عمي بن عاشور… نصف قرن في تصليح الساعات القديمة
قضى عمي “بن عاشور لصهب” نحو نصف قرن يزاول حرفة تصليح الساعات القديمة، سواء الخاصة باليد أو الحائطية، ولا يزال متمسكا بها إلى اليوم، محافظا عليها من الاندثار والزوال. “الشروق” زارت الشيخ، البالغ من العمر حاليا 85 عاما بمنزله بحي بابا علي العتيق في أعالي مدينة معسكر، حيث سخّر غرفة من بيته كورشة لتصليح الساعات […] The post عمي بن عاشور… نصف قرن في تصليح الساعات القديمة appeared first on الشروق أونلاين.


قضى عمي “بن عاشور لصهب” نحو نصف قرن يزاول حرفة تصليح الساعات القديمة، سواء الخاصة باليد أو الحائطية، ولا يزال متمسكا بها إلى اليوم، محافظا عليها من الاندثار والزوال.
“الشروق” زارت الشيخ، البالغ من العمر حاليا 85 عاما بمنزله بحي بابا علي العتيق في أعالي مدينة معسكر، حيث سخّر غرفة من بيته كورشة لتصليح الساعات القديمة، الزائر لبيت عمي بن عاشور، يلاحظ من الوهلة الأولى وجود عدد كبير من الساعات المثبتة على الحائط، وأخرى موضوعة عل الطاولة مهيأة للشروع في تصليحها، إذ أنه يتبادر للأذهان منذ الوهلة الأولى، أن الأمر يتعلق بورشة لتصليح الساعات القديمة.
يقول عمي بن عاشور، إنه ورث هذه الحرفة عن والده، حيث كانت العائلة وقتها مقيمة بمدينة تيغنيف، يستذكر تلك الفترة فيقول: “كان والدي يصلح الساعات تحت شجرة بأحد دواوير منطقة تيغنيف، حيث كان الناس يفدون إليه عند هذا المكان المعروف بتواجده به على الدوام”، ويضيف قائلا: “كنت أنقل عنه ما يقوم به نظرا لتواجدي بقربه ومصاحبته على مدار اليوم، فتعلمت منه طريقة فتح الساعات وتصليحها وتركيبها”.
يقول عمي بن عاشور، بأنه شرع، مستقلا عن والده، في القيام بهذه الحرفة بعد تنقل العائلة للإقامة بمدينة معسكر قبل عشرات السنين، حيث كان معروفا عنه مزاولتها في محلات بوسط المدينة، أين كان يقصده الناس لتصليح أعز ما يملكون من ساعات اليد أو الحائط، غير أنه مع اتخاذ قرارات من قبل السلطات الولائية والقاضية بهدم محلات السوق المغطاة، حوّل غرفة بمسكنه إلى ورشة إصلاح ليواصل حرفته.
لم يتوقف نشاط عمي بن عاشور عند أصابع يديه، بل نقله بدوره إلى ابنه عبد القادر، الذي أصبح هو الآخر بارعا في حرفة الأجداد، فالرجل بات يزاحم والده في الورشة داخل المسكن مواصلا ما بدأه جده قبل نحو قرن من الزمن.
وفي هذا الصدد، يقول عمي بن عاشور، إن الساعات القديمة أحسن بكثير من الحالية، فقد كانت الأولى أكثر صلابة ودقة وضبطا، وقليلة أعطابها، وضبط توقيتها سهل، فيما هو عكس ذلك تماما بالنسبة لساعات اليوم.
يطلب عبد القادر ابن عمي بن عاشور من السلطات الولائية تمكينه من محل أو كشك بوسط المدينة لمزاولة هذا النشاط، حتى يحافظ على الحرفة من الزوال، خاصة وأن عصر التكنولوجيا قضى على جزء كبير من أنواع الساعات، سواء الخاصة باليد أو الحائط، بسبب ما توفره الأولى من مرونة وسهولة في الولوج إليها.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post عمي بن عاشور… نصف قرن في تصليح الساعات القديمة appeared first on الشروق أونلاين.