جمعية العلماء المسلمين تنتخب رئيسها الجديد
تغطية : عبد الغني بلاش/ في محطة ديمقراطية تعكس حيوية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتزامها بالعمل المؤسسي، انعقدت الجمعية العامة السادسة الانتخابية يومي 7 و8 فيفري 2025، بحضور ممثلي مكاتب الشعب الولائية من مختلف أنحاء الوطن. شهدت هذه الدورة انتخاب رئيس جديد خلفًا للدكتور عبد المجيد بيرم، حيث تنافس على المنصب كلٌّ من الدكتور عمار …

تغطية : عبد الغني بلاش/
في محطة ديمقراطية تعكس حيوية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتزامها بالعمل المؤسسي، انعقدت الجمعية العامة السادسة الانتخابية يومي 7 و8 فيفري 2025، بحضور ممثلي مكاتب الشعب الولائية من مختلف أنحاء الوطن. شهدت هذه الدورة انتخاب رئيس جديد خلفًا للدكتور عبد المجيد بيرم، حيث تنافس على المنصب كلٌّ من الدكتور عمار طالبي والدكتور عبد الحليم قابة. وأسفرت النتائج عن فوز الدكتور عبد الحليم قابة برئاسة الجمعية، بعد حصوله على أغلبية الأصوات في اقتراع جرى في أجواء تنظيمية جيدة، وبإشراف لجنة تنظيمية ترأسها الرئيس الشرفي للجمعية، الدكتور عبد الرزاق قسوم، وبحضور محضر قضائي لضمان شفافية العملية الانتخابية.
تنظيم محكم ومشاركة واسعة..
انعقدت الجمعية العامة في ظروف مثالية من حيث التنظيم والمشاركة، حيث حضرها أعضاء الجمعية من مختلف الولايات، يمثلون مكاتب الشعب الولائية، ما منح العملية الانتخابية صبغة وطنية بامتياز. وقد حرصت اللّجنة التنظيمية على توفير كل الترتيبات اللاّزمة لإنجاح الحدث، بدايةً من استقبال الوفود، إلى تنظيم الجلسات والمناقشات، وصولًا إلى عملية الانتخاب نفسها.
وقد استُهلت فعاليات الجمعية العامة بكلمة افتتاحية ألقاها الرئيس المنتهية عهدته، الدكتور عبد المجيد بيرم، الذي استعرض خلالها حصيلة عمل المكتب الوطني السابق، مسلطًا الضوء على الإنجازات التي تحققت خلال عهدته، والتحديات التي واجهت الجمعية. كما أعلن عن عدم رغبته في الترشح لعهدة ثانية، معبرًا عن أمله في أن يكون الرئيس الجديد قادرًا على مواصلة مسيرة الجمعية والارتقاء بأدائها خدمةً للمجتمع الجزائري.
سير العملية الانتخابية..
بعد الانتهاء من تقديم الحصيلة العامة، انتقل الحاضرون إلى مرحلة الترشيحات، حيث تم قبول ملفي كلٍّ من:
الدكتور عمار طالبي، أحد الأسماء البارزة في الجمعية، والذي شغل مناصب قيادية فيها على مدار العقود الماضية، وساهم في تأطير نشاطاتها الفكرية والعلمية.
الدكتور عبد الحليم قابة، الأستاذ الجامعي المتخصص في علوم القرآن والدعوة الإسلامية، والذي يحظى بتقدير واسع داخل الأوساط الأكاديمية والدعوية.
باشرت اللّجنة المشرفة على الانتخابات عملية التصويت، حيث تم اعتماد التصويت السّري المباشر عبر الصناديق، في خطوة تؤكد التزام الجمعية بمبدأ الشفافية والديمقراطية في اختيار قيادتها. وقد جرت العملية الانتخابية تحت إشراف لجنة تنظيمية محايدة، وبحضور محضر قضائي لضمان نزاهة الاقتراع.
