هكذا ألحق مخمور الأضرار مجددا بمعلم “عين الفوارة”

شهدت ساحة الاستقلال بمدينة سطيف، مساء الثلاثاء، حادثة جديدة استهدفت معلم “عين الفوارة” الشهير، بعد أن أقدم شخص في حالة متقدمة من السكر على الاعتداء على التمثال وتشويه وجه المرأة الرخامية، مُلحقًا به أضرارًا جسيمة. وتدخلت مصالح الأمن بسرعة وتمكنت من توقيف المعتدي، الذي تبيّن أنه نفس الشخص الذي سبق له تنفيذ اعتداء مماثل على […] The post هكذا ألحق مخمور الأضرار مجددا بمعلم “عين الفوارة” appeared first on الشروق أونلاين.

يوليو 30, 2025 - 17:45
 0
هكذا ألحق مخمور الأضرار مجددا بمعلم “عين الفوارة”

شهدت ساحة الاستقلال بمدينة سطيف، مساء الثلاثاء، حادثة جديدة استهدفت معلم “عين الفوارة” الشهير، بعد أن أقدم شخص في حالة متقدمة من السكر على الاعتداء على التمثال وتشويه وجه المرأة الرخامية، مُلحقًا به أضرارًا جسيمة. وتدخلت مصالح الأمن بسرعة وتمكنت من توقيف المعتدي، الذي تبيّن أنه نفس الشخص الذي سبق له تنفيذ اعتداء مماثل على التمثال، ليعيد فعلته.
الاعتداء هذه المرة وقع في حدود الساعة العاشرة ليلًا، حين استغل المعتدي هدوء الساحة وقلة الحركة، وتمكن من التسلل إلى قاعدة التمثال فصعد وهو يحمل مطرقة على طريقة سابقيه، وشرع في تكسير واجهة التمثال، حيث انتهت العملية بتشويه شبه كلي للوجه، بجبهة مهشّمة، أنف مطموس، وأجزاء مفقودة من تقاسيم المرأة الرخامية التي أصبحت بلا ملامح واضحة.
رجال الأمن سارعوا للتدخل والسيطرة على المعني، بينما وقفت مجموعة من المواطنين في محيط التمثال تتابع المشهد، ففيهم من صرخ ودعا إلى إنقاذ المرأة الرخامية، ومنهم من فضل توثيق الحادثة بالهاتف النقال. هكذا وقعت العملية في لحظات معدودة وانتهت بتشويه واضح للمرأة التي تعتلي قاعدة عين الفوارة.
عندما زرنا المكان، كانت عناصر الأمن قد اقتادت المعتدي إلى مركز الشرطة، بينما آثار الاعتداء كانت بادية للعيان وسط تجمع للمواطنين الذين اشرأبت أعناقهم لمتابعة الوجه المخرب للمرأة الرمزية. من بين الذين حضروا تفاصيل الاعتداء، يروي عبد الحكيم، وهو شاب يقطن غير بعيد عن الموقع، كان جالسا أمام أحد المحلات القريبة من الساحة، لحظة وقوع الحادثة، حيث يقول في تصريح لـ”الشروق اليومي”: “كنا جالسين أمام المحل عندما لمحنا شخصًا يتجول بطريقة غير متزنة، لم نعره اهتمامًا في البداية، لكن المفاجأة كانت عندما بدأ يتسلّق قاعدة التمثال بكل هدوء، من دون أن يثير انتباه المارة القلائل الذين كانوا في المكان. كان الجو هادئًا والناس منشغلين بهواتفهم أو عابرين بسرعة، إلى أن وصل إلى قمة القاعدة واقترب مباشرة من وجه التمثال، ثم أخرج مطرقة من تحت سترته وبدأ ينهال بها ضربًا على وجه المرأة الرخامية”.
يضيف عبد الحكيم: “في البداية ظننا أنه مجرّد مختل عقليا يصعد للتمثال، لكن لما سمعنا صوت الرخام يتحطم، أدركنا أن الأمر جدي، فتعالت صرخة أحد الحضور، وبعد ثوانٍ فقط تدخل أعوان الشرطة وألقوا عليه القبض”.
ونحن نتحدث مع عبد الحكيم، قاطعنا شاهد آخر فيقول: “في الحقيقة رغم وجود حراسة أمنية طيلة الـ24 ساعة، أي شخص يمكنه الاعتداء على عين الفوارة، لأن الزوار يقتربون منها وهناك من يتسلق القاعدة لالتقاط صورة مع التمثال، فلا يمكن توقيفه أو التشكيك فيه، وهذا الأمر الذي استغله المعتدي وباغت الجميع، والعملية تتم في ثوان معدودة، ومن حسن الحظ تدخل عناصر الأمن كان في الوقت المناسب”.
ليلة الاعتداء باتت عين فوارة تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تنديد بالحادثة، في وقت تظهر فيه فئة رافضة لوجود التمثال وتطالب بنقله إلى المتحف معتبرة وجوده في قلب المدينة غير ملائم لطابعها المحافظ.
هذا الاعتداء أعاد إلى الأذهان ثلاث حوادث سابقة مماثلة، الأولى وقعت بتاريخ 19 ديسمبر 2017، عندما هاجم شخص يدعى “عباس” التمثال باستعمال مطرقة، وسُمي لاحقًا بلقب “بومارطو”.
أما الحادثة الثانية، فتم تسجيلها بتاريخ 9 أكتوبر 2018، ونفذها شاب آخر ألحق أضرارًا بالتمثال، وتبيّن لاحقًا أن كليهما كان يعاني من اضطرابات نفسية.
أما ثالث الاعتداءات فقد وقع بتاريخ 3 ديسمبر 2022، حين استغل شاب في الثلاثينيات انشغال المواطنين بمباراة مونديالية، وصعد إلى قاعدة التمثال وهاجم المرأة الرخامية بمطرقة، وقد أدين بالحبس يومها، وبعد انتهاء العقوبة أعاد الكرة بنفس الطريقة في اعتداء رابع.
ورغم أن التمثال خضع بعد كل حادثة إلى عمليات ترميم دقيقة أشرف عليها مختصون، وزُود محيطه بكاميرات مراقبة وحراسة أمنية دائمة، إلا أن الاعتداءات لم تتوقف، بل أخذت طابعًا دوريًا.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post هكذا ألحق مخمور الأضرار مجددا بمعلم “عين الفوارة” appeared first on الشروق أونلاين.