أولياء يثمّنون التدابير العملية لمحاربة المخدرات في الأوساط الدراسية
خلال حفل تكريم تلاميذ وطلبة شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا التقت “الشروق” بمجموعة من الأولياء المبتهجين بنتائج أبنائهم المتفوقين، والخائفين أيضا على مسارهم التعليمي ليس في المتوسط والثانوي وإنما أيضا في الابتدائي والجامعي، حيث تمكنت السموم المدمّرة، من بعض الفئات من طلاب العلم، بين الإجرام من خلال الترويج أو المرض من خلال إدمان تعاطي المخدرات. وقد […] The post أولياء يثمّنون التدابير العملية لمحاربة المخدرات في الأوساط الدراسية appeared first on الشروق أونلاين.


خلال حفل تكريم تلاميذ وطلبة شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا التقت “الشروق” بمجموعة من الأولياء المبتهجين بنتائج أبنائهم المتفوقين، والخائفين أيضا على مسارهم التعليمي ليس في المتوسط والثانوي وإنما أيضا في الابتدائي والجامعي، حيث تمكنت السموم المدمّرة، من بعض الفئات من طلاب العلم، بين الإجرام من خلال الترويج أو المرض من خلال إدمان تعاطي المخدرات.
وقد بدوا في غاية السعادة بعد اطلاعهم على منشور إطار الدخول المدرسي القادم، والذي نشرته “الشروق” بالتفصيل في عدد سابق، الذي بدت فيه وزارة التربية في منتهى الصرامة تجاه كل الاعوجاجات والانحرافات، التي طالت فئة من المتمدرسين من الذين تأثروا ببعض آفات المجتمع وعلى رأسها المخدرات، التي قرعت الأبواب بعنف، ودخلت محافظ بعض التلاميذ من دون استئذان.
وبدا الاطمئنان على نفوس الأولياء لأن الوزارة أصرّت على إلزامية رصد حالات الاستهلاك والإدمان على المخدرات أو المؤثرات العقلية، وهذا من خلال استغلال الفحوصات الطبية الدورية للتلاميذ في وحدات الكشف والمتابعة قصد التكفل بها بشكل فوري وسريع.
وهو ما اعتبرته السيدة نرجس، وهي أم لتلميذين من المتفوقين في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، بالفتح الأخلاقي والتربوي العظيم الذي تحقق، بمعنى أن الوزارة تكفلت بإطفاء النار من أول فتيل، ومنع انتشارها ما بين البراعم البريئة.
وهنا تدخل زوجها ليروي قصة صديق ابنه في الثانوية، الذي كان من أنجب التلاميذ، ولكن شلة من الأصدقاء، حولته إلى متعاط للمخدرات، ومن السهر في البيت لحفظ دروسه، عرّج إلى بعض الأحياء التي تروّج الحبوب المهلوسة وصار يسهر فيها، وتحول من أنشط التلاميذ وأذكاهم إلى غائب عن الوعي، وكانت النهاية بفشله في شهادة البكالوريا وبمعدل متدن، وكان بحسب السيد سليمان أحسن من ابنها الذي حصل على معدل يفوق 18 من عشرين في البكالوريا.
أما السيدة لبنى التي قالت إنها تعيش في نهاية كل موسم على أعصابها، ولحسن الحظ فأبناؤها دائما من المتفوقين، فقالت إنها كلما كانت تتوجه إلى ثانوية ابن تيمية بوسط مدينة قسنطينة، كانت تلاحظ وجود شباب من خارج المؤسسة التعلمية يترصدون الثانويين والثانويات ومن دون أن تشاهد أمورا مؤكدة، إلا أن بعضهم كان يبدو في حالة من الهذيان بسبب تعاطي الممنوعات بحسب تقديرها، فكان الخوف يتملكها وأحيانا تتفحص عيون ابنتها، ووصل بها الحد أن عرضتها على طبيب أعصاب ليؤكد لها بأن ابنتها لا تتعاطى المهلوسات، وكل دينار كانت تضعه في جيب ابنتها، كانت تسألها عن مصيره وماذا اشترت به.
