“غضب باريس”من قضية صنصال.. دفاع عن الحرية أم قناع لمصالح خفية؟
بصفتي كاتب هذا المقال، لم أستطع تجاهل تلك العاصفة الإعلامية الفرنسية الهوجاء التي هبت بقوة مع اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. سؤال واحد ظل يلح عليّ بإصرار: من هو هذا الرجل الذي أشعل شرارة حرب كلامية ضروس بين الجزاءر وفرنسا.بلدين لهما ماضٍ مشترك ، ذكريات موءلمة وحاضر متوتر؟ فضولي الصحفي، وواجبي الوطني ، دفعاني للتساؤل […] The post “غضب باريس”من قضية صنصال.. دفاع عن الحرية أم قناع لمصالح خفية؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

بصفتي كاتب هذا المقال، لم أستطع تجاهل تلك العاصفة الإعلامية الفرنسية الهوجاء التي هبت بقوة مع اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. سؤال واحد ظل يلح عليّ بإصرار: من هو هذا الرجل الذي أشعل شرارة حرب كلامية ضروس بين الجزاءر وفرنسا.بلدين لهما ماضٍ مشترك ، ذكريات موءلمة وحاضر متوتر؟ فضولي الصحفي، وواجبي الوطني ، دفعاني للتساؤل بعمق: لماذا كل هذه الضجة الاعلامية الغير مسبوقة دفاعًا عن شخص يواجه اتهامات في بلاده؟ فرنسا، التي تدعي أنها مهد الحريات، تتهم القضاء الجزائري بتلفيق التهم وإسكات صوت “الحقيقة” الذي يمثله صنصال في نظرها، بينما ترد الجزائر بثقة مؤكدة استقلالية قضائها وسيادتها. بين هذا الجدل المحتدم، شعرت بوجود قصة أعمق تستدعي التحليل: هل يتعلق الأمر حقًا بحرية التعبير المقدسة، أم أن هناك أجندات خفية وصراعات نفوذ تتجاوز حدود الكلمات؟
هذا الفضول الجامح لكشف المستور هو ما دفعني للغوص في ملف قضية بوعلام صنصال الشائك، ذلك الاسم الذي فرض نفسه بقوة في الإعلام الفرنسي. لماذا تحولت فرنسا بكل ثقلها إلى مدافع شرس عنه؟ هل هي حقًا قضية حرية تعبير، أم أن هناك أبعادًا أخرى تتعلق بتاريخ معقد وعلاقات متوترة؟ متى و من أين بدأت هذه القصة المثيرة للجدل؟ ما هي المناصب التي شغلها صنصال قبل تحوله للمعارضة ؟ لماذا تم اعتقاله وما هي التهم الموجهة إليه؟ وهل الحملة الإعلامية الفرنسية محاولة للدفاع عن حرية التعبير ام لتشويه صورة الجزائر؟وهل ماخفي و ما يخفى اعظم واخطر ؟ألا يحق لنا أن نتساءل عن الدوافع الحقيقية لهذا الاهتمام المفاجئ؟ هل تحمل هذه القضية أسرارًا وخفايا لم تُكشف بعد؟
لنغوص في أعماق هذه الحكاية المعقدة، محاولين الإجابة على هذه التساؤلات وكشف السيناريوهات المحتملة لمصير هذه القضية التي هزت العلاقات الجزائرية الفرنسية.
من هو “بوعلام صنصال”؟ الشرارة التي فجرت حربًا كلامية بين الجزائر وباريس!
