لواء “غولاني” الصهيوني في قلب مناورات عسكرية بالمغرب!
أثارت مشاركة لواء “غولاني” لجيش الاحتلال الصهيوني في مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب موجةً من الغضب والاستهجان على الصعيدين الداخلي والدولي، بعد ورود تقارير تؤكد تورط الوحدة العسكرية الصهيونية في ارتكاب مجازر جماعية في قطاع غزة، آخرها اغتيال 15 مسعفًا أمميًا في قطاع رفح بفلسطين المحتلة، في مؤشر يوضح مدى التنسيق والتعاون المبرم بين النظامين المخزني […] The post لواء “غولاني” الصهيوني في قلب مناورات عسكرية بالمغرب! appeared first on الجزائر الجديدة.

أثارت مشاركة لواء “غولاني” لجيش الاحتلال الصهيوني في مناورات “الأسد الإفريقي” بالمغرب موجةً من الغضب والاستهجان على الصعيدين الداخلي والدولي، بعد ورود تقارير تؤكد تورط الوحدة العسكرية الصهيونية في ارتكاب مجازر جماعية في قطاع غزة، آخرها اغتيال 15 مسعفًا أمميًا في قطاع رفح بفلسطين المحتلة، في مؤشر يوضح مدى التنسيق والتعاون المبرم بين النظامين المخزني ونظيره الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني، لا سيما بعد ورود تقارير عديدة تؤكد خضوع المخزن المغربي التام والكامل لأوامر وتعليمات الكيان المحتلّ، منها مشاركة 4000 جندي مغربي إلى جانب الجيش الصهيوني في حربه الدموية بقطاع غزة، علاوةً على السماح برسو السفن الحاملة للأسلحة والعتاد الحربي لجيش الاحتلال بموانئ المغرب، في وقت رفضت فيه معظم البلدان الغربية ذلك، في مقدمتها إسبانيا.
وباعتبار أن المغرب لطالما كان واجهة للتواجد الصهيوني في المنطقة، عبر نشاطات سياسية واستثمارية فوق أراضيه، فقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع صورة لجنود وحدة الاستطلاع من “لواء غولاني” الصهيوني، المشارك في ارتكاب جرائم إبــادة جماعية بحق الفلسطينيين، خلال مشاركتهم في مناورات الأسد الإفريقي في المغرب، معلّقين عليها بالقول أنّ “المشاركة هذه تظهر مدى ارتماء نظام المخزن في حضن الكيان الصهيوني، بغية الاستفادة من تسهيلات ومساعدات لوجستية وعسكرية، في إطار مخططاته التوسعية في المنطقة، رغم أن الكيان الصهيوني – وفق تعبيرهم– لا يأبه إطلاقًا لا بالمغرب ولا بجيشه وقدراته الدفاعية، وإنما همه الوحيد ضمان استدامة مصالحه ومخططاته الجيوسياسية والإستراتيجية في المنطقة، بحيث يقوم باستخدامه فقط كورقة عبور لبلوغ ذلك”.
وظهر الجنود خلال التقاط صورة تذكارية بموقع المناورات، وهم يحملون علم الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى علم “لواء غولاني”، بالتوازي مع مشاركة أكثر من 40 دولة، بينها عربية في المناورات، فيما تأتي هذه المشاركة في الوقت الذي يتصاعد فيه الغضب الشعبي في العالم العربي جراء العدوان المستمر على قطاع غزة، حيث يتهم الاحتلال بارتكاب جـرائم إبادة جماعية وتطهيـر عرقي.
الوحيد الذي استضاف جنود الاحتلال
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا إنّ “المناورة السنوية المشتركة مع المغرب، والمعروفة باسم “الأسد الإفريقي”، تشمل نحو 10 آلاف عنصر من أكثر من 40 دولة، وتُجرى بين 14 أفريل و23 ماي الجاري، فيما يشارك جنود لواء “غولاني” الصهيوني فقط في المناورة التي تقام في المغرب، رغم أنّ أجزاء أخرى من المناورة تقام في غانا والسنغال وتونس، علمًا أنّ الأخيرة لا تربطها علاقات دبلوماسية بدولة الاحتلال.
