رؤى و مسارات.. التغيرات المناخية إشكالية بيئية واقتصادية
تشكل ظاهرة التغيرات المناخية مشكلة بيئية أخذت طابعا خاصا ،حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم ،وقد أكدت تقارير إلى أن الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشاكل الخطيرة كارتفاع سطح البحر مهددا بغرق عدد من المناطق في العالم ،والتأثير المباشر على الموارد المائية والإنتاج الفلاحي والزراعي …

تشكل ظاهرة التغيرات المناخية مشكلة بيئية أخذت طابعا خاصا ،حيث أنها تعدت حدود الدول لتشكل خطورة على العالم ،وقد أكدت تقارير إلى أن الارتفاع المستمر في المتوسط العالمي لدرجة الحرارة سوف يؤدي إلى العديد من المشاكل الخطيرة كارتفاع سطح البحر مهددا بغرق عدد من المناطق في العالم ،والتأثير المباشر على الموارد المائية والإنتاج الفلاحي والزراعي ،بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة وهو ما يدعو إلى حوار دولي لمجابهته وتفادي المخاطر الناجمة عنه.
أن التغيرات المناخية وتأثيرها على الإنسان والمجال تحظى باهتمام دولي كبير نظرا لما تسببه من عجز وعراقيل اقتصادية واجتماعية وثقافية وشيوع عدة مشكلات صحية عديدة.
أحيانًا يُحصر النقاش فيما يخص تحدي التغير المناخي في أن البترول والغاز هما سببا هذه المشكلة، وأن وقف إنتاج البترول والغاز سوف يحل هذه المشكلة. وهذا يقلص من حجم هذا الأمر المهم وأطرافه المتعددة ويختزله إلى رواية واحدة فقط.
إن الإقرار بالحقائق فيما يخص قطاع الطاقة سيساهم في تصحيح بعض الروايات الخاطئة المرتبطة بالانبعاثات الحرارية، وهناك ثلاث حقائق تستحق التركيز والتمعن بشكل خاص:
أ- تساهم العديد من الصناعات وقطاعات الاقتصاد والطاقة وأنماط الاستهلاك والعديد من العوامل المختلفة في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولا بد أن تساهم جميعها في مواجهة تحدي التغير المناخي.
ب- تشمل الانبعاثات المرتبطة بقطاع الطاقة ما ينتج عن مجموعة متنوعة من الاستخدامات كما تشمل أنواعاً متعددة من الوقود، وليس فقط البترول.
ج- تواجه العديد من الصناعات وقطاعات الطاقة نفس المعضلة التي تواجهها صناعة البترول، وهي توفير سلعة حيوية يعتمد عليها المليارات من البشر في ضوء نمو الطلب المتنامي تزامناً مع محاولة الحد من الانبعاثات الحرارية.
تبقى مسألة مواجهة تحدي الانبعاثات الحرارية تتطلب تبني حلول مبتكرة في العديد من القطاعات. فعلى سبيل المثال، يُعد إطعام ثماني مليارات نسمة من سكان العالم تحدياً عظيماً، حيث تُقدر انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة من قطاع المصالح الفلاحية والزراعة ما بين الربع والثلث من إجمالي الانبعاثات الحرارية بشكلٍ عام.
آثار التغيرات المناخية وآليات معالجتها :من أهم آثار التغيرات المناخية ارتفاع درجات الحرارة ، ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان الجليد القطبي، تزايد تكرار وشدة الظواهر الجوية القصوى كالأعاصير والجفاف والفيضانات، وتغير أنماط هطول الأمطار. هذه التغيرات تؤثر سلبًا على النظم البيئية والفلاحة والمياه والصحة البشرية والاقتصادات العالمية.
لمواجهة هذه التغيرات، من المهم تعزيز الجهود للحد من الانبعاثات، مثل التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، واعتماد ممارسات زراعية مستدامة، وتعزيز الوعي البيئي حول العالم.
كما تلعب الجامعة والمثقفين دور مهم في المساهمة الفعالة في تنمية الوعي المجتمعي حول المناخ والتغيرات المناخية والبيئية وثقافة المخاطر والأزمات،
لقد أصبح تغير المناخ سريعًا أحد أكبر محركات فقدان التنوع البيولوجي، مما يؤدي إلى تغيير النظم البيئية والبحرية والبرية والمياه العذبة في جميع أنحاء العالم. تختفي الأنواع، وتنتشر الأمراض، وتؤدي أحداث الوفيات الجماعية إلى أول انقراضات مسجلة مدفوعة بالمناخ. في cop 29 يجب على العالم أن يتحد لاتخاذ إجراءات جريئة وموحدة لمعالجة الأزمات المتشابكة لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ. فـهل يمكن للتنوع البيولوجي أن يكون أقوى دفاع طبيعي لدينا ضد تغير المناخ؟
الملاحظ والمطروح أن مبادئ الكيمياء الخضراء تهدف إلى الحد من الانبعاثات الناتجة عن الصناعة الكيميائية، وخاصة غاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى استبدال المواد الكيميائية الضارة بالبيئة بمواد آمنة عليها، أو تقليل آثارها السلبية، للتخفيف من آثار تغيرات المناخ، وتعزيز مفهوم التكيّف معه، وإيجاد طرق أفضل لاستخدام الطاقة، والإدارة المستدامة للنفايات، وهذا ما سينعكس إيجابيًا على آثار تغيُّرات المُناخ.
رزقي زويد