كلمة أتوجه بها إلى ربي قائلا له: ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا ،وإليك المصير، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك، وإننا –ياربنا – نفوض أمرنا إليك فلا تتخلّ عنا، وكن معنا، وأيِّدنا بقوة من عندك، فإنه لا ملجأ لنا منك إلا إليك.
ثانيا: – كلمة إلى إخواننا في جمعية العلماء: فأقول لهم: الجمعية أمانة في أعناقكم، وكنز منّ الله به عليكم، وذخر الدهر أنعم الله به عليكم، فاحفظوا هذه الأمانة، واستفيدوا من هذا الكنز، وأفيدوا به جزائركم وأمتكم، وارعوا هذا المجد فإنه إذا ذهب لا يعود!!!
ثالثا:- كلمة إلى الجزائريين –حكاما ومحكومين – خصوصا من لم يكونوا منتظمين في صفوف هذه الجمعية المباركة، أقول لهم: الجمعية جمعيتكم جميعا، وليست لجماعة دون أخرى ولا لفصيل دون آخر، ولا لتيار دون آخر؛ فهي للجزائريين جميعا، بل فيها حق للمسلمين جميعا ؛ لأنّها دعوة إصلاح وهداية، ودعوة ألفة وأخوة، والكل بحاجة لذلك فضلا عن الجزائريين الذين هم المحضن الأول لهذه الجمعية التي يشرف كل مسلم بالانتماء غليها، أو التعاون مع أهلها، أو النصح للقائمين على شأنها، أو النصح لهم والتعاون معهم على تقويم المسار والمسالك. وهي في الوقت نفسه ليست جزبا سياسيا ولا طائفة خارجة عن دائرة جمهور الأمة، بل هي جمعية تربوية، إصلاحية، ثقافية، تعليمية، تخدم الإسلام بعلم ورشد وحكمة، وتخدم اللغة العربية بعمق ووعي، ودون تعصب وغلوّ، وتخدم الجزائر الحبيبة بتوفير الأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ومحاربة التطرف بوسطية الإسلام ونفحات الإيمان فمن رغب في خدمة الإسلام والعربية والجزائر من خلالها فأهلا وسهلا به، ومن رغب في ذلك من خلال غيرها فحيهلا بمسلكه واختياره، والمهم أن تتكامل جهود المسلمين ولا تتعارض، وأن لا يكون هناك تنازع وتتدابر، بل نرفع جميعا شعار: (إنما المؤمنون إخوة) أخيرا؛ أقول ما قال سلفنا الصالح: إني وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنتُ فأعينوني، وإن أخطأت فقوِّموني وانصحوني وأعينوني، واعلموا أن هذا الحمل الثقيل لا سلامة من مخاطره إلا بعون من الله، ثمّ بمساعدة منكم، فشدّوا عضد أخيكم، ليستطيع مواصلة المسيرة، وتحقيق مقاصد الماهدين، وتنفيذ مشاريع الأوائل والمتأخرين ممن تولى أمر هذه الجمعية بصدق وإخلاص؛ واتركوا عنكم النقد الهدام الذي لا زمام وله ولا خطام، وانصحوا إخوانكم برشد، وعلموهم بحكمة، وذكّروهم بأدب، تفلحوا جميعا وتحققوا ما أمركم الله به من التعاون على البر والتقوى. هذا وإن الكلام على جمعية العلماء له بداية وليس له نهاية، وسنعود لشيء مما ينفع ولا يضر، ويبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرق، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.