نظام الدوامين و”الأقسام الدوّارة” لمجابهة الاكتظاظ في الدخول المقبل

مع بدء العد التنازلي لموعد الدخول المدرسي، تتسابق مديريات التربية للولايات مع الزمن، لاستكمال كافة الأعمال المتعلقة أساسا بتعبئة كل الموارد البشرية والوسائل المادية المتوفرة، من أجل ضمان جاهزية المؤسسات التعليمية واستقبال بذلك 11 مليون تلميذ في ظروف مريحة وآمنة وصحية، حيث تستعد المدارس لمواجهة “مشكل الاكتظاظ”، عن طريق تبني مجموعة حلول ظرفية، من أبرزها […] The post نظام الدوامين و”الأقسام الدوّارة” لمجابهة الاكتظاظ في الدخول المقبل appeared first on الشروق أونلاين.

أغسطس 23, 2025 - 18:40
 0
نظام الدوامين و”الأقسام الدوّارة” لمجابهة الاكتظاظ في الدخول المقبل

مع بدء العد التنازلي لموعد الدخول المدرسي، تتسابق مديريات التربية للولايات مع الزمن، لاستكمال كافة الأعمال المتعلقة أساسا بتعبئة كل الموارد البشرية والوسائل المادية المتوفرة، من أجل ضمان جاهزية المؤسسات التعليمية واستقبال بذلك 11 مليون تلميذ في ظروف مريحة وآمنة وصحية، حيث تستعد المدارس لمواجهة “مشكل الاكتظاظ”، عن طريق تبني مجموعة حلول ظرفية، من أبرزها اعتماد “نظام الدوامين”، أو العمل بما يسمى “بالأقسام الدوّارة”، في انتظار استلام المنشآت التربوية الجديدة، والتي أكدت وزارة التربية الوطنية، بأن الأشغال بها تسير بوتيرة مقبولة، وأن العجز القائم سيتم امتصاصه تدريجيا خلال السنوات المقبلة.
أفادت مصادر “الشروق”، بأن أبرز الإشكاليات التي تتجدد سنويا مع كل دخول مدرسي، هي الاكتظاظ داخل الأقسام التربوية، رغم ما يعلن سنويا من مشاريع بناء مؤسسات تربوية جديدة وتوسيع الهياكل القائمة، إلا أن هذه الوضعية تتخذ في كل مرة أشكالا مختلفة، وتلقي بظلالها على العملية التعليمية والتربوية، الأمر الذي دفع بمصالح بمديريات التربية للولايات، من خلال رؤساء المؤسسات التربوية، إلى التفكير بجدية بحلول تكون عملية وفعالية لمواجهة الارتفاع في أعداد التلاميذ، حتى يتم تفادي “تعكير” صفو العودة إلى مقاعد الدراسة.

رهان على الهياكل الجديدة
ومن جهتها، فإن السلطات المحلية، تراهن هي الأخرى على افتتاح عدد من المدارس الابتدائية والمتوسطات خلال الموسم الحالي، ليبقى التحدي قائما حول كيفية تسيير الدخول المدرسي الفوري دون التضحية بجودة التعليم.
وأمام هذا الوضع، لفتت مصادرنا، إلى أن مديريات التربية للولايات، قررت اللجوء إلى اعتماد ما يعرف “بنظام الدوامين”، بمرحلة التعليم الابتدائي، حيث يتقاسم فوجان اثنان القسم نفسه، أحدهما يدرس في الفترة الصباحية والآخر في المسائية، وهو ما يعد حلا مؤقتا، لكنه قد يتسبب في إثقال كاهل التلاميذ والأولياء معا، ويقلص من ساعات التعلم المقررة.
وأما في الطورين المتوسط والثانوي، أشارت ذات المصادر، إلى أنه من المرجح العمل بما يسمى “بالأقسام الدوّارة”، إذ يتنقل التلاميذ بين قاعات متعددة لغياب قاعات ثابتة، ما قد يخلق فوضى تنظيمية ويؤثر على التركيز والتحصيل الدراسي ككل.
ورغم أن هذه التدابير، تسهم في امتصاص ضغط الأعداد الكبيرة من المتعلمين، إلا أنها تطرح إشكالية الاستقرار النفسي للتلاميذ والمعلمين على حد سواء، توضح مصادرنا.
وفي السياق نفسه، أوضحت مصادرنا أنه من المتوقع أن يصل عدد التلاميذ ببعض الأقسام التربوية في الدخول المدرسي المقبل، إلى 45 تلميذا في الطور الابتدائي، بينما يتجاوز عدد 55 متعلما في الطورين المتوسط والثانوي، خاصة بالولايات ذات الكثافة السكانية العالية كالجزائر العاصمة، وهران، سطيف، قسنطينة والبليدة.
هذا الارتفاع في أعداد التلاميذ داخل الأقسام التربوية، قد يتسبب في إضعاف قدرة الأستاذ على التحكم في سير الدروس، ويحول دون تحقيق المردود البيداغوجي المطلوب، فضلا عن الأثر النفسي والاجتماعي الذي يخلفه على المتعلمين.
وفي الموضوع، يعتقد خبراء في علم التربية، أن الاكتظاظ ليس مجرد “ظرف طارئ” يمكن التعايش معه، بل هو عامل مباشر قد يتسبب في تراجع جودة التعليم، وعليه، فكلما ارتفع عدد التلاميذ داخل القسم التربوي، تضاءلت فرص المتعلم في المشاركة والتفاعل، وتراجع مستوى المتابعة الفردية من طرف الأستاذ. كما أن الأنشطة البيداغوجية التفاعلية، التي تشجع على تنمية مهارات التفكير والنقاش والعمل الجماعي، تكاد تغيب في أقسام مكتظة أشبه بالقاعات الامتحانية الدائمة.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post نظام الدوامين و”الأقسام الدوّارة” لمجابهة الاكتظاظ في الدخول المقبل appeared first on الشروق أونلاين.