يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا
الشيخ نــور الدين رزيق/ على العالم أن يفهم بأن اللجوء إلى الأمم المتحدة لم يعد ضروريا، وأن الحقوق لا تعاد إلا بالقوة، وأن اغتصاب حقوق الآخرين يكون أيضا بالقوة القاهرة (مشروع ترامب)، وأن الحديث عن القوانين الدولية بات من أحاديث الأولين، فنحن نعيش اليوم في غابة يأكل القوي فيها الضعيف بشراهة وعدوانية مفرطة؛ والمسلمون والعرب …

الشيخ نــور الدين رزيق/
على العالم أن يفهم بأن اللجوء إلى الأمم المتحدة لم يعد ضروريا، وأن الحقوق لا تعاد إلا بالقوة، وأن اغتصاب حقوق الآخرين يكون أيضا بالقوة القاهرة (مشروع ترامب)، وأن الحديث عن القوانين الدولية بات من أحاديث الأولين، فنحن نعيش اليوم في غابة يأكل القوي فيها الضعيف بشراهة وعدوانية مفرطة؛ والمسلمون والعرب في الخطة سائرون، لكن لا تستغرب فإن الهدي النبوي نبهنا و أرشدنا إلى الخطر الحقيقي الذي يهدد وجودنا كأمة حضارة ذات بعد تاريخي، روى البخاري ومسلم في صحيحين من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ شَرٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، فَقُلتُ: هلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ، قُلتُ: وَما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَسْتَنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي، وَيَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وَتُنْكِرُ، فَقُلتُ: هلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ علَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، صِفْهُمْ لَنَا، قالَ: نَعَمْ، قَوْمٌ مِن جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، فَما تَرَى إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، فَقُلتُ: فإنْ لَمْ تَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إمَامٌ؟ قالَ: فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ علَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ علَى ذلكَ.
«قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» من جلدتنا من قومنا من العرب ويتكلمون بألسنتا: باللسان العربي وقد جرى ذلك وجرت الفتن العظيمة والمحنة على أيدي أناس منا من العرب ولكن مواقفهم تخدم الصهيونية والمشروع الاستدماري، فانظر رحمك الله إلى مشروع إعادة إعمار غزة المقترح من قوم من جلدتنا،استعمار واحتلال في صبغة إعمار.
«حين أراد الذّئب تعليمَ صغيرِه دروسًا في الحياة وفنّ العيش، ذهبَ به إلى قطيع الأغنام وقال له: لحوم هذه الأغنام لذيذة، ثُمّ أشار إلى راعي الأغنام، وقال لابنه مُحذِّرًا: عصا هذا الرّجل مؤلمة، فانتبه أن تَطالك! ولمّا رأى الذّئبُ الصّغيرُ كلبًا يقف بجوار الأغنام قال لأبيه : هذا الكلبُ يشبهنا يا أبي، فأجاب الأب: اهرُبْ حين ترى هذا الكائن، لأنّ كُلَّ ما عانيْنَاه في حياتنا كان سببُه أولئك الذين يُشبهوننا ولا ينتمون إلينا.
انتهى الدرس.