كيف تتحول من شخص مؤقت في حياة الاخرين إلى ضرورة لا يمكن تجاهلها ؟
ألم تمرّ بك لحظات شعرت فيها بأنك شخص مهم في حياة شخص ما، ثم اكتشفت فجأة أنك مجرد مصلحة عابرة التفت لها وقت الحاجة او الضرورة فقط ؟ ألم يزلزل كيانك الشعور بالدونية والغباء والسذاجة وأنت تمنح كل ما لديك لاحدهم ، بينما لا يمنحك الطرف الاخر الا فتات وقته واهتمامه؟ ألم تتألم وأنت ترى […] The post كيف تتحول من شخص مؤقت في حياة الاخرين إلى ضرورة لا يمكن تجاهلها ؟ appeared first on الجزائر الجديدة.

ألم تمرّ بك لحظات شعرت فيها بأنك شخص مهم في حياة شخص ما، ثم اكتشفت فجأة أنك مجرد مصلحة عابرة التفت لها وقت الحاجة او الضرورة فقط ؟ ألم يزلزل كيانك الشعور بالدونية والغباء والسذاجة وأنت تمنح كل ما لديك لاحدهم ، بينما لا يمنحك الطرف الاخر الا فتات وقته واهتمامه؟
ألم تتألم وأنت ترى نفسك تضع شخصًا في صميم حياتك، بينما تكتشف أنك مجرد محطة انتظار عابرة في رحلته؟ ألم تتفكر مليًا في تلك اللحظات التي قدمت فيها التنازلات تلو التنازلات، بينما لم يحرك الطرف الآخر ساكنًا او ربما كان يتلذذ لتنازلاتك المتكررة ؟ ألم تسأل نفسك عن الثمن الباهظ الذي تدفعه مقابل وهم الاستمرار في علاقة غير متوازنة؟ ألم تشعر بالمرارة وأنت تدرك أن قلبك أصبح ساحة لعب لشخص لا يكترث لجراحك؟ ألم تتمنى لو أنك استثمرت طاقتك ومشاعرك مع شخص يقدر قيمتك حق التقدير؟ ألم تتساءل عن سرّ هذا الخلل العجيب في ميزان العطاء والأخذ؟ ألم تفكر في اللحظة التي يجب أن تقول فيها “كفى”؟ ألم تحلم بعلاقة تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير الصادق؟ ألم تتساءل عن معنى أن تكون ضرورة في حياة شخص ما؟ ألم تتفكر في الفرق الشاسع بين أن تكون خيارًا وأن تكون أولوية؟ ألم تسعَ يومًا لتحرير نفسك من قيود علاقة تستنزف روحك؟ ألم تفكر في كيفية بناء حدود صحية تحمي قلبك وكرامتك؟ ألم تتمنَ أن تتعلم كيف تقول “لا” بحزم وثقة؟ ألم تتفكر في اللحظة التي يجب أن تنسحب فيها بكرامة؟ ألم تتساءل عن الحياة التي تنتظرك عندما تحرر نفسك من العلاقات السامة؟ ألا تحلم بدائرة علاقة صحية ومستدامة تنعش روحك وتزرع فيك روح الامل والسعادة ؟ الحياة عبارة عن شبكة معقدة من العلاقات المتداخلة، حيث نتبادل الأدوار بين أن نكون ضرورة في حياة أحدهم وخيارًا في حياة آخر. لكن الخطورة تكمن حينما يصبح هذا التبادل غير متكافئ، حينما نجد أنفسنا نمنح مكانة “الضرورة” لشخص يرانا مجرد “خيار” عابر. هذه اللحظة هي بمثابة صفعة قوية توقظنا من سبات الأحلام الوردية، وتجبرنا على مواجهة حقيقة مؤلمة: أننا ربما استثمرنا مشاعرنا ووقتنا في غير محله. لا شك أن العطاء المتبادل والتضحية هما أساس أي علاقة صحية، لكن حين يتحول هذا العطاء إلى استنزاف للذات، وحين تصبح التضحية عادة يستغلها الطرف الآخر دون تقدير، فإننا نكون على أعتاب خسارة فادحة. نخسر جزءًا من تقديرنا لذاتنا، ونفقد تدريجيًا إحساسنا بقيمتنا الحقيقية. يصبح وجودنا أمرًا مفروغًا منه، وتتحول احتياجاتنا إلى مجرد طلبات هامشية لا تستحق الاهتمام. إن بناء حدود شخصية واضحة هو خط الدفاع الأول لحماية قلوبنا وعقولنا من الاستغلال والإهمال. هذه الحدود ليست جدرانًا عازلة، بل هي خطوط حمراء واضحة تحدد ما نقبله وما نرفضه في علاقاتنا. إنها تعبر عن احترامنا لذاتنا وتقديرنا لوقتنا وطاقتنا. عندما نضع حدودًا صحية، فإننا نرسل رسالة قوية إلى الآخرين مفادها أننا لسنا متاحين في أي وقت وتحت أي ظرف، وأن قيمتنا ليست قابلة للتفاوض. الاعتراف بأننا