الخوف والتوتر قد يسبّب الفشل في البكالوريا
يعيش الأولياء، قبل الساعات الأخيرة لانطلاق امتحان شهادة البكالوريا، على الأعصاب، خوفا على مستقبل أبنائهم، حيث يبالغ الأولياء في تقديس وتضخيم هذا الامتحان ومنهم من يجعله قضية “حياة أو موت” ويعلق عليه نجاح ابنه في الحياة، حيث يحذر خبراء ومختصون من نقل هذا الضغط والخوف لدى الممتحنين وهو ما يشكل لهم نوعا من الارتباك وقلة […] The post الخوف والتوتر قد يسبّب الفشل في البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.


يعيش الأولياء، قبل الساعات الأخيرة لانطلاق امتحان شهادة البكالوريا، على الأعصاب، خوفا على مستقبل أبنائهم، حيث يبالغ الأولياء في تقديس وتضخيم هذا الامتحان ومنهم من يجعله قضية “حياة أو موت” ويعلق عليه نجاح ابنه في الحياة، حيث يحذر خبراء ومختصون من نقل هذا الضغط والخوف لدى الممتحنين وهو ما يشكل لهم نوعا من الارتباك وقلة التركيز وتشتت الذهن ما من شأنه التأثير على نتائجهم المدرسية.
كم من تلميذ كان ممتازا في الدراسة وتحصل خلال الفصول على معدلات عالية، غير أنه فشل في امتحان البكالوريا من شدة التوتر والارتباك والخوف من الرسوب، حيث يمارس العديد من الأولياء ضغطا رهيبا على أبنائهم ويقارنونهم بزملائهم ويتفننون في إطلاق العنان للإغراءات والوعود في حال النجاح، في حين يهدد آخرون بمختلف أنواع العقاب والحرمان في حال الفشل وهذا ما يجعل التلاميذ يعانون من أزمات نفسية قد تكون سببا في الفشل والرسوب.
وفي هذا السّياق، أفاد الدكتور بن حليمة مسعود مختص في علم النفس العيادي، في تصريح للشروق أنّ قلق الأولياء والمترشحين لـشهادة التعليم الثانوي “البكالوريا” أمر مشروع مادام في إطاره الطبيعي وغير المبالغ فيه، غير أنّه يحتاج إلى ضبط وكبح حتى لا يتسبّب في نتائج عكسية.
وأضاف بن حليمة “على الأولياء الوعي تماما أن البكالوريا ليست مشروع حياة وأنّ الطفل الذي لم ينجح فيها انتهى لا تزال أمامه فرص أخرى، لذا، ينبغي عليهم تشجيعهم وتوعيتهم والتقليل من توترهم بالحرص على المراجعة اليومية والدورية لجميع المواد وعدم الاعتماد على المواد الأساسية فقط وعدم إهمال أي مادة مهما كان معاملها مع تركيز جهودهم في الحفظ وتنظيم الوقت وعدم بعثرة جهودهم هباء”.
ونصح المختص أيضا بالمراجعة في جو هادئ، بعيدا عن الضوضاء مع اعتماد تغذية جيدة ومتوازنة والنوم ساعات كافية لتعزيز التركيز والحفظ مع توقيف المراجعة قبل 3 أيام من موعد الاختبار وارتداء لباس أنيق ومريح يرفع له معنوياته ويعطيه ثقة في نفسه أيام الامتحان وتجنب الأحذية الجديدة التي قد تؤثر على تركيزه إذا ما أضرته.
ويرى بن حليمة أنّ طريقة المراجعة وعملية تلخيص الدروس تساهم بشكل فعال في تخزينها في الذاكرة واسترجاعها لاحقا.
أمّا أثناء الامتحان فركز بن حليمة في توجيهاته للمترشحين على قراءة السؤال قراءة جيّدة وعدم التسرع والبدء بالأسهل، ثم التوجه نحو الأصعب مع تحرير الإجابة تدريجيا بالاستعانة بورقة مسودة تسجّل فيها جميع الأفكار، وحث على ضرورة اغتنام الوقت إلى آخر ثانية، فالخبراء درسوا الوقت المحدد جيدا وعلى الطلبة استغلاله على النحو الأمثل.
وحذّر بن حليمة من الخوف من الأستاذ الحارس فهذا، حسبه، يعد أهم أسباب توتر المترشحين، فالتوتر يؤثر على الطالب ويشتت ذهنه، كما دعا المتحدث الأساتذة الحراس إلى اعتماد طريقة تعامل خاصة مصحوبة بابتسامة تضعهم في راحة وتعزز الثقة فيهم.
وقدّم، بالمقابل، المختص بن حليمة نصائح للآباء لتخفيف التوتر عن الأبناء، حيث قال أنّ الأم والأب مشتركان في المسؤولية، فكل التهديدات والوعود التي يقدمانها وكذا المحيط والعائلة هي أمور سلبية، لأن التهديد والوعود الكبيرة تجعل التلميذ يفكّر في الوالدين وضغوطاتهما، مستشهدا ببعض حالات الانتحار عقب الرسوب في البكالوريا، وهذه ضغوط مدمرة.
وقال بن حليمة موجها كلمته الأخيرة للآباء: “عليكم تعزيز الثقة في الأبناء وتحريرهم من الضغط الذي يتحول إلى قلق وأن يرافقوا أبناءهم ويصاحبوهم، فالراحة النفسية تعيد لهم المعلومات التي تلقوها مسبقا وتبعد عنهم الخوف”.
وبالمقابل، دعا المترشحين إلى عدم التفكير في المآلات السلبية وفي الرسوب المسبق، فالحفظ الجيّد يخزّن في الذاكرة العميقة وأي سؤال سيطرح عليه يسترجعه عند الامتحان حتى وإن تهيأ له عكس ذلك.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الخوف والتوتر قد يسبّب الفشل في البكالوريا appeared first on الشروق أونلاين.