في قلب عاصفة إعلامية هوجاء، تقودها فرنسا بضراوة غير معهودة، يبرز السؤال الحارق: لماذا كل هذا الصخب حول اعتقال الكاتب الجزائري بوعلام صنصال؟ باريس، التي تتصدر مشهد الدفاع عن “حرية التعبير” كما تدعي ذلك، تشن حملة غير مسبوقة تتهم فيها النظام والقضاء الجزائري بتلفيق التهم وإسكات صوت “الحقيقة”. لكن، هل الأمر بهذه البساطة؟ ألا تخفي هذه المعركة الإعلامية اسرارا خطيرة هدفها تشويه صورة الجزائر امام العالم؟ كيف يتم ذلك تحديدًا؟ هل يتم انتقاء الأخبار وتجاهل السياقات، عن طريق تقديم صورة أحادية الجانب تخدم أجندة معينة؟ وما هي الأهداف الحقيقية لباريس من وراء هذا الدفاع المستميت؟ هل هو مجرد التزام بمبادئ حقوق الإنسان، أم أن هناك مصالح دفينة، ربما تتعلق بالتاريخ المعقد للعلاقات بين البلدين، أو محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وإعلامية على حساب استقرار الجزائر؟
باريس الغاضبة”: دفاع مستميت عن حرية التعبير أم لعبة خفية في ساحة السياسة؟
هذا الغضب الفرنسي المتصاعد يطرح تساؤلات أكثر إلحاحًا: لماذا الآن؟ وما هي الدوافع الحقيقية وراء هذه الحملة الإعلامية والسياسية الواسعة؟ هل اعتقال صنصال هو الشرارة التي أشعلت فتيل أزمة كامنة؟ وإلى متى ستستمر هذه المعركة الكلامية؟ وبأي ثمن ستُدفع فاتورة هذا التصعيد؟ من هو المستفيد الأول من هذا التوتر المتزايد في العلاقات الجزائرية الفرنسية؟ وهل سيُعمق هذا الملف الشائك الهوة بين البلدين، مُعيدًا عقارب الساعة إلى الوراء في مسار العلاقات الثنائية؟ إن الإجابة على هذه التساؤلات تكشف خيوطًا متشابكة في نسيج معقد من المصالح والتاريخ والسياسة، وتضعنا أمام مشهد يثير الدهشة والصدمة، ويستدعي تحليلًا منطقيًا معمقًا لفهم أبعاد هذه الزوبعة الإعلامية وتأثيراتها المحتملة.
بوعلام صنصال ضحية حرية التعبير ام بيدق في فصول موءامرة خطيرة .
في قلب الجزائر، وتحديدًا في مدينة تيارت عام 1949، وُلد بوعلام صنصال، الشاب الطموح الذي سلك دروب العلم والمعرفة. تخرج مهندسًا من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات بالجزائر، ثم تعمق في دراساته العليا ليحرز شهادة الدكتوراه في الاقتصاد. مسيرته المهنية شهدت تقلد مناصب هامة في الجزائر، حيث عمل أستاذًا جامعيًا، ومستشارًا في مجالات متنوعة، كما ترأس مؤسسات وأدار شركات، وصولًا إلى منصب رفيع كمدير في وزارة الصناعة الجزائرية. لكن شغفه لم يتوقف عند حدود الهندسة والاقتصاد والإدارة، بل امتد ليلامس عوالم الأدب والكتابة، ليقدم للقراء مؤلفات تحمل بصمته الفكرية ورؤيته الخاصة للعالم.
كلمات مُتفجرة”: كيف أشعل “بوعلام صنصال” فتيل أزمة بتصريحات جريئة وغير مسءوولة ؟
بين سطور مقالاته وحواراته وتصريحاته، بدأ صوت بوعلام صنصال يعلو ناقدًا ومحللًا لقضايا وطنية وإقليمية حساسة. لم يتردد في طرح رؤيته حول ملفات شائكة، من بينها الحدود الجزائرية المغربية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية، حيث أشار إلى اقتطاع فرنسا لأجزاء من التراب المغربي وضمها إلى الجزائر بشكل اعتبره تعسفيًا. كما تناول قضية الصحراء الغربية وجبهة البوليساريو، وهي من الملفات التي تثير حساسية بالغة في الجزائر. هذه التصريحات، التي أدلى بها في حوارات مع وسائل إعلام أجنبية، اعتبرها النظام الجزائري مساسًا بوحدة الوطن وسيادته الوطنية، وتعكيرًا للسلم العام، ليجد بوعلام صنصال نفسه في مواجهة مع القانون.
