ركن فتاوى نسائية

تجيب عنها: د/سعاد عبد المجيد مولف */ السؤال: تقول السائلة: ما الحكم الشرعي في بعض أنواع الرقية، مثل: رقية كسر الدروع، ورقية فك القيود، ورقية تنحية العارض… يقوم بها راقٍ ثقة، ويصاحبها أذكار تتكرر إلى (4440) مرة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهي تشمل أنواعًا يسمونها: صلاة حارقة، وصلاة طبية، و… إلخ؟ …

أكتوبر 6, 2025 - 12:35
 0
ركن فتاوى نسائية

تجيب عنها: د/سعاد عبد المجيد مولف */

السؤال:
تقول السائلة: ما الحكم الشرعي في بعض أنواع الرقية، مثل: رقية كسر الدروع، ورقية فك القيود، ورقية تنحية العارض… يقوم بها راقٍ ثقة، ويصاحبها أذكار تتكرر إلى (4440) مرة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهي تشمل أنواعًا يسمونها: صلاة حارقة، وصلاة طبية، و… إلخ؟

الجواب:
نقول وبالله التوفيق: لقد انتشرت في زماننا ظاهرة الرقية حتى صارت هي الأصل، وأضحت العافية هي الفرع، ومارسها من لا علم له ولا طب ولا تقوى.
فالرقية الشرعية المقصودة هي: قراءة الآيات القرآنية أو الأدعية النبوية، مع النفث على الموضع الذي يتألم منه الجسد، أو على المريض المراد رقيته. والأصل أن يرقي الإنسان نفسه بحفظه لكلام الله تعالى، وبقراءة ورده اليومي، وبأذكار الصباح والمساء، وأذكار الدخول والخروج، والأكل والنوم وسائر الأذكار المعروفة.
قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه عند نومه بسورة الإخلاص والمعوِّذتين، كما كان يعوّذ سبطيه الحسن والحسين رضي الله عنهما لأنهما كانا صغيرين لم يعرفا القراءة بعد.
ويعلِّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الرقية، فقد قال لعثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه:
«ضع يدك على الذي تألّم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر» [رواه مسلم].
وكان صلى الله عليه وسلم يضع إصبعه في ريقه، ثم يضعها على التراب، ثم على موضع المرض ويقول:
«باسم الله، تربة أرضنا، بريقة بعضنا، يُشفى سقيمنا بإذن ربنا» [رواه البخاري].
ولكي تنفع الرقية لا بد من توفر ثلاثة شروط:
1. أن لا يُعتقد أنها تنفع بذاتها دون الله تعالى.
2. أن لا تشتمل على ما يخالف الشرع، مثل: دعاء غير الله، أو الاطلاع على العورات، أو السؤال عن اسم الأم، أو ضرب الحصى والكارتة، أو التخطيط في الأرض ونحو ذلك.
3. أن تكون مفهومة معلومة، فإن كانت من جنس الطلاسم والشعوذة فإنها لا تجوز.
وعليه: فهناك رقية شرعية جائزة، وهناك رقية شركية محرمة.
وما ذكرته الأخت السائلة من الأنواع المحدثة للرقية لا أصل له في السنة النبوية، ولذلك نحذر من فعله، لأنه قد يؤثر على دين صاحبه. أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي مشروعة في كل حين، لكنها لا تُجعل جزءًا من الرقية على هذا النحو.
وأخيرًا: ثقة المريض بالراقي لا تغني عن الثقة بالله تعالى، فهو سبحانه الشافي وحده، والعبد مهما كان صالحًا فإنه فقير إلى الله. والحمد لله الذي علّمنا في ديننا أنه لا واسطة بين العبد وربه.

* عضو لجنة الافتاء و المجلس العلمي ولجنة البحوث والدراسات لولاية قسنطينة.