مجلس الأمن: مجموعة “أ3+” تناشد المجتمع الدولي تسهيل إجراء انتخابات ذات مصداقية وشاملة بجنوب السودان في 2026

جاء ذلك في بيان تلاه ممثل سيراليون الدائم بالأمم المتحدة, مايكل عمران كانو, باسم مجموعة “أ3+” التي تضم الدول الإفريقية الثلاث التي تحظى بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن (الجزائر, سيراليون والصومال), بالإضافة إلى جمهورية غيانا من منطقة البحر الكاريبي, خلال جلسة إحاطة خصصت للوضع في جنوب السودان.

وطالبت المجموعة, المجتمع الدولي والدول الأعضاء بمجلس الأمن “بتعبئة الموارد اللازمة لتسهيل إجراء انتخابات ذات مصداقية وشفافة وشاملة في 2026”, كما رحبت في هذا الصدد بجهود المفوضية الافريقية بإعطاء الأولوية للدعم الانتخابي من خلال صندوق السلام التابع للاتحاد الافريقي.

و حثت المجموعة, قيادة جنوب السودان على “اتخاذ خطوات عاجلة لبناء الثقة ما بين كل أصحاب المصلحة وتسريع نشر القوات الموحدة اللازمة”, مشيرة إلى أن ذلك يعد “أمرا ضروريا للحفاظ على الزخم في العملية السياسية لاسيما في المضي قدما في خارطة الطريق الانتخابية”.

و اعتبرت أن جنوب السودان يقف في “منعطف حرج في رحلته كدولة مستقلة”, مشددة على وجوب أن تضمن القيادة “بقاء خارطة الطريق الانتخابي المنقحة نحو الانتخابات في سنة 2026 في مسارها الصحيح, فلا يمكن أن نحقق هذا الإنجاز إلا إذا اتخذت كافة الخيارات السياسية بجرأة, وتزامنت مع الإرادة السياسية اللازمة لذلك, وتوفرت الموارد اللازمة لدعم المؤسسة المسؤولة عن هذه الانتخابات”.

و أعربت المجموعة عن “قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة التي أدت إلى تدهور الوضع السياسي والأمني في جنوب السودان”, مبرزة أن الانقسامات داخل حكومة الوحدة الوطنية, بما في ذلك احتجاز كبار المسؤولين على غرار النائب الأول للرئيس ووزراء في الحكومة, “يهدد بتقويض البيئة المواتية اللازمة للحفاظ على السلام”.

و دعت مجموعة “أ3+”, سلطات جنوب السودان وأصحاب المصلحة المعنيين إلى “وضع مصلحة الشعب فوق كل شيء آخر وإيلاء الأولوية لتعزيز المكاسب التي ترتكز على التماسك والثقة الوطنيين كما ارتأى ذلك اتفاق 2018 حول حل النزاع في جنوب السودان”.

و شجعت قيادة جنوب السودان على الانخراط في “حوار سياسي شامل ومباشر لحل خلافاتها” ويتحتم اتخاذ جميع الإجراءات بما يتماشى مع أحكام اتفاق السلام المنشط وذلك للحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني الذي تم تحقيقه.

و ناشدت كافة الأطراف للامتناع عن سلوك أي أعمال قد تقوض الاتفاق واتخاذ خطوات عاجلة لضمان حماية المدنيين, منوهة بالدور الحاسم الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة بالبلاد دعما لتلك الجهود.

و أكدت مجموعة “أ3+” على أهمية المبادرة الإقليمية لتهدئة التوترات وتعزيز السلام الدائم في جنوب السودان, مشددة على دعمها لاستمرار مشاركة الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” في تيسير الحوار ما بين الأطراف في اتفاق السلام المنشط.

و رحبت بجهود الاتحاد الإفريقي بما في ذلك الزيارة الأخيرة التي قام بها فريق الحكماء التابع له إلى جنوب السودان بغية تعزيز الحوار الوطني, مطالبة السلطات بضمان المشاركة الهادفة مع الجهات الفاعلة الإقليمية, والاستفادة من تلك الجهود من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.

كما دعت البلدان المجاورة والأطراف الفاعلة الأخرى ذات النفوذ إلى “العمل بشكل بناء دعما لعملية السلام” والامتناع عن أي إجراءات قد تزيد من تفاقم التوتر.

و أدانت المجموعة بشدة الهجوم في السابع من مارس الماضي على طائرة الهليكوبتر التابعة للأمم المتحدة خلال مهمة إجلاء, مخلفة مقتل العديد من عناصر الأمم المتحدة و جنود من قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان, داعية حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي أعيد تنشيطها إلى إجراء تحقيق “سريع وموثوق وشفاف” في هذه الحادثة.