يدٌ سامة.. بئس اليد
للمرة كذا، يُضمّن السادس خطاب العرش بضع كلمات موجّهة إلى الجزائر، ظاهرها يد ممدودة وباطنها يد غادرة، كاذبة، خادعة. ملك المغرب، في سعيه إلى تزييف الوقائع والحقائق وبيع الوهم لشعبه المغلوب على أمره يستغل مناسبة إلقاء هذا الخطاب الذي يحتفل فيه بجعل قرابة الأربعين مليون مغربي عبيدا للعلويين، للظهور بمظهر الجار الحريص على حسن الجوار، […] The post يدٌ سامة.. بئس اليد appeared first on الشروق أونلاين.


للمرة كذا، يُضمّن السادس خطاب العرش بضع كلمات موجّهة إلى الجزائر، ظاهرها يد ممدودة وباطنها يد غادرة، كاذبة، خادعة. ملك المغرب، في سعيه إلى تزييف الوقائع والحقائق وبيع الوهم لشعبه المغلوب على أمره يستغل مناسبة إلقاء هذا الخطاب الذي يحتفل فيه بجعل قرابة الأربعين مليون مغربي عبيدا للعلويين، للظهور بمظهر الجار الحريص على حسن الجوار، والذي يرغب في مد جسور الحوار، وغيرها من الكلمات والمضامين التي تحملها ألفاظه البائسة وتنفثها أنفاسه المنهكة، وهي كلمات طاعنة وماكرة في أصلها، فقد جُبل المخزن على الغدر، واستحضار وقائع التاريخ القريب والبعيد، يقدِّم صورة واضحة عن حقيقة الدسائس والمؤامرات التي يرتكبها النظام العلوي ضد جيرانه.
يدُ العلويين امتدّت فعلا إلى دم الجزائريين، مباشرة بعد الاستقلال، وبئس اليد كانت.. يد حملت خنجر أبي لؤلؤة المجوسي لتوجهه إلى خاصرة الجزائريين الذين خرجوا لتوّهم من معركة شرسة مع مستعمر لم تعرف له البشرية مثيلا، مستعمر أمعن في القتل والتشريد والحرق والتدمير، وبعد دحره من قبل الشعب الجزائري، تحرك الحسن الثاني، والد السادس، وتحرّكت في عروقه دماء الخيانة، فكان العدوان المغربي على الجزائر.
ولم تتوقف دسائس القصر العلوي ضد الجزائر وجيرانه، وهو الذي رفض الاعتراف باستقلال موريتانيا، قبل أن يتحالف معها لاقتسام إقليم الصحراء الغربية واستعماره من جديد بعد أن خرج الإسبان في الظروف التي يعلمها الجميع.
ملك المغرب الذي مدّ يده لكل نجس وقاتل وخسيس في العالم، بداية بالصهاينة المغتصبين، يسعى إلى إحراج الجزائر عبر نفاقه البيّن، وهو الذي قطع كل الطرق التي تسمح ببناء علاقات جادة بين البلدين، وفقا لمبادئ الجوار والمصالح والمصير المشترك. لقد ارتمى السادس في أحضان الصهاينة، وتنازل عن ما تبقى من كرامة العرش العلوي، في سوق الخيانة والتآمر، ولم يعد قراره بيده، غُلّت يد السادس وهي تحيط جيد المملكة بحبل من مسد، وتقضي على كل فرصة للتقارب بين الشعبين.
يدُ السادس المسمومة تقف عاجزة عن قطع رقاب زارعي الفتن، من الذين يدورون في فلك المخزن، ويتفنَّنون في سبِّ الشعب الجزائري وتلفيق الأكاذيب وترسيخ ثقافة العدوان، عبر صحافة بلا أخلاق -والناس على دين ملوكهم – بينما تهلّل للبهتان وتسوّق لصورة “الخديعة الكبرى”، فهل يُؤتمن من باع عرضه وشرفه وعرض الأمة الإسلامية جمعاء لشرذمة اليهود الصهاينة؟
لقد انخرط المخزن، في عملية شيطنة واسعة لكل ما هو جزائري، وفي مسعاه ذاك كان دوما يحاول أن يظهر للمغاربة، أن شعرة معاوية مع الجزائر غير مقطوعة، لأنه يدرك جيدا أن جزءا واسعا من الشعب، لا يزال يرغب في بناء علاقات طيبة مع إخوانهم الجزائريين، ولن يجد هذا النظام المتصهين فرصة أفضل ليعبّر عن ذلك ويمارس تضليله إلا في ما يسمى “خطاب العرش”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post يدٌ سامة.. بئس اليد appeared first on الشروق أونلاين.