الأذان فرض كفاية على أهل القرية وسنة لكل صلاة جماعة

الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/

الفتوى رقم:781

الســــــــــــؤال:
قال السائل: كنا في جماعة في سفر، ووصلنا مدينة، ودخلنا مسجدا كان الإمام قد صلى الظهر مع جماعة المصلين. فدخلنا وصلينا ولم نؤذن فعاب علينا بعض من رآنا، وقال كان عليكم أن تؤذنوا؟!! وسؤالي: ما هو حكم الأذان؟ وهل من يدخل مسجدا في المدينة بعد أن تم الأذان والصلاة هل يسن في حقه الأذان من جديد؟ ومتى يأتي من يسمع الأذان؟

الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: الأذان سنة في المسجد لكل صلاة، وفرض كفاية على أهل القرية؟
الأذان من خصائص الإسلام، وهو فرض كفاية على المسلمين للإعلان عن الانتماء للإسلام، وأنه سنة مؤكدة للنداء لكل صلاة، ولصلاة الجمعة فرض كفاية. والأذان إعلان عن دخول وقت الصلاة، وللإعلان والإعلام على أن أهل هذه القرية مسلمون. هذا هو الأصل. وألفاظ الأذان: {اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.} ويضاف في أذان صلاة الصبح التثويب. وهو قول المؤذن (الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ) مَرَّتَيْنِ بَعْدَ الْحَيْعَلَتَيْنِ. والأذان لا يكرر في المسجد الواحد لوقت صلاة واحدة، فإذا أُذِّنَ لوقت، وجاء مسلم بعد صلاة الجماعة لايشرع له الأذان في المسجد مرة أخرى بعد أذان المؤذن الراتب. لارتباط الأذان بأوقات الصلوات. ومن كان في الصحراء، أو في المصليات، فليؤذن وليس واجبا. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: قال السائل: ما هو حكم الأذان؟ ها قد علمت من الجواب الأول حكم الأذان. أنه فرض كفاية على أهل القرية والمدينة، وسنة لكل صلاة، وأنه ليس كل من يدخل مسجدا في المدينة يؤذن، بل يكتفي بالإقامة. فالمشروع أن يؤذن المسلمون مرة واحد لكل وقت صلاة وهذا حتى لا يختلط الأمر على أهل القرية. ففي الحديث. عن أبي الدرداء، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:[مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ] (أبو داود:547. والنسائي:847) ومعنى هذا أن يؤذن في كل قرية، لكل صلاة، ويقوم بذلك المؤذن بصوته الطبيعي العادي، هذا هو المشروع. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: قال السائل: ومتى يأتي من يسمع الأذان؟ وإن كان من جملة مقاصد الأذان أنه نداء، لدعوة المسلمين إلى الصلاة. إلا أن المسلمين لا ينتظرون الأذان ليذهبوا إلى المسجد، بل يذهبون قبل الأذان ليكونوا وقت الأذان في المسجد، وكما ذكرت لك فإن الأذان{إعلان عن دخول وقت الصلاة} فالمسافات متفاوتة بين مساكن القرية، وظروف الناس تختلف من هذا لهذا. فإذا حان وقت الصلاة أذن المؤذن في المسجد وجوبا، فيعلم أهل القرية، أو أهل الحي، أو أهل المدينة، أن وقت الصلاة قدحان. فالذين يكونون في المسجد يصلون في المسجد، والذين يكونون في حقولهم، أو بيوتهم، أو مؤسساتهم، أو في مصلياتهم، كل واحد يصلي حيث كان، ويعمل بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: [وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ] (مسلم: 3/521)
رابعا: والذهاب إلى المسجد لمن يستطيع فيه أجر كبير: ففي الحديث. [مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ كَالْقَانِتِ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ] (مسند أحمد:17459)