وجاءت أوامر وزارة التربية والتعليم لمديريها التنفيذيين بضرورة المساهمة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للوقاية من المخدرات، عبر تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية لفائدة مختلف أعضاء الجماعة التربوية، بمساهمة نفسانيين وأطباء وأئمة ومختصين في علم الاجتماع، لاسيما التلاميذ بمرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، حول مخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية وحتى الاستعمال المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت هي أيضا دائرة الإدمان والمساهمة في انحراف بعض متعاطيها، لتزيد من درجة الاطمئنان لدى الأولياء كما قالت السيدة لبنى التي مازال أبناؤها من هم في الطور الابتدائي والمتوسط.
أما الجانب الذي سيساهم فعلا في تأمين التلميذ وإبعاد المنحرفين عنهم، فسيكون من خلال تزويد الثانويات والمتوسطات تدريجيا بكاميرات مراقبة بالتنسيق مع الأسلاك الأمنية المختصة، وهو ما سيكون ضربة موجعة للذين صاروا يصطادون التلاميذ والتلميذات كفرائس سهلة لأجل ترويج المخدرات والحبوب المهلوسة. ويمكن لأي ولي أن يلاحظ مجموعات من الشباب بعضهم بكلاب مفترسة وآخرون بدراجات نارية يحومون حول الثانويات بالخصوص لمعاكسة والتحرش بالتلميذات القاصرات، ولأشياء أخرى يقول وليّ تلميذة ثانوية.
الأساتذة في الطورين المتوسط والثانوي عبروا عن ارتياحهم وأعربوا عن استعدادهم للمساهمة في الحرب الشاملة والمصيرية، التي أعلنتها الجزائر على السموم، خاصة أن هذه الحرب لها أياد خارجية تحاول المساس بجيل الشباب، وقال أستاذ في هندسة الطرائق بأنه صار يلمس ببصره قبل بصيرته بعض الانحرافات لدى بعض التلاميذ يتعاطون الحبوب المهلوسة، واعتبر ما ستقوم به الوزارة في السنة الدراسية القادمة سيكون له نتائج رائعة على المجتمع بكامله، ونبه إلى أن القضاء على ظاهرة الهروب من الثانوية بعد أسابيع قليلة من بداية الدراسة، بالنسبة لتلاميذ المستوى النهائي سيكون في صالح هذا السعي الراقي، وهو ما دعا له السيد يزيد بوعناني مدير ثانوية ببلية ديدوش مراد بولاية قسنطينة.
حيث إن انسحاب التلميذ الإرادي، ومن دون عقوبة إدارية صارمة، من الدراسة، وبموافقة عائلته بحجة تحويله إلى الدروس الخصوصية، قد تم فيه تسجيل انحرافات انتقلت من التعاطي والإدمان بالنسبة لتلاميذ لا تزيد أعمارهم عن 18 سنة إلى الترويج والمتاجرة بالسموم ودخول عالم الإجرام، وللأسف فإن الأمثلة كثيرة يقول الأساتذة.
الأولياء من الناجحين أبناؤهم والراسبين، والأساتذة من كل الأطوار التعليمية، الذين تحدثت إليهم الشروق اليومي ثمّنوا ما تقوم به الصحيفة، من خلال نشر مثل هذه القرارات وتثمينها وتحليلها، وثمنوا قيام وزارة التربية والتعليم بإشهار مكثف لبرنامجها الذي اعتبروه مشروع أمة حقيقيا سيجعل الأم أو الأب في حالة طمأنينة كاملة عندما يرسلون أبناءهم وبناتهم، إلى المؤسسات التعليمية، عكس ما كان الحال عليه في السنوات الماضية الأخيرة، عندما صارت المدرسة في حد ذاتها في بعض الأحيان مركزا للتعاطي ولمختلف الجرائم التي وصلت إلى حدّ إزهاق أرواح في ساحات المؤسسات التعليمية وحتى في قلب الأقسام، أو كما قالت السيدة نرجس: “كنا نرسل أبناءنا للمدرسة أو المتوسطة، ونحن خائفين من اختطافهم وصرنا نخاف الآن من اختطاف عقولهم”.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post أولياء يثمّنون التدابير العملية لمحاربة المخدرات في الأوساط الدراسية appeared first on الشروق أونلاين.