باريس تبحث عن قنوات دبلوماسيّة بديلة مع الجزائر
لجأت السلطات الفرنسية إلى الدبلوماسية البديلة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مصالحها في الجزائر، والتي تضررت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة بين البلدين في أعقاب التغير الذي حصل في الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية، وتسبب كما هو معلوم في تراجع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال. ويقصد بذلك النشاط البرلماني الذي […] The post باريس تبحث عن قنوات دبلوماسيّة بديلة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.


لجأت السلطات الفرنسية إلى الدبلوماسية البديلة من أجل الحفاظ على ما تبقى من مصالحها في الجزائر، والتي تضررت بشكل غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة بين البلدين في أعقاب التغير الذي حصل في الموقف الفرنسي من القضية الصحراوية، وتسبب كما هو معلوم في تراجع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال.
ويقصد بذلك النشاط البرلماني الذي يعتبر مكملا ويتحول في بعض الأحيان كما في الوضع الراهن بين الجزائر وباريس، إلى دبلوماسية بديلة، في ظل انقطاع جسور التلاقي على المستوى الرسمي، وهو ما جسدته الزيارة التي قادت كلاّ من عضو مجلس الشيوخ الفرنسي، أكلي ملولي، والنائب بالجمعية الوطنية الفرنسية (الغرفة السفلى للبرلمان)، صابرينا صبايحي، إلى الجزائر.
ويشغل أكلي ملولي منصب نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والقوات المسلحة في الغرفة العليا للبرلمان الفرنسي، ونائب رئيس مجموعة الصداقة الجزائرية الفرنسية، أما النائب صابرينا صبايحي، فتشغل عضوية لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى للبرلمان الفرنسي، ونائب رئيس مجموعة الصداقة الجزائرية الفرنسية.
واستقبل البرلمانيان الفرنسيان من قبل رئيس غرفة التجارة والصناعة بالسفارة الفرنسية بالجزائر، ميشال بيزاك، وجاء في منشور لرئيس الغرفة على حسابه في منصة “لينكد إن”، الأربعاء 23 جويلية 2025، رحب من خلاله بضيوفه، كما تحدث عن “تبادل مفيد وبناء مع قادة الأعمال الأعضاء حول آفاق تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين”، وعن تعزيز “للعلاقات الاقتصادية بين البلدين”.
ويعتبر كل من أكلي ملولي وصابرينا صبايحي من الأصوات السياسية المعتدلة في فرنسا، وهما يناديان بضرورة احترام الجزائر، والحفاظ على علاقات مستقرة معها، حفاظا على جسور التواصل وصونا للعلاقات الاجتماعية المتشابكة بين ضفتي البحر المتوسط.
وتأتي زيارة المنتخبين الفرنسيين في ظرف جد معقد تمر به العلاقات بين الجزائر وباريس، منذ سنة بالتمام والكمال، وبعد أسابيع من تجدد السجال السياسي والإعلامي بين البلدين، كان آخره الإجراءات التصعيدية التي أعلنت عليها وزارة الخارجية الفرنسية بشأن الحقائب الدبلوماسية، وهو الإجراء الذي ردت عليه الجزائر بإجراء آخر استنادا إلى مبدأ المعاملة بالمثل المعمول به في الأعراف الدبلوماسية.
وليست هي المرة الأولى التي يلجأ إليها السياسيون الفرنسيون في محاولة منهم لخفض التصعيد مع الجزائر، ومحاولة الحفاظ ما أمكن على المصالح الاقتصادية والثقافية لباريس في الجزائر، غير أن تلك المحاولات باءت إلى حد الآن بفشل ذريع، بسبب عمق الأزمة التي هزت أركان العلاقات بين العاصمتين.
وقبل أزيد من أسبوعين زار الجزائر، النائب عن “فرنسا الأبية”، سيباستيان دولوغو، الجزائر، وتسببت مواقفه السياسية التي تطالب اليمين المتطرف بتفادي الإضرار بالعلاقات الثنائية، حفاظا على مصالح باريس، في تعرضه لحملة عنصرية من قبل تلك الأوساط السياسية، ما جعله يعلق بعد عودته إلى باريس في تغريدة له على حسابه في منصة “تويتر” سابقا، منددا بتلك الحملة.
وكتب دولوغو: “تماشيا مع الهجمات غير المسبوقة التي يشنها اليمين واليمين المتطرف لخلق صراع في العلاقات الفرنسية الجزائرية، تعرضت على الفور للهجوم، بهدف استغلال رحلتي (إلى الجزائر) والسخرية مني وتشويه وجودي هناك”، وشدد على أن “الذاكرة المشتركة بيننا وبين الشعب الجزائري يجب أن تدفعنا إلى تصور مستقبل يقوم على مبادئ الاحترام والمساواة والأخوة بين شعوبنا”.
ويتوقع ألا تساهم زيارة البرلمانيين الفرنسيين إلى الجزائر، في تهدئة التوتر المتفاقم بين البلدين، لأن مصادر صناعة القرار في الدولة الفرنسية لم يعد يتحكم فيها قصر الإيليزي، كما يفترض، وإنما قوى غير دستورية تتربص بها، وهو ما يحرص على تنفيذه، برونو روتايو، وزير الداخلية في حكومة فرانسوا بايرو، والذي تسبب كما هو معلوم في أزمة دبلوماسية جديدة، قال بشأنها قصر “الكيدروسي”، إنه لم يستشر فيها، في مشهد كاريكاتوري يختزل الوضع الذي آلت إليه دولة مثل فرنسا.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post باريس تبحث عن قنوات دبلوماسيّة بديلة مع الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.