هل هناك أمل في يقظة العالم الإسلامي؟
أ د. عمار طالبي/ يبدو أن أملا يلوح فجره من أفق ليس ببعيد، بالرغم من التكالب الدولي الغربي على العالم الإسلامي، وتأييده للصهاينة، تأييدا سياسيا وبالسلاح، خوفا من أن ينفلت هذا العالم من سيطرتهم عليه، وعلى موارده التي تجلب إليه، ثم تتم صناعتها وتباع له، ليبقى سوقا له، ومستهلكا لبضائعه على الدوام. فهذا التكالب والإجماع …

أ د. عمار طالبي/
يبدو أن أملا يلوح فجره من أفق ليس ببعيد، بالرغم من التكالب الدولي الغربي على العالم الإسلامي، وتأييده للصهاينة، تأييدا سياسيا وبالسلاح، خوفا من أن ينفلت هذا العالم من سيطرتهم عليه، وعلى موارده التي تجلب إليه، ثم تتم صناعتها وتباع له، ليبقى سوقا له، ومستهلكا لبضائعه على الدوام.
فهذا التكالب والإجماع يمتد ليشمل الدول الكبار السبع، في اجتماعها الأخير، وهذا الاستعداد لبعض دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا لانخراط في الهجوم على إيران التي أبت إلا أن تكتسب الطاقة النووية السلمية، لتقدمها الحضاري، وذلك حرصا للغرب على أن تبقى متخلفة ضعيفة لا حول لها ولا قوة، في رد العدوان عليها، عدوان هذه التي تزعم أنها دولة ديمقراطية، وما هي إلا هيئة إرهابية شأنها الغدر والاغتيال والمكر، والقتل للأطفال والضعفاء من الرجال والنساء الذين لا حيلة لهم ولا قوة.
وهذا الأمل الذي أشير إليه هو موقف السعودية الذي عبر عنه ولي العهد محمد بن سلمان ومجموعة دول الخليج في تأييده لإيران، لإدراكه وفطانته للخطر الذي يحدق بالعالم الإسلامي، مع الأخذ في الحسيان موقف دولة نووية إسلامية، وهي جمهورية باكستان مع أفغانستان، ماليزيا، وبنغلاديش، وتركيا، والعراق أما الأردن ومصر فشأنهما شأن آخر، لم يتغير من الفاشية الإجرامية الصهيونية رغم أن مصر أعلنت تأييدها لإيران بوضوح.
وهذا العدو الصهيوني أخذت تدب فيه الخلافات، والانهيار الاقتصادي بسبب الاستنزاف والرعب الذي جعل كثيرا من المستوطنين يفرّون من البلاد، مع منعهم من السفر، ويدفعون رشاوي مالية للخروج عن طريق البحر إلى قبرص.
إن الجزائر وتونس والشعب الليبي تدخل في هذا التأييد لإيران، وانطلقت قافلة بريّة ضخمة لفك الحصار عن غزة، إلا أن الفاشل الخائن خفتر، ومن معه من الإمارات ليس لهما شأن إلا الخيانة والذل، والركوع أمام الغرب، وبقيت السودان المنقسمة على نفسها في حرب داخلية بين الجيش والدعم السريع، باع أحدهما نفسه للإمارات والآخر لإسرائيل، ودمّرا الشعب السوداني، وتشرد في الصحاري وفي تشاد نازحين معذبين.
ولعل الشعب السوداني يتغلب على هذه الأزمة ويشفى مما يعانيه من بلاء وتشرد بسبب طموح قادة الجيش. إن العالم الإسلامي تدفعه إلى التحرر هذه الحرب التي يشنها عليه الغرب ويخطط له لأن يبقى الشرق الأوسط تحت قيادتها وسيطرتها، باستعمال سلاح الصهاينة لحراسة مصالحها، وبقاء قواعدها العسكرية، تستعمل وجودها للحفاظ على هذه الدولة الإرهابية ذراعا له وقاعدة عسكرية استيطانية.
تدفعه هذه الحرب إلى أن يتحرر من التبعية والتخلف، بالتقدم في البحث العلمي والتقنية التي لا يجرأ العدو على احتلاله، ونهب موارده، ينهب سيادته وكرامته.
إن رحلتنا التي قمنا بها إلى أرض الكنانة، وجنودها خير أجناد الأرض، ولكن مع الأسف الشديد منعنا من الحصول على رخصة للدخول إلى معبر رفح بدعوى أن الطريق إليه غير آمن كأن جيشها لا يستطيع حماية حدود مصر، مع أن سيادة معبر رفح سيادة مصرية.
إن منع المسيرة العالمية لفك الحصار على غزة لا مبرر له، لأنها مسيرة سلمية، ليس في نيتها استعمال العنف، وإنما هي احتجاج على الظلم ومنع المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والماء والوقود، بل إن المساعدات القليلة، التي يأتي الغزاويون لأخذها يقتلون دونها وهم جياع لا يجدون لقمة عيش، ولا شربة ماء، ولا يجد الأطفال جرعة حليب، يسيطر عليها الأمريكان والصهاينة وعلى توزيعها كما يشاؤون، بإبعاد المنظمات الإنسانية، والأمم المتحدة، إننا نشكر آلاف الأوروبيين والآسيويين على موقفهم المشرفة، تدفعهم القيم الأخلاقية والإنسانية لأن يقفوا هذه المواقف سواء داخل بلداتهم، أو سفرا إلى مصر للوصول إلى معبر رفح، متحملين تكاليف السفر ومشاقه، ومنع الأمن المصري لهم آسفين حزنين غاضبين.
وفي الختام أقول إن وفدنا بصحبة السيد عبد الكريم أرزقي ونجيب بونداوي ومختار بوناب ويسَ وعمار طالبي عزم وعقد النية بالتنسيق مع الأستاذ زياد منسق المسيرة العالمية لفك الحصار على غزة وقد بذلنا وبذل المنسق جهودا وفي النهاية منع في المطار.
وقد اجتمعنا مع الأستاذ صباحي حمدين زعيم حزب الكرامة الذي حصل على خمسة ملايين في انتخاب الرئاسة المصرية، رحب بنا، وأقام لنا مأدبة، وتحاورنا في شأن هذه الحرب الظالمة، وهو مؤيد بشدة لإخواننا في غزة، وبذل جهودا للحصول على رخصة من الأمن المصري فوجد الباب موصدا أمامه.
ثم اجتمعنا بالأستاذ الدكتور رئيس اللغة العربية، ورئيس اتحاد المجامع العربية، وعضو هيئة كبار العلماء، ومعه الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور الأمين العام للمجمع، وعدد من أعضاء المجمع، فرحبوا بنا، وأقام رئيس المجمع مأدبة على شرف الوفد الجزائري، فكانت مناسبة لإلقاء كلمة رئيس المجمع، وأخرى لرئيس الوفد الجزائري، وبهذا شعرنا أننا أمام شعب مصري أصيل في خدمة العربية والإسلام، والأمة الإسلامية، فطالما وقفت مصر مع قضية فلسطين، وحاربت من أجلها، ومنعتها اليوم موانع، ونحن لنا أمل في مصر والسعودية وباكستان وأفغانستان وماليزيا وإيران في يقظة العالم الإسلامي ووحدته وكرامته وقوته العلمية والعسكرية والسياسية.
نسأل الله النصر والتمكين للمجاهدين في غزة وفي إيران، إنه ولي ذلك والقادر عليه.