شمس الدين حفيز… في وجه مدفع العنصريّة مرة أخرى
في أوجّ الأزمة التي تعصف بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، تتعرض الكثير من الشخصيات لحملات تشويه ممنهجة، وحرب معلنة يقودها الإعلام الفرنسي بكل توجهاته. فبعد محاولات الزج بدبلوماسيين في قضايا مرتبة على المقاس ومكشوفة الأهداف والغايات، جاء الدور هذه المرة على عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، والذي يتعرض بدوره منذ فترة من قبل اللوبي الصهيوني اليميني […] The post شمس الدين حفيز… في وجه مدفع العنصريّة مرة أخرى appeared first on الشروق أونلاين.


في أوجّ الأزمة التي تعصف بالعلاقات الجزائرية الفرنسية، تتعرض الكثير من الشخصيات لحملات تشويه ممنهجة، وحرب معلنة يقودها الإعلام الفرنسي بكل توجهاته. فبعد محاولات الزج بدبلوماسيين في قضايا مرتبة على المقاس ومكشوفة الأهداف والغايات، جاء الدور هذه المرة على عميد مسجد باريس، شمس الدين حفيز، والذي يتعرض بدوره منذ فترة من قبل اللوبي الصهيوني اليميني لحملات تشويه، ومحاولات للتشكيك في شخصه، بل ذهبت صحف هذا التيار إلى اعتباره سفيرا فوق العادة للجزائر بفرنسا.
معاداة كل ما هو جزائري انخرطت فيه أيضا التيارات اليسارية، بعد أن تم الكشف عن مضمون رسالة الرئيس الفرنسي الأخيرة، الموجهة إلى رئيس الوزراء فرنسوا بايرو، وكشفت تفاصيلها ومضامينها جريدة لوفيغارو اليمينية.
هذا التناغم عبرت عنه مجلة “ليبراسيون” في آخر أعدادها، والتي اتخذت من شمس الدين حفيز، عميد مسجد باريس موضوعا للغلاف، وسعت من خلاله إلى الهجوم على الرجل والإيحاء بأنه “ما تبقى من خيوط تربط الجزائر بباريس”.
ورغم أن العنوان لا يحيل إلى كثير من العنف ضد الرجل، ومن ورائه ضد البلد الذي بفضله ترأس هذا المسجد، إلا أن التشكيك في الرجل بدا من نقطة السابع من أكتوبر2023، وهو تاريخ طوفان الأقصى، حيث تم الربط بين هذا التاريخ وشخصية الرجل، والذي لم يقم حسب كاتب الافتتاحية “ألكسندرا شوارتزبرود” بإدانة ما تسميه السردية الغربية المتصهينة “هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة”. طبعا بالشكل الذي يرضي اللوبي الصهيوني خاصة بعد استقباله للناشطة الفرنسية من أصول فلسطينية ريمة حسن، والتي صارت الآن عضوا في البرلمان الأوروبي، إضافة إلى موقفه إجمالا من القضية الفلسطينية منذ 2023، والتي عرت حسبه شخصيات فرنسية وأسقطت أقنعتها، وهي التي تسعى في كل مناسبة إلى إعطاء دروس للآخرين “في الأخلاق والقيم والحريات”.
تكالب الصحافة الفرنسية ضد عميد مسجد باريس، لم يتوقف يوما، بسبب قربه من الجزائر والاستقبالات التي حظي بها من قبل الرئيس عبد المجيد تبون، و”ليبراسيون” التي أسسها جون بول سارتر – لم تعد وفية لخطها- تنطلق في الهجوم على الرجل من منطلق عنصري، حاقد إذ يقول الكاتب: “اسمه برينوم يعني النور بالعربية، ولكن لا يُمكن القول إن هذا قد ساهم في الحفاظ على العلاقة بين السلطات الفرنسية والجزائرية. يُعدّ شمس الدين حفيز آخر معاهدة اتحاد بين باريس والجزائر، في حين أن العاصمتين لم تنتهِيا من الانفصال”. الإشارات العنصرية والكلونيالية تتناسى أن الجزائر انفصلت عن باريس في 1962 بقوة الرصاص، وبثمن لم يدفع في مهر الحرية قطّ.
ويسهب كاتب الافتتاحية في تحقير دور عميد مسجد باريس واتهامه بأنه عديم الفائدة تماما، فما الذي كان ينتظره الجانب الفرنسي من شمس الدين؟
تشير بعض تفاصيل هذا المقال إلى أن باريس كانت تعتقد أن شمس الدين حفيز يمكن أن يلعب دورا في تليين التشنج الحاصل بين العاصمتين، لكنها تتناسى أن الدولة العميقة في فرنسا، كانت ولا زالت ترفع من درجات التصعيد، عبر مجموعة من الأدوات والإجراءات غير المقبولة في العلاقات الدولية، ودفعت نحو ذلك عبر وزير الداخلية روتايو، وكثير من البرلمانيين اليمينيين ورؤساء الأحزاب وعبر سيل من الأخبار الزائفة التي تنشرها صحافتها، ويلوكها مقدمون في برامج لا تجد غير الهجوم على الجزائر مادة. قبل أن تنتقل إلى اتخاذ إجراءات غير مفهومة وغير مؤسسة وتناقض كل المعاهدات الموقعة بين البلدين، لتأتي رسالة ايمانويل ماكرون فاضحة كل النوايا.
ولا يمكن فصل هذا الهجوم المركز على عميد مسجد باريس، عن سياق الانجراف الفرنسي وانحيازه التام للأطروحات والمطامع المغربية، بداية من قضية الصحراء الغربية وانتهاء بمحاولة الاستحواذ على عمادة هذا المسجد والذي يعتبر منارة للدفاع عن الإسلام والمسلمين في فرنسا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post شمس الدين حفيز… في وجه مدفع العنصريّة مرة أخرى appeared first on الشروق أونلاين.