وتأتي مشاركة لواء “غولاني” الصهيوني، المسؤول عن ارتكاب أفظع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني، في مناورات عسكرية بالمغرب، بقيادة أمريكية، في وقت ثارت حتى الحكومات الغربية ضد سياسة وممارسات حكومة الاحتلال، موجهةً انتقادات وتهديدات مباشرة لها بضرورة وقف الإجرام الممنهج ضد الفلسطينيين مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية لصالح الأهالي. ووصل الأمر حتى لرئيس الوزراء الإسرائيليّ السابق إيهود أولمرت، الذي قال في تصريح لـ”بي بي سي” بأنّ آلاف الأبرياء الفلسطينيين يقتلون، ووصف ما تفعله تل أبيب حاليًا في قطاع غزة بأنّه “يُقارب جريمة حرب”، مشدّدًا على أن “هذه حرب بلا هدف، حرب بلا أمل في تحقيق أي شيء.. ومن جميع النواحي، هذا أمر مشين”.
واستنكرت أحزاب وحركات فلسطينية استضافة جنود من لواء “غولاني” في المغرب، معتبرة الخطوة امتدادًا لما أسمته “الانحدار الأخلاقي والإنساني في مسلسل التطبيع المغربي مع الكيان الصهيـوني”.
وجاء في بيان نشرته حركة “المجاهدين” الفلسطينية: “هذه الاستضافة لجنود العدو المجرمين، في وقت يمارس فيه جيش الاحتلال أبشع الجرائم بحق شعبنا، هي تشجيع مباشر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية في غزة”، داعية إلى تصعيد الفعاليات المناهضة للعلاقات مع الاحتلال”.
وكان جيش الاحتلال الصهيوني قد شارك في مناورات “الأسد الأفريقي” عام 2022، لكن على مستوى مراقبين عسكريين فقط، قبل أن يتوسّع الحضور في عام 2023 بمشاركة ضباط وجنود من كتيبة الاستطلاع في لواء “غولاني”، ضمن تدريبات امتدت لعشرة أيام على الأراضي المغربية، بالتعاون مع الجيشين المغربي والأمريكي.
المغرب.. الخادم المطيع للصهاينة
وبدأت رسميًا مناورة “الأسد الإفريقي 25″، التمرين السنوي الأهم للقيادة الأمريكية في إفريقيا، في 14 أفريل بتونس، على أن تنطلق الأنشطة في غانا والسنغال والمغرب خلال شهر ماي الجاري. ويُعد هذا العام الأكبر في تاريخ التمرين، بمشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من أكثر من 40 دولة، من بينها سبع دول من حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وتشمل الفعاليات الأساسية تمارين ميدانية، عمليات إنزال جوي وبرمائي، قوات العمليات الخاصة، إدخال سريع لمنظومات الهيمارس، مساعدات إنسانية ومدنية، وتدخلات في مجال الاستعداد الطبي. كما سيتم اختبار قدرات جديدة مثل تدريبات الدفاع السيبراني المتكامل وأنظمة الجيل الجديد مثل سلاح فرقة المشاة من الجيل التالي (NGSW) الخاص بالجيش الأمريكيّ.
وأصبح المغرب بمثابة الذراع اليمين والخادم المطيع لسلطات الكيان الصهيوني في المنطقة، برز هذا الولاء والطاعة أكثر بعد توقيعه في ديسمبر 2020 اتفاقيات “أبراهام” لتطبيعٍ العلاقات مع كيان الاحتلال بوساطةٍ أمريكيّةٍ، وهذا مقابل كسب موقف واشنطن إزاء قضية الصحراء الغربية، ومنذ ذلك الحين تشهد العلاقات بينهما تطورًا كبيرًا، لكن هذا الأمر أثار موجةً من الغضب والاستياء في الشارع المغربي، باعتبار أنه يكرس لمصادرة السيادة المغربية في معظم القطاعات.
عبدو.ح
The post لواء “غولاني” الصهيوني في قلب مناورات عسكرية بالمغرب! appeared first on الجزائر الجديدة.