أصبحنا مجرد خيار في حياة شخص نعتبره ضرورة ليس نهاية العالم، بل قد يكون بداية لرحلة جديدة نحو استعادة الذات وتقديرها. إنها دعوة لإعادة تقييم علاقاتنا، وتحديد الأولويات، ووضع أنفسنا في المكانة التي نستحقها. هذه الرحلة قد تكون مؤلمة في بدايتها، لكنها حتمًا ستقودنا إلى شاطئ الأمان حيث نجد علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير الصادق. تذكر دائمًا أن الضرورة الحقيقية في حياتك هي أنت. سعادتك، صحتك النفسية، وتقديرك لذاتك يجب أن يكونوا على رأس قائمة أولوياتك. لا تسمح لأي شخص، مهما بلغت مكانته في قلبك، أن يجعلك تشعر بأن وجودك ثانوي أو اختياري. أنت تستحق أن تكون الضرورة، أن تكون الأولوية، أن تكون الشخص الذي لا يمكن الاستغناء عنه في حياة من يحبك ويقدرك حق التقدير. عزيزي القارئ، إن قيمتك لا يستمدها من مدى حاجة الآخرين إليك، بل من مدى تقديرك لذاتك وإيمانك باستحقاقك لعلاقات صحية ومتوازنة. لا تتردد في الانسحاب من أي علاقة تستنزف طاقتك وتقلل من شأنك. استثمر وقتك ومشاعرك في بناء علاقات حقيقية تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير الصادق. تذكر دائمًا: أنت لست خيارًا، بل أنت ضرورة… ابدأ بنفسك! أيها القارئ العزيز، ربما تساءلت في صمت مؤلم وقلبك يقطر دما: لماذا أبدو دائمًا كخيار ثانوي بينما اراهم انا اولوية؟ لماذا لا يراني الآخرون بالقدر الذي أراهم به؟ أقول لك اليوم، وبكل ثقة: توقف!نعم سمعتني جيدا. توقف عن منح تأشيرة الإقامة الدائمة لمن لا يقدرون قيمة وجودك. توقف عن البحث عن القيمة في عيون لا ترى قيمتك الحقيقية ولا تشعر بها او لا تهتم بها اطلاقا . أنت لست قطعة أثاث يمكن استبدالها أو رميها عندما تنتهي الحاجة اليها . أنت انسان له احاسيس ومشاعر وقلب ينبض بالحياة . فلا تدع احد يسكت نبض قلبك .استثمر في نفسك بكل ما اوتيت من قوة واصرار ! اروِ روحك بالعناية والحب الذي تستحقه. ابنِ حصونًا من الثقة بالنفس تحميك من سهام الإهمال. طوّر مهاراتك، اكتشف شغفك، احتفل بنجاحاتك الصغيرة والكبيرة. كلما ازداد إيمانك بذاتك، كلما أصبح من الصعب على الآخرين التقليل من شأنك. لا تخف من قول “لا”! هذه الكلمة الصغيرة تحمل في طياتها قوة هائلة لتحريرك من العلاقات المستنزفة. إنها تعبير عن احترامك لوقتك وطاقتك ومشاعرك. إنها إعلان بأنك لم تعد مستعدًا لقبول الفتات بينما تستحق الوجبة الكاملة من الاحترام والاهتمام . ابحث عن من يعرفون قيمتك الحقيقية! هناك أرواح تتمنى لقائك، قلوب تقدر نقاءك، عقول تثمن أفكارك. لا تضيع عمرك في محاولة زرع بذور الوفاء في أرض قاحلة لا تنبت الا الشوك. ابحث عن التربة الخصبة التي تنمو فيها جذور الاحترام والتقدير المتبادل. تذكر دائمًا: أنت لست مجرد رقم في قائمة خيارات أحدهم. قيمتك ليست مشروطة بمحبة الآخرين أو اعترافهم. قيمتك كامنة في ذاتك، في جوهرك النقي، في قدرتك على العطاء والحب والنمو. انفض عنك غبار الخيبة! قرر اليوم أن تكون أنت الضرورة الأولى في حياتك. امنح نفسك الحب والاهتمام الذي طالما منحته للآخرين. عندها فقط، ستجذب إليك من يراك بعين القلب، ويقدر وجودك حق التقدير. انطلق! العالم ينتظر إشراقتك. لا تدع أحدًا يقتل روحك .أنت تستحق أكثر… تستحق أن تكون الضرورة، لا مجرد خيار! هذه ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة مدوية من أجل استعادة حقك في أن تكون في قلب الحياة، لا على هامشها
The post كيف تتحول من شخص مؤقت في حياة الاخرين إلى ضرورة لا يمكن تجاهلها ؟ appeared first on الجزائر الجديدة.