خواطر من وحي جهاد غزة

أ. عبد العزيز كحيل/ لماذا لا تهتم الأمة كما ينبغي بحال المسلمين الذين يُبادون في غزة؟ سؤال يؤرق كل مسلم وكل حر، والإجابة تكمن في البروتوكول الثالث عشر من «بروتوكولات حكماء صهيون»: «ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما وراءها وما أمامها، ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل …

سبتمبر 22, 2025 - 12:34
 0
خواطر من وحي جهاد غزة

أ. عبد العزيز كحيل/

لماذا لا تهتم الأمة كما ينبغي بحال المسلمين الذين يُبادون في غزة؟ سؤال يؤرق كل مسلم وكل حر، والإجابة تكمن في البروتوكول الثالث عشر من «بروتوكولات حكماء صهيون»: «ولكي تبقى الجماهير في ضلال لا تدري ما وراءها وما أمامها، ولا ما يراد بها فإننا سنعمل على زيادة صرف أذهانها بإنشاء وسائل المباهج، والمسليات، والألعاب الفكاهية وضروب أشكال الرياضة واللهو وما به الغذاء لملذاتها وشهواتها والإكثار من القصور المزوقة والمباني المزركشة ثم نجعل الصحف تدعو إلى مباريات فنية رياضية من كل جنس فتتوجه أذهانها إلى هذه الأمور، وتنصرف عما هيأناه فنمضي به إلى حيث نريد».
أليس الواقع يصدّق هذا؟ إننا أمام مشروع صهيوني ممتد وغباء عربي إسلامي ممتد هو الآخر، إنها حرب دينية يهودية نصرانية لكن قادة السياسة والفكر والإعلام العرب والمسلمين يتجاهلون ذلك بل ينكرونه لسبب واضح هو رفضهم اعتبار الإسلام هو الحل… هل هناك مسلم لا يبصر المقارنة بين شعب أبي طالب وقطاع غزة؟ الحصار في أبشع صوره، التجويع على أوسع نطاق، الثبات والصمود، ذهاب الإنسانية إلا بقية من الرجولة والضمير الحي…في الزمن الأول انتفض هشام بن عمرو، واليوم نرى انتفاضة شعوب العالم ضد الإبادة وضد الكيان، والجديد في الأمر أن قسما من الأمة يصطف علنا مع العدو بدءا بالساسة ورجال الدين المرتزقة، ففي غزة يسجلون معجزات قتالية خارقة ويصنعون بإذن الله نصرا مبينا، أما المنبطحون فيحللون ويحرمون ويتهمون ويتهكمون وينذروننا بالأسوأ، فنقول لهم: لا يحق للذليل تعريف النصر، فهو صعب عليه.
•أين الإنصاف؟ لو أنصف الناس لسلّم مؤمنهم وكافرهم أن ملحمة غزة معجزة خارقة ترى بالعين وتلمس باليد، ما سمعنا بمثلها في التاريخ، ولعلّ الشعوب عبر المعمورة سلمت بهذا – باستثناء الأنظمة العربية وأبواقها الدينية والإعلامية – فهي في مظاهرات عارمة وفعاليات متواصلة في القارات الخمس، تؤيد صمود غزة وتفضح الكيان الصهيوني، أي أن شعوب العالم الحر كلها تغيرت بفعل الطوفان وصارت طوفانا بشريا جارفا ضد الصهيونية، في نفس الوقت لم تتوقف المقاومة عن خوض الجهاد المقدس برجال أشداء وأساليب متجددة تربك العدو وتفضح مزاعم أنه لا يُهزم، وتذكّر المسلمين الذين طال عليهم الأمد أن الجهاد ذروة سنام الإسلام وأنه ماض إلى يوم القيامة.
•هنا وهناك: في تل أبيب وكثير من مدن فلسطين المحتلة مظاهرات مليونية متواصلة ضد الحرب على غزة.
في أستراليا مئات الآلاف من المتظاهرين في 40 مدنية يطالبون بإنزال عقوبات على الكيان الصهيوني.
في هولندا عدد من الوزراء – منهم وزير الخارجية – يستقيلون لأن بلدهم لم ينزل عقوبات صارمة على الكيان.
في كينيا والسينغال وجنوب إفريقيا الجماهير تتحرك في مسيرات ضخمة من أجل غزة.
من برشلونة (وليس من ميناء عربي) انطلق أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة.
في الدول العربية: يحيا الملك، يحيا الأمير، يحيا الزعيم الملهم.
•قولوا للحكام وشيوخهم: لماذا جميع الشعوب العربية والمسلمة مع فلسطين ومع غزة إلا هؤلاء الحكام وشيوخهم المبطلون الذين يقولون «ولاة الأمور لم يعطلوا الجهاد لكنْ للجهاد شروط لم تتوفر في غزة»…
إن من عاش بلا مبدأ مات بلا شرف…الموت بكرامة أشرف من عيش الجبناء…تبا لحياة بلا فزعة ولا موقف ولا كرامة…عيب يا علماء أن تتخذوا موقفا سلبيا ممن يجاهد من أجل ارضه ومن يتعاطف معه وتسكتون عن المجازر ومرتكبيها بل تبررونها…يا مسلمون علموا أولادكم أن فلسطين محتلة وأن عاصمتها هي القدس وأنه لا يوجد شيء اسمه إسرائيل، وأن أموالنا وأرواحنا فداء للقضية، والحر لا يتربى على معاني الخوف والجبن والخور والسلبية، وأجدادنا نحن العرب شجعان أصحاب انفة وإقدام يموتون من اجل الشرف والكرامة.
• وأخيرا: الضربات الموجعة تتوالى علينا، والأعداء يفعلون بنا ما يشاؤون، العملاء يزدادون شراسة، الهوان هو سيد الموقف ولا ينفع أن نمني أنفسنا بالأوهام، فالسماء لا تمطر نصرا ولا تغييرا، و لا حل إلا الانخراط في العمل التغييري الإيجابي الفاعل عبر استجماع القوى الحية في الأمة التي تعي خطورة المشروع الصهيوني – النصراني علينا وعلى العالم، فتقربوا إلى الله بحب رجال الله في غزة، باركوا جهادهم، دعموهم بقوة، انشروا أخبارهم، ألجموا أصوات المخذلين والمنبطحين، تضرعوا إلى الله أن يشد أزر المرابطين، افرحوا بنصر الله القريب.