مسجد باريس وكنيسة الجزائر: الوضع المتأزم يؤثر على الشعبين الجزائري والفرنسي
رغم تعقيدات الأزمة السياسية والدبلوماسية التي تعصف بالعلاقات بين الجزائر وفرنسا، الا أن محاولات الصلح والتوفيق تأبى التوقف من قبل أطراف سياسية ودينية داخلية وخارجية، لكنها تبقى غير مكللة بالنجاح بسبب حجم الهوة الذي يفصل بين البلدين، وهي الأزمة التي يحمل الطرف الجزائري مسؤوليتها لنظيره الفرنسي. آخر صيحة لتصحيح الوضع، صدرت عن شخصين بمسؤوليات رمزية، […] The post مسجد باريس وكنيسة الجزائر: الوضع المتأزم يؤثر على الشعبين الجزائري والفرنسي appeared first on الجزائر الجديدة.

وقال الرجلان في المساهمة، إن “الأخوة فقط هي القادرة على تشكيل مستقبل متين” بين البلدين، في محاولة لتوظيف ورقة الدين لتصحيح الوضع، بعدما فشلت كل المحاولات الأخرى.
وجاء في الرسالة “في ظل الأزمة الخطيرة التي تعصف حاليا بالعلاقات بين فرنسا والجزائر، نشعر نحن، إمام المسجد الكبير في باريس ورئيس أساقفة الجزائر، بالحاجة إلى أن نقول بصوت عال وواضح، باسمنا وبتواضع مسؤولياتنا، ما يوحدنا: نحن إخوة”.
وتضيف الرسالة : “هذه الأخوة ليست مجرد صيغة، بل هي تجربة. إنها ثمرة تاريخنا الشخصي والجماعي، وانتماءاتنا الدينية والثقافية، وولائنا لشعبين ووطنين. وقد قادتنا، كلٌّ منا، على مسار فريد، لنحمل صوت جماعة الإيمان ونجعله في حوار مع المجتمع بأسره”.
ووفق ما جاء في الرسالة، فإن استمرار الوضع الحالي يؤثر على الجالية في البلدين:” نحن إخوة كقادة دينيين. مجتمعاتنا، على اختلافها الكبير في العدد، تشترك في حالة مشتركة: العيش كأقليات في مجتمعات ذات تقاليد مختلفة. هذا الوضع، لا يُمثل ضعفًا، بل يُعلّمنا اليقظة وثمرة اللقاء “.
ويؤكد كل من شمس الدين حفيز وجون بول فيسكو، أن ” الاختلاف ليس مشكلة، بل فرصة. أن تكون مواطنًا كاملًا لا يعني التخلي عن إيمانك، بل أن تعيشه بمسؤولية واحترام “.
وشددا على أهمية اللحمة: ” نحن أيضًا إخوة لأننا ندرك أنفسنا في هذه الحالة الخاصة: كوننا فرنسيين جزائريين. ليس بالمعنى الإداري، بل في واقع حياتنا. لسنا أقل فرنسية ولا أقل جزائرية، بل كليهما تمامًا “.
وضرب رجلا الدين مثالا ب ” القديس أوغسطين، الأفريقي المتجذر في الجزائر القديمة والجامع في فكره، نريد أن نبيّن أن الهوية ليست كتلةً مغلقة، بل واقعٌ حيّ، مترابطٌ دائمًا. ولذلك نرفض أن نُعتبر غرباء في بلدٍ أو آخر. نمارس مسؤولياتنا في أوطانٍ ليست أوطاننا الأصلية، لكننا نحبها حبًا صادقًا.
ويحمل شمس الدين حفيز الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، ويدير أكبر مؤسسة دينية إسلامية في فرنسا هي مسجد باريس الكبير، كما يحمل كبير أساقفة الجزائر، جون بول فيسكو، الجنسية الجزائرية وهو من أصول فرنسية، ما يؤكد حجم التشابك الحاصل بين الشعبين الجزائري والفرنسي، غير أن الطرف الفرنسي لا يرى في ذلك عامل تقارب بل عامل نفوذ وسيطرة، ما تسبب في خسارة باريس الكثير من مصالحها في مستعمرتها السابقة.
The post مسجد باريس وكنيسة الجزائر: الوضع المتأزم يؤثر على الشعبين الجزائري والفرنسي appeared first on الجزائر الجديدة.