العدالة في الميزان”: هل سيدفع “صنصال” ثمن كلماته الخطيرة؟
في يوم سبت ، الموافق لـ 16 نوفمبر 2024، وبينما كان عائدًا إلى أرض الوطن عبر مطار الجزائر الدولي قادمًا من فرنسا، تم توقيف الكاتب بوعلام صنصال. ووجهت إليه تهم خطيرة، على رأسها “المساس بوحدة الوطن”، بالإضافة إلى تهم أخرى مثل “الإضرار بالمصلحة الوطنية” و”المساس بسلامة الوحدة الوطنية”. وبعد التحقيقات والإجراءات القانونية، طالبت النيابة الجزائرية بسجنه لمدة عشرة أعوام. وتترقب الأوساط الثقافية والإعلامية والسياسية في الجزائر وخارجها بشغف وقلق بالغين يوم الخميس القادم، الموافق لـ 27 مارس 2025، وهو الموعد المحدد للنطق بالحكم في هذه القضية التي هزت الرأي العام وأثارت جدلًا واسعًا.
“شغف وقلق”: ترقب دولي لمصير كاتب أثار جدلاً واسعًا!
في الختام، تبقى قائمة الاتهامات الموجهة إلى بوعلام صنصال محورًا أساسيًا لفهم هذه القضية المعقدة. إن طبيعة هذه التهم، والأدلة التي تستند إليها، ورأي القانونيين فيها، كلها عناصر حاسمة في تحديد المسار القانوني والسياسي لهذه القضية التي أثارت جدلاً واسعًا وتجاوزت حدود الجزائر لتصل إلى الساحة الدولية.
“بوعلام صنصال”: بطل أم مُتجاوز؟ الحقيقة الصادمة التي لم تُروَ بعد!
في هذا المشهد الدرامي الذي تتصدره قضية بوعلام صنصال، تُطرح أسئلة وجودية تهز الضمائر: هل كان هذا الكاتب الجريء ضحية صراحته النادرة أم أنه تجاوز بالفعل الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها؟ ألم يكن ينتقد إلا من أجل قول كلمة الحق كما يظن، أم أن كلماته كانت قنابل موقوتة تستهدف استقرار وطن؟ اليس من الواجب عدم الخلط بين حرية التعبير المقدسة والمساس بأمن الدولة؟ ألم يكن من حقه أن يُسمع صوته، مهما علا أو انتقد؟ أم أن هناك ثوابت وطنية لا يجوز الاقتراب منها تحت أي ذريعة؟ هل تحول صنصال، بفعل الحملة الإعلامية الفرنسية، إلى أيقونة للحرية، أم أنه مجرد بيدق في لعبة جيوسياسية أكبر؟ وهل ستكون هذه القضية شرارة تُشعل المزيد من التوترات في علاقات الجزائر وفرنسا؟ أخيرًا، من سيحمل عبء الإجابة على هذه التساؤلات الصعبة؟ وحدها الأيام القادمة ستحمل لنا الرد الشافي… فترقبوا ما سيحدث في الايام القادمة حول هذا الملف ، ونحن معكم مرتقبون .
بين ضغوط باريس وإصرار الجزائر: مستقبل العلاقات على صفيح ساخن!
في نهاية هذه الرحلة المضنية في تفاصيل قضية بوعلام صنصال، نجد أنفسنا أمام لوحة معقدة تتداخل فيها السياسة والثقافة وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية. يبقى السؤال معلقًا: هل ستنجح فرنسا في مساعيها لإطلاق سراح بوعلام صنصال؟ وهل ستتمكن الجزائر من الحفاظ على موقفها في وجه الضغوط؟ الأكيد أن هذه القضية ستترك بصمات واضحة على مستقبل العلاقات بين البلدين .
الأستاذ بوعلام زيان
The post “غضب باريس”من قضية صنصال.. دفاع عن الحرية أم قناع لمصالح خفية؟ appeared first on الجزائر الجديدة.