لاعبان يسند أحدهما الآخر واضطراب لا تعرف له نهاية
أ د. عمار طالبي/ يقول اللاعب الأول ترمب من عبّاد الدينار، للثاني، وكلاهما مجرم حرب، افعل ما تشاء، الأمر يرجع إليك، ويرسل شحنة كبرى من القنابل المدمرة التي لم تستعمل في أي حرب سابقة، ومنها القنابل التي اغتالت السيد حسن نصر الله في أعماق الأرض، وكان الرئيس السابق بايدن قد علّق بيعها للصهاينة، ثم جاء …

أ د. عمار طالبي/
يقول اللاعب الأول ترمب من عبّاد الدينار، للثاني، وكلاهما مجرم حرب، افعل ما تشاء، الأمر يرجع إليك، ويرسل شحنة كبرى من القنابل المدمرة التي لم تستعمل في أي حرب سابقة، ومنها القنابل التي اغتالت السيد حسن نصر الله في أعماق الأرض، وكان الرئيس السابق بايدن قد علّق بيعها للصهاينة، ثم جاء هذا الذي لا يدري ماذا يفعل رغم أنه سمع من العرب جميعا أنهم يرفضون التهجير رفضا مطلقا، وصرح العرب جميعا بذلك: الأردن، ومصر، والسعودية، رغم ذلك كله فإن هذه الفكرة يقصد بها القضاء على قضية فلسطين، وقد سمعنا جماعة من الكونجرس الأمريكي يرفضون هذه الفكرة، وصرحت بريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وإيطاليا بأن هذه الفكرة لا يمكن تنفيذها، والشعب ذاته يرفضها، ولكنهم أبدلوها بالهجرة الاختيارية، وهي محاولات فاشلة كلها، وما يزال الأمريكان والصهاينة مصرين على ذلك، وبقي جيش الصهاينة في خمس مواقع إستراتيجية في جنوب لبنان، رغم الاتفاق الذي شارك فيه الأمريكان والأمم المتحدة، فأنت ترى الصهاينة يوقعون اتفاقا ثم لا يلبثون أن ينقضوا هذا الاتفاق، ويزعمون أنهم حصلوا على موافقة الأمريكان، فهل الأمريكان منافقون، ويستجيبون لأمر الصهاينة كلما رغبوا منهم ذلك؟
ثم إنهم يستولون على مواقع في القنيطرة والجولان والجبل، ويحصنون ذلك بقلاع كما يفعلون بجنوب لبنان بدعوى تأمين وطنهم، فهل تأمين وطنهم مشروع باحتلال أراضي لبنان وسوريا؟ إن هذا شأن غريب ينكره القانون الإنساني الدولي وكل عاقل في العالم.
لكن الصهاينة لا يؤمنون بأي قانون ولا اتفاق دولي، إنهم ينكرون على محكمة العدل الدولية إصدارها للأمر بإلقاء القبض على المجرم ناتنياهو، ووزير الدفاع المجرم الآخر، ومن الغريب أن أول دولة تزعم نفسها زعيمة العالم في القيم والديمقراطية ودعوة للمسلم، تصبح ضد القيم ضد الديمقراطية ضد السلم، توقد نيران الحرب، وتغذيها بالسلاح، والمال والتأييد السياسي، ظلما وعدوانا، ألا يخجل الكونجرس الأمريكي أن يسلط العقاب على المدّعي العام الذي يمثل كل الدول في العالم ومن معه من القضاة الذين حكموا بهذا بناء على الأدلة الواضحة التي يشاهدها كل البشر في العالم التي لا تترك إنسانا، ولا حيوانا ولا بناء ولا شجرا ولا حجرا، فدمروا الشبكة الكهربائية، وشبكة الصرف، ولوّثوا المياه، وخربوا الآبار، فهم المفسدون في الأرض، المخربون بها، القاتلون لسكانها بطريقة إبادة جماعية، وتهجير عرقي لا يخفى على أحد.
وحاولوا أن تتراجع جنوب إفريقيا عن شكواها ولا يخجلون، ملأوا العالم جواسيس بكل أصنافهم وأكثروا من اغتيال المقاومين الدافعين عن أوطانهم وشعبهم فحاصروهم في غزة سنين عددا، وضيّقوا على حياتهم، وحبسوا عنهم كل مقوم من مقومات الحياة، ومع ذلك يصفون المقاومين بأنهم إرهابيون اعتدوا على الصهاينة يوم 7 أكتوبر.
إنهم قاوموا بالجهاد لرد هذا العدوان الذي استمر 75 عاما، ومنذ دخلوا فلسطين قبل 1948 وبعده، عاثوا في قرى الفلسطينيين حرقا وقتلا وتهجيرا، تساندهم بريطانيا وأمريكا بالأسلحة عن طريق البواخر، التي تأتي بالمهاجرين اليهود من كل أرجاء العالم.
ويريدون اليوم أن يعيدون تهجير الفلسطينيين قسرا وقهرا، ولكن أنى لهم ذلك، فإن هذه الدويلة تحيط بها بحار وبر من كل الجوانب، إن الشعوب الإسلامية لا يمكن لها أن تسلّم في أراضيها المقدسة التي تمثل عقيدة راسخة، ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وأعماق قلوب ما يزيد على مليارين، وأن ما نراه من الشباب اليوم من شدة المقاومة وإرادتها لا يمكن أن يستسلم أبدا مهما يطل الزمن وأنهم لقادمون للتحرير فليدرك هذا الصهاينة وييأسوا من الألاعيب التي تجديهم نفعا ولا دفعا، والنظام الأمريكي لا يدوم لهم أبدا، مع تغير العالم اليوم، ووعي الشعوب كلها في العالم ومنها الشعوب الإسلامية.