أصدق زوجتك
أ.د. زبيدة الطيب/ الصداق هو أحد مسميات المهر، وهو العنوان المادي لصدق الرجل مع المرأة التي ستصير زوجة. ولا أعني في هذا المقام الصدق في القول والمصارحة وعدم كتمان الشيء عنها، بل إنني أعني بالصدق هنا أن تشعرها بأنها ليست موظفا يترقى في منصبه بقدر سنوات العمل، وبقدر ما يظهر من الجد والاجتهاد. أصدق زوجتك …

أ.د. زبيدة الطيب/
الصداق هو أحد مسميات المهر، وهو العنوان المادي لصدق الرجل مع المرأة التي ستصير زوجة. ولا أعني في هذا المقام الصدق في القول والمصارحة وعدم كتمان الشيء عنها، بل إنني أعني بالصدق هنا أن تشعرها بأنها ليست موظفا يترقى في منصبه بقدر سنوات العمل، وبقدر ما يظهر من الجد والاجتهاد.
أصدق زوجتك صاحبة الدخل المادي والراتب الشهري، وأَشْعِرها أنها زوجة ولا تعاملها بقدر ما تعطيك من راتبها ودخلها؛ فإذا أعطتك فهي الروح والقلب، وإذا أمسكت يدها انقلبت عليها وتواريت عنها واجتهدت في اختلاق المشاكل حتى تتجنب رؤيتها أو محادثتها.
أصدق زوجتك ولا تنتقم من نجاحها بأساليب هي أبعد ما تكون عن صفات الرجال، فضلا عن أن تكون صفات للمؤمنين؛ ومن ذلك أنها المهملة للبيت والأولاد وسبب تراجع مردودهم الدراسي وتحصيلهم العلمي، ومرة هي المقصّرة بواجباتها الزوجية نحوه، وأخرى هي صاحبة الطموح الاجتماعي والعلمي اللامحدود على حساب حاجيات البيت، ومرة هي المتمردة على الأعراف والعادات وهكذا…
أصدق زوجتك ولا تحاسبها على مالها ودخلها الشهري وفيما صرفته وأين أخذته، ولا تجتهد لتجمع ما ظهر وما شذ من الفتاوى، لتثبت أنها سفيهة يجب الحجر عليها، وأنك الراشد الذي يحسن التصرف!!!
أصدق زوجتك ولا تراقب حركاتها وسكناتها، وتحسب أنفاسها وتحدد علاقاتها الاجتماعية، وترسم شكلها (أي شكل العلاقات) وتحتفظ بأسماء صديقاتها وعناوينهن، وتضبط مواعيد الزيارات وأوقات اللقاءات وأنواع المأكولات والمشروبات التي تقدم عند الزيارة واللقاء.
أصدق زوجتك ولا تجبرها على أن تنفق على البيت والأولاد، ولا تتحايل لتأخذ منها ما استطعت من المال فتكون سعيدا، وتظهر عليك علامات السرور إذا جردتها من راتبها.
أصدق زوجتك وعاملها معاملة الإنسان الراشد العاقل المؤهل؛ علميا وأخلاقيا واجتماعيا إلى أن يثبت العكس.
أصدق زوجتك فإن ذلك من شيم الكرام [ ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم].