رحلتي إلى موريتانيا بلد المنارة والربـــاط (الجزء الثاني) الموريتانيون في كتابي (حديث وعبر)

أ.إبراهيم بن ساسي*/ في الطبعة الثانية من (كتابي حديث وعبر) بجزئيه، وفقت للحديث عن 100 شخصية علمية ودعوية واجتماعية من أصقاع العالم نقلت بعض ما نهلته من فيض عطائها علماً وحكمةً وتجربةً وقد تمثّل حظ الحبيبة موريتانيا في هذه الثلاثة أوّلاً: الشيخ محمد السالك ولد سحنون (للقــرآن حلاوة) أخي وحبيبي الشّيخ محمّد السّالك ولد سحنون، …

مايو 12, 2025 - 13:42
 0
رحلتي إلى موريتانيا بلد المنارة والربـــاط (الجزء الثاني) الموريتانيون في كتابي (حديث وعبر)

أ.إبراهيم بن ساسي*/

في الطبعة الثانية من (كتابي حديث وعبر) بجزئيه، وفقت للحديث عن 100 شخصية علمية ودعوية واجتماعية من أصقاع العالم نقلت بعض ما نهلته من فيض عطائها علماً وحكمةً وتجربةً وقد تمثّل حظ الحبيبة موريتانيا في هذه الثلاثة
أوّلاً:
الشيخ محمد السالك ولد سحنون
(للقــرآن حلاوة)
أخي وحبيبي الشّيخ محمّد السّالك ولد سحنون، من مواليد مدينة تكانت وسط موريتانيا الحبيبة سنة 1974م.
عرفته فقيهاً وكاتباً ومفكّرا وداعيّة محبوباً دمث الأخلاق طيّب المعشر، لا تفارق الابتسامة محيّاه تخرّجَ من احدى كلّيّات الهندسة، ليشتغل في التّدريس الثّانوي فالجامعي، وهو رئيس الإعلام التّربوي في جمعيّة الفرقان لحملة القرآن بنواكشوط ومسؤول التّوجيه التّربوي في مشروع الشّفيع لخدمة القرآن بدولة الكوّيت الحبيبة ساهم بقدر وافر في تأطير الحلقات التّربويّة ملتزماً المساجد وريّاضها مُجازاً في قراءة وشرح كتب كثيرة في الحديث والفقه كالموطّأ والبخاري وعمدة الأحكام والذّخيرة للقرفي، تشرّفت بلقائه سنة 2016 م وحاضرت معه في مناسبتين ببلدية الكاليتوس في العاصمة وفي البليدة، وزرته بعد ذلك مرّات عديدة بمقرّ إقامته بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة بداية من شهر أوت 2017م حيث كان يعالج زوجته رحمها الله، وقد أجازني أثناء لقاءاتي الأولى بقراءة وشرح كتابين في الحديث.
– كتاب عمدة الأحكام لتقي الدين أبي محمد عبد الغني المقدسي المتوفَّى سنة 600هـ.
– كتاب الأوائل السنبلية لمحمد سعيد السنبلي المكي المتوفَّى سنة 1175هـ
وقد سمعته يوم الخميس 25 ماي 2017 م متحدثاً عن حلاوة كتاب الله فقال حفظه الله : [حدّثني شيخي سعيد الكملي في أحد مساجد الكوّيت العامرة عن رجلً يعرفه تجاوز عمره القرن ولكنّه ظلّ شغوفاً بتلاوة كتاب الله، لا يفتر عن ذلك وكان لا يقرأ أقلّ من خمسة أحزاب في المجلس الواحد، فإذا انتهى من تلاوته عبّر عن تذوّقه لحلاوة القرآن وأخذ يضمُّ شفتيه ويرسلهما مُطلقاً صوتاً عجيباً يحرّك لسانه كأنّه يتلمّظ تمرة قائلاً: القرآن حلو، القرآن حلو ورغم أنّي لا أفهمه ولكنّي أجد حلاوته] أجل … هذه حقيقة لا يعبّر عنها سوى أفذاذ ممّن تذوّقوا حلاوة القرآن، فأين هم اليوم أولئك الّذين يتلمّظون آي القرآن، ويتذوّقون حلاوته التي شهد بها مشركو مكّة أنفسهم؟ فمتى كان في القلب إخلاصٌ وصفاءٌ وصدقّ كان الإحساس بهذه الحلاوة التي تسمو بالنّفس إلى مقامات الخشوع والرّفعة والخضوع لينعكس ذلك على المؤمن سكينةً وراحةً وطمأنينة فيغدو القرآن ضيّاء ومنهجاً يسلكه المؤمن وهو يصنع الحياة نشيداً من أناشيد الوجود، ذلك ما عبّر عنه شيخنا العالم الجهبذ الدّكتور يوسف القرضاوي رحمه الله
أنا إن سألت القوم عنّي من أنا؟
أنا مؤمـن سأعيشُ دوماً مـؤمنا
فليعلــــم الفجّارُ أنّي هــا هنــا
لن أنحني، لن أنثنـي، لن أركنا
إنّي رأيـــــت اللّـه في أكوانــــه
وسمعت صوت الحقّ في قرآنه
ولمست حكمتـه وفيض حنانه
في سيرة المختــار في إيمانـه
أنا مصحف يمشي وإسلام يًرى
أنا نفحة علويّة فــــــوق الثّرى
الكون لي ولخدمتي قد سخّرا
ولمن أنا ؟ أنا للذي خلق الورى
أنا مسلمٌ هل تعرفون المسلم؟
أنا نور هذا الكون إن هو أظلمَ
أنا في الحقيقة ريُّ من يشكو الظّمأ
وإذا دعا الدّاعي أنا حامي الحمى
وصلّ اللّهم وسلّم على رسول الله وآله وصحبه ومن ووالاه

• عضو المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين كاتب وباحث، أديب ورحّالة