وزير داخلية فرنسا يعود إلى عادته القديمة في مهاجمة الجزائر

بعد هدنة غير معلنة تجاوز عمرها الأسبوع، عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، إلى هوايته المفضلة والمتمثلة في مهاجمة الجزائر، رافعا كعادته لواء التصعيد، واعترف روتايو بأن سياسة القبضة الحديدية في التعاطي مع الجزائر، التي فرضها على رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، لم تحقق ما كان يصبو إليه. وإن أبدى وزير الداخلية الفرنسي مسحة إنسانية في […] The post وزير داخلية فرنسا يعود إلى عادته القديمة في مهاجمة الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.

أبريل 23, 2025 - 20:51
 0
وزير داخلية فرنسا يعود إلى عادته القديمة في مهاجمة الجزائر

بعد هدنة غير معلنة تجاوز عمرها الأسبوع، عاد وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، إلى هوايته المفضلة والمتمثلة في مهاجمة الجزائر، رافعا كعادته لواء التصعيد، واعترف روتايو بأن سياسة القبضة الحديدية في التعاطي مع الجزائر، التي فرضها على رئيس بلاده، إيمانويل ماكرون، لم تحقق ما كان يصبو إليه.
وإن أبدى وزير الداخلية الفرنسي مسحة إنسانية في بداية حواره الذي امتد على مدار عشرين دقيقة، مع كل من قناتي “بي آف آم تي في” و”آر آم سي” الأربعاء 23 أفريل 2025، من خلال حديثه عن الحالة النفسية التي سببها قرار السلطات الجزائرية بطرد 12 موظفا فرنسيا في سفارة باريس بالجزائر، للقناصلة المطرودين، قبل أزيد من أسبوع، وإعلان تعاطفه معهم، إلا أنه لم يلبث أن انتقل إلى الدفاع عن خياره التصعيدي ضد الجزائر.
وعاد برونو روتايو في حواره إلى اللقاء الذي جمعه الثلاثاء المنصرم، مع القناصلة الفرنسيين التابعين لمصالحه في حقيبة الداخلية، ردا على سجن عون قنصلي جزائري خارج الأعراف الدبلوماسية في العاصمة الفرنسية باريس، متحدثا عن تعرضهم لظروف نفسية صعبة بعد قرار الطرد، قائلا: “لقد صُدموا بشدة”.
وتحدث وزير الداخلية الفرنسي عن فحوى اللقاء: “تحدثتُ إليهم (القناصلة المطرودون) على انفراد، وكانوا جميعًا في حالة صدمة شديدة. لاحظتُ أن بعضهم ترك عائلاتهم، ولديهم أطفال صغار في المدرسة، وآخرون متزوجون.. لذا، فالأمر لا يقتصر على الجانب المهني فحسب، بل يشمل أيضًا الجانب العاطفي والعائلي”.
وبدا أن اللقاء الإعلامي للمسؤول الفرنسي المسكون بهاجس استهداف الجزائر، قد تم ترتيبه مع “بي آف آم تي في” و”آر آم سي” من أجل غرضين أساسيين، الأول هو تذكير الفرنسيين بأن الأزمة مع الجزائر لم تنته بتبادل طرد الموظفين القنصليين، وثانيها العودة إلى الواجهة الإعلامية لتعزيز حظوظه في سباق 17 ماي المقبل، ضد منافسه لوران فوكيي، لاسيما أن صمته المؤقت عن الجزائر أفقده نقاطا لصالح غريمه لوران فوكيي.

وسُئل روتايو عن العلاقات مع الجزائر، فرد بقوله: “لم يحدث أي تقدم”، وهو ما يعتبر فشلا ذريعا لسياسة القبضة الحديدية المنتهجة من قبل باريس، كما صرح أكثر من مسؤول فرنسي، ومن بينهم هنري غينو، مستشار الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، حيث استبعد أن يحقق الطرف الفرنسي أي إنجاز في الصراع مع الجزائر، لكون الأوراق التي بحوزة هذه الأخيرة أكثر فعالية.
وعدد الوزير اليميني مكامن الفشل الفرنسي في مواجهة الجزائر: “لم يتم إطلاق سراح الكاتب الفرانكو جزائري بوعلام صنصال.. كل يوم، أو كل يوم تقريبا، ترسل لنا الجزائر أفرادا، كما أنها لم تستقبل الأشخاص الذين صدرت بحقهم قرارات إلزام بمغادرة التراب الفرنسي طبقا للالتزامات التي تفرضها اتفاقية 1994”.
وأضاف: “في الوقت الحالي، هذا هو الوضع الذي نحن فيه، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه، فلا أستطيع أن أتخيل أننا لن نكون قادرين على اتخاذ تدابير جديدة.. كان علينا إرساء توازن القوى”.
وبرأي المرشح لرئاسة حزب “الجمهوريون” اليميني، فإن “الدبلوماسية لعبت دورها”، ومع ذلك “لم تتحرك الأمور، ويجب عدم ترك الأمر عند هذا الحد”.
وفي خضم دعوته إلى اتخاذ “إجراءات جديدة” ضد الجزائر، تحدث روتايو عن إعادة النظر في اتفاقية 2013 التي تعفي حاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية والفرنسيّة من متطلبات التأشيرة، وهو الإجراء، الذي “قد يكون الخطوة التالية”، على حد تعبيره، فضلا عن إجراءات أخرى لم يتطرق إليها.
ويؤشر كلام الوزير الفرنسي عن بوادر تصعيد سياسي وإعلامي فرنسي جديد، لأن فترة الهدوء الأخيرة أثبتت أن الجانب الجزائري هو المستفيد، في حين أن فرنسا لا يمكنها الاستمرار دون الاستفادة من المغانم التي فقدتها في الجزائر، والتي يممت وجهها نحو شركاء جدد وفق منطق رابح -رابح.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post وزير داخلية فرنسا يعود إلى عادته القديمة في مهاجمة الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.