حماس قوة سياسية فازت بانتخابات ديمقراطية وليست قاطعي طرق

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، إن الكثير من الناس ليس لديهم أي فكرة عما هي حركة حماس، ويكتفون بترداد الاتهامات لها. وأوضحت في كلمة خلال ندوة، بثها حساب منظمة “يو أن ووتش” المعتمد من الأمم المتحدة للرقابة، إن حماس “قوة سياسية، سواء أحببنا ذلك أم لا، وفازت في فيما وصف بأكثر انتخابات ديمقراطية […] The post حماس قوة سياسية فازت بانتخابات ديمقراطية وليست قاطعي طرق appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 17, 2025 - 17:09
 0
حماس قوة سياسية فازت بانتخابات ديمقراطية وليست قاطعي طرق

قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، إن الكثير من الناس ليس لديهم أي فكرة عما هي حركة حماس، ويكتفون بترداد الاتهامات لها.
وأوضحت في كلمة خلال ندوة، بثها حساب منظمة “يو أن ووتش” المعتمد من الأمم المتحدة للرقابة، إن حماس “قوة سياسية، سواء أحببنا ذلك أم لا، وفازت في فيما وصف بأكثر انتخابات ديمقراطية في فلسطين عام 2005”.
وتابعت: “حماس أنشأت نظاما، وأقامت مدارس ومرافق عامة ومستشفيات، لقد كانت ببساطة ما نسميه السلطة، السلطة الفعلية في غزة”.
وأكدت بالقول: “لذلك من الضروري أن تفهموا أنه عندما تفكرون في حماس، ليس من الضروري أن تفكروا في قاطعي طرق أو أشخاص مسلحين حتى أسنانهم أو مقاتلين.. الأمر ليس كذلك”.
وكانت ألبانيز، وصفت تعمد جيش الاحتلال تجويع أهالي قطاع غزة وقتل أطفالهم، بـ”الجرائم النازية”.وقالت ألبانيز في تغريدة نشرتها عبر منصة “إكس”، إنّ “جيلنا تربى على النازية وكانت الشر الأعظم، وهي كذلك، وجرائم الاستعمار ما كان ينبغي أن تُنسى”.
وتابعت بقولها: “أما اليوم فهناك دولة تجّوع الملايين وتطلق النار على الأطفال من أجل المتعة، تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء”، وذلك في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت هذه الأقوال تعليقاً على جريمة قتل الاحتلال لطفل فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة، ضمن حرب التجويع والإبادة المستمرة منذ 22 شهراً.
يشار إلى أن الطفل يدعى محمد السوافيري، واستشهد نتيجة تدهور حالته الصحية جراء حرب التجويع المتصاعدة في قطاع غزة.
وتصريحات المسؤولة الاممية، تعيد فتح ملف العلاقة بين حركة “حماس” والصورة التي ترسمها عنها وسائل الإعلام الغربية والعبرية، فبينما تحرص الدعاية الصهيونيةعلى تصوير الحركة كـ”جماعة قتلة” أو “مسلحين متعطشين للعنف”، جاءت تصريحاتها لتفكك هذا الخطاب وتعيد التذكير بأن “حماس” قوة سياسية وصلت إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع عام 2005، وأنها لعبت أدواراً إدارية وخدمية داخل المجتمع الغزي.
من الناحية السياسية، تشكّل تصريحات ألبانيزي تحدياً للرواية الصهيونية السائدة في الغرب، والتي تسعى إلى تجريد “حماس” من أي شرعية سياسية أو اجتماعية.
الإصرار على تقديم الحركة كتنظيم عسكري صرف يسهّل على الاحتلال تبرير عدوانها المستمر على غزة، والتملّص من الاعتراف بالبعد السياسي للصراع.
لكن المقرّرة الأممية أكدت أن الواقع أكثر تعقيداً من هذه الصورة المبتسرة، ما يعكس رغبة في إعادة طرح النقاش الدولي حول ضرورة النظر إلى الحركة ضمن السياق السياسي الفلسطيني الأوسع.
تزامن تصريحات ألبانيزي مع العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، حيث تعمل “إسرائيل” وحلفاؤها الغربيون على تكريس خطاب يُجرّم أي تعبير سياسي أو اجتماعي لحركة حماس. هذا الإطار الخطابي لا يخدم فقط أهداف الحرب الراهنة، بل يسعى لتجريد الفلسطينيين من حقهم في التعبير السياسي، وإضعاف أي محاولة لطرح بدائل تفاوضية جادة مستقبلاً.
تكمن أهمية هذه التصريحات في كونها صادرة عن مسؤول أممي رفيع، ما يمنحها وزناً إضافياً في النقاشات الدولية.
فهي بمثابة رسالة ضمنية بأن الحصار المفروض على النقاش حول “حماس” في الغرب بدأ يتصدّع، وأن هناك أصواتاً داخل المؤسسات الأممية ترفض اختزالها في بعدها العسكري.
هذا التحوّل، وإن كان محدوداً، يعكس بداية تفكك السردية الصهيونية الأحادية، ويفتح الباب أمام رؤية أكثر توازناً قد تؤثر في الخطاب السياسي الدولي على المدى الطويل.
تصريحات فرانشيسكا ألبانيزي ليست مجرد توصيف موضوعي للحركة، بل هي مداخلة سياسية في قلب معركة السرديات التي تخوضها “إسرائيل” والفلسطينيون على حد سواء.
فإذا نجح هذا الخطاب في إيجاد مساحة أوسع داخل المؤسسات الدولية والإعلام الغربي، فقد يمثل خطوة أولى نحو إعادة الاعتبار للتعقيد الفلسطيني، وكسر احتكار الاحتلال لرواية الصراع.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post حماس قوة سياسية فازت بانتخابات ديمقراطية وليست قاطعي طرق appeared first on الشروق أونلاين.