نتائج الانتخابات وإعلان الفائز..
بعد انتهاء عملية التصويت، شرعت اللجنة في فرز الأصوات، وأسفرت النتائج عن فوز الدكتور عبد الحليم قابة برئاسة الجمعية، بعد حصوله على 416 صوتًا، مقابل 113 صوتًا لمنافسه الدكتور عمار طالبي. كما تم إلغاء 29 صوتًا لعدم استيفائها الشروط الانتخابية المعتمدة وفق لوائح الجمعية.
وقد لقيت هذه النتائج ترحيبًا واسعًا من قبل الأعضاء الحاضرين، الذين أكدوا احترامهم لنتائج الانتخابات وثقتهم في قدرة الرئيس الجديد على قيادة الجمعية نحو تحقيق أهدافها.
أجواء التفاعل والتصريحات بعد الانتخاب
عقب إعلان النتائج، عبّر الدكتور عبد الحليم قابة عن شكره وامتنانه لأعضاء الجمعية العامة على الثقة التي منحوه إياها، مؤكدًا أن المرحلة القادمة تتطلب جهودًا كبيرة لتعزيز دور الجمعية في الساحة الوطنية والدولية. كما دعا إلى العمل الجماعي والتعاون بين جميع مكونات الجمعية لضمان استمرارية دورها الإصلاحي والتربوي.
من جهته، هنّأ الدكتور عمار طالبي منافسه الفائز، مشيدًا بالأجواء الديمقراطية التي جرت فيها الانتخابات، ومؤكدًا استعداده لدعم أيّ جهد يخدم مسيرة الجمعية. كما أثنى العديد من الأعضاء على مستوى التنظيم الذي ميّز هذه الجمعية العامة، والذي عكس مدى نضج التجربة الانتخابية داخل الجمعية.
دلالات انتخاب رئيس جديد للجمعية..
يُعدّ انتخاب الدكتور عبد الحليم قابة رئيسًا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين حدثًا مهمًا، يحمل العديد من الدلالات، أبرزها:
استمرار النهج الديمقراطي داخل الجمعية، حيث جرت الانتخابات في أجواء شفافة، وفق الآليات المتبعة في العمل المؤسسي.
الرّهان على قيادات جديدة: يعكس فوز الدكتور قابة توجهًا نحو التجديد وإتاحة الفرصة لكفاءات جديدة لقيادة الجمعية.
تجديد الثقة في المؤسسة: حيث كان الحضور المكثف لمكاتب الشعب الولائية مؤشرًا على تمسك الأعضاء بدور الجمعية واستعدادهم لدعم مسارها.
التحديات التي تنتظر القيادة الجديدة…
رغم نجاح الانتخابات، إلا أن التحديات التي تواجه الجمعية في المرحلة المقبلة تبقى كبيرة، ومنها:
* تعزيز الهوية الإسلامية والوطنية، من خلال تكثيف النشاطات الثقافية والعلمية، ومواصلة جهود الجمعية في الدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية.
* مواكبة التطورات الحديثة، من خلال تطوير وسائل الإعلام والاتصال الخاصة بالجمعية، وتوسيع حضورها في المنصات الرقمية.
* تعزيز الشراكات والتعاون، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي، بما يخدم أهداف الجمعية ورسالتها.
* تطوير الأداء الإداري والتنظيمي، عبر تحديث هياكل الجمعية وضبط آليات التسيير لضمان استمراريتها ونجاح مشاريعها المستقبلية.
وفي الأخير، وبنجاح الجمعية العامة السادسة في انتخاب رئيس جديد، تكون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد أكدت مرة أخرى على التزامها بالممارسة الديمقراطية، وعلى قدرتها على التجدد والاستمرار في أداء رسالتها، ويبقى الرهان الآن على القيادة الجديدة لمواصلة المسيرة، وتحقيق تطلعات الأعضاء، ومواجهة التحديات بروح المسؤولية والعمل الجماعي.