رؤوف فراح: الإمارات تهرب ذهب مالي بتواطؤ النظام العسكري في باماكو
تحوم الاتهامات والشكوك حول تورط دولة الإمارات في نهب وتهريب الذهب المستخرج من مناجم مالي، مستغلة ضعف وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد، وكذا القرب من الانقلابيين في المجلس العسكري وولائهم الشديد لها، مما رهن ثروات الشعب المالي المعدنية، وجعلها في خدمة المسؤولين الإماراتيين، وفق ما أوردته تقارير إعلامية حديثة. وفي حوار خصّ به صحيفة “القدس […] The post رؤوف فراح: الإمارات تهرب ذهب مالي بتواطؤ النظام العسكري في باماكو appeared first on الجزائر الجديدة.

تحوم الاتهامات والشكوك حول تورط دولة الإمارات في نهب وتهريب الذهب المستخرج من مناجم مالي، مستغلة ضعف وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية بالبلاد، وكذا القرب من الانقلابيين في المجلس العسكري وولائهم الشديد لها، مما رهن ثروات الشعب المالي المعدنية، وجعلها في خدمة المسؤولين الإماراتيين، وفق ما أوردته تقارير إعلامية حديثة.
وفي حوار خصّ به صحيفة “القدس العربي”، قال الخبير في الشؤون الجيوسياسية، رؤوف فراح، إنّ “الإمارات تقوم بتهريب ذهب مالي بتواطؤ النظام العسكري في باماكو، حيث عمدت على بناء نفوذ تدريجي في منطقة الساحل، مستعملة أدوات غير تقليدية كالذهب والتمويل السياسي والعلاقات السرية مع الأنظمة العسكرية”، مبرزًا في هذا الصّدد إلى أن “جزءًا كبيرًا من ذهب مالي المهرب يُوجّه إلى دبي، ما يضر باقتصادات الدول ويغذي شبكات موازية على صلة بمليشيات مسلحة، فيما لفت إلى خطورة وجود شركات أمن خاصة مرتبطة بـ”إسرائيل” تعمل في مجالات التجسس والمراقبة”.
وكانت تقارير كشفت مؤخرًا شراء شركة إماراتية حصة كبيرة من منجم الذهب في مالي، وتتمثل في صندوق “أمبروسيا إنفستمنت هولدنغ الاستثماري” الإماراتي، الذي وقع اتفاقًا بقيمة 500 مليون دولار مع شركة “آلايد غولد” الكندية لشراء 50 في المائة من منجم “ساديولا” في دولة مالي، التي تعد من أغنى دول غرب أفريقيا بالذهب.
أما بخصوص المغرب، فرأى فيه فراح “طرفا يستغل تراجع النفوذ الفرنسي والتوتر في علاقات الجزائر ببعض دول الساحل لتعزيز حضوره، خاصة عبر مبادرة “ممر الأطلسي”، التي تهدف إلى ربط دول الساحل بالموانئ المغربية. غير أنه اعتبر “المبادرة رمزية أكثر منها واقعية، في ظل هشاشة الأنظمة المعنية والتحديات الجغرافية والمالية، مشددًا على أن “الجزائر تبقى المؤهلة جغرافيًا ولوجستيًا للعب دور الجسر بين شمال وغرب إفريقيا”.
وشدّد الخبير في الشؤون الجيوسياسية على أن أي حل دائم في شمال مالي يقتضي الاعتراف بالتعدد الهوياتي والتجارب التاريخية في هذا الفضاء، منبهًا إلى ضرورة التحسب للتحولات الجذرية التي يعرفها “الساحل” وتصارع القوى والكيانات على هذه البقعة الجغرافية التي باتت تشكل تهديدا غير مباشر للأمن القومي الجزائري”، داعيا السلطات إلى “تبني مقاربة شاملة تمزج بين الأمن والتنمية والدبلوماسية لحماية الجنوب الكبير”. من هنا، يرى فراح أن الجزائر لا يمكن أن تتعامل مع ما يحدث في الساحل كمسألة خارجية، بل هي معنية عضويا بالاستقرار ومسؤولة تاريخيا وجغرافيا وأخلاقيا عن المساهمة في التهدئة.
كما أوضح الخبير أن بروز “تحالف دول الساحل الثلاث” عام 2023، وقرار باماكو الانسحاب من اتفاق الجزائر من طرف واحد، فضلاً عن توسع انتشار مجموعة “فاغنر” في مناطق قريبة من الحدود الجزائرية، والخطاب السيادي المتشدد تجاه الجزائر، كلها عوامل ساهمت في خلق مناخ إقليمي محفوف بالتوترات والانزلاقات المحتملة.
ويعتقد فراح أن “الخطاب العدائي المتصاعد من طرف السلطات الانتقالية في مالي ضد الجزائر أخذ أبعادا متعددة، فهو من جهة أداة سياسية داخلية تستخدمها باماكو لتعزيز شرعية انتقالية هشة عبر اختلاق “عدو خارجي”، وفي الوقت ذاته يعكس اتجاها سياديا متشددا يرفض أي تدخل خارجي، حتى وإن كان صادرا عن الجزائر التي لطالما التزمت الحياد.
عبدو. ح
The post رؤوف فراح: الإمارات تهرب ذهب مالي بتواطؤ النظام العسكري في باماكو appeared first on الجزائر الجديدة.