ركن يوهمونك إذ يقولون (7)
أ.د. بلخير عمراني/ حجاب الأخلاق يوهمونك إذ يقولون إن الحجاب حجاب الأخلاق، ويجب أن ننظر إلى الباطن لا إلى الظاهر، وهم يريدون بذلك تبرير عدم الالتزام بالحجاب والتهوين من شأن المُخالِفات لفريضة وفضيلة لها ما لها من الأثر في منع الفاحشة وأسبابها، أو ربما يستعملها آخر وهو ينوي تقريب الحجاب لغير المحجبات، أو الدفاع عن …

أ.د. بلخير عمراني/
حجاب الأخلاق
يوهمونك إذ يقولون إن الحجاب حجاب الأخلاق، ويجب أن ننظر إلى الباطن لا إلى الظاهر، وهم يريدون بذلك تبرير عدم الالتزام بالحجاب والتهوين من شأن المُخالِفات لفريضة وفضيلة لها ما لها من الأثر في منع الفاحشة وأسبابها، أو ربما يستعملها آخر وهو ينوي تقريب الحجاب لغير المحجبات، أو الدفاع عن أن الإسلام ينظر إلى المخبر لا المظهر، وأن الله ينظر إلى الأعمال لا صور الأجساد.
وجوابا على هذا الوهم وتقريرا لحقيقة لا مراء فيها أقول: – الإسلام فرّق بين معصيتين: معصية مجتمعية، ومعصية فردية، فالأولى ضررها أشد والثانية ضررها لا يتعدى صاحبها، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «إذا ابتليتم فاستتروا» وقال: «كل أمتي معافى إلا المجاهرون»، فحين نحكم على امرأة فلابد أن نفرّق في حكمنا بين حالتين، فإذا كنا نتعامل معها كفلانة ابنة فلان فإننا ننظر إلى أخلاقها، غير أن حسن تعاملها لا ينفي أنها لا تزال ترتكب معصية مجتمعية مفسدة لأخلاق آخرين، وهي وإن كانت ترى نفسها حسنة الخلق فهي تفسد أخلاق المجتمع. أما إذا تعاملنا معها كامرأة في وسط المجتمع بعيدا عن التعامل المباشر معها فهي فتنة تتحرك، وعامل من عوامل هدم أخلاق الشباب.
هناك مغالطة يقع فيها الكثيرون إذ إنهم يأتون إلى حالات شاذة ويعممونها على البقية كأنها هي القاعدة، فيا ترى، كم توجد من محجبة سيئة الخلق؟ وكم توجد في المقابل متبرجة حسنة الخلق؟ ومعلوم أن الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه. – أحكامنا يشوبها العور، ويعتريها الخلل، فنحن نجعل المحجبة في مصافّ الملائكة حتى إذا بدر منها شيء أنزلناها إلى درجة الشياطين ثم عممنا الحكم على أخواتها، أما المتبرجة فجعلناها مع الشياطين حتى إذا رأينا منها خلقا حسنا رفعناها إلى الملائكية وعممنا الحكم على أخواتها، ولو أننا تعاملنا مع المحجبة تعامل البشر لقلنا إنها تصيب وتخطئ، ويحمد لها أنها سترت نفسها وعممت الفضيلة في قومها. ملاحظة: الحجاب بالمفهوم الذي يعني لبس الخمار فقط وإظهار بقية المفاتن بالضيق من اللباس لا يسمى حجابا.