افتتاح مميز للطبعة 17 من المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح بالجزائر العاصمة
افتتحت مساء الأول من أكتوبر 2025 الطبعة السابعة عشرة (17) من فعاليات المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح، في أجواء فنية احتفالية صنعتها الألوان والرسوم وأصوات الأطفال. منذ اللحظات الأولى عكست التظاهرة حضوراً قوياً، حيث جابت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة أروقة المعرض، وتوقفت عند أجنحة الدول المشاركة، وتبادلت الحديث مع الأطفال الذين […] The post افتتاح مميز للطبعة 17 من المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح بالجزائر العاصمة appeared first on الجزائر الجديدة.

افتتحت مساء الأول من أكتوبر 2025 الطبعة السابعة عشرة (17) من فعاليات المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح، في أجواء فنية احتفالية صنعتها الألوان والرسوم وأصوات الأطفال.
منذ اللحظات الأولى عكست التظاهرة حضوراً قوياً، حيث جابت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة مليكة بن دودة أروقة المعرض، وتوقفت عند أجنحة الدول المشاركة، وتبادلت الحديث مع الأطفال الذين انشغلوا في ورشاتهم الإبداعية، لتمنح بذلك صورة تختصر معنى هذا اللقاء الذي اختير له شعار “طبعة الأطفال”.
الكلمة التي ألقتها الوزيرة في حفل الافتتاح حملت الكثير من الدلالات، إذ أكدت أن المهرجان يمثل واجهة للتنوع الثقافي الذي يميز الجزائر، وفضاءً يثبت حضورها الراسخ في عالم الفن التاسع، ذلك الفن الذي ارتبط في ذاكرة الجزائريين بباكورة أعمال صنعت مدرسة خاصة بالشريط المرسوم، متكيفة مع هوية المجتمع وتطلعات شبابه. وأوضحت أن دعم المبدعين في هذا المجال مسؤولية مشتركة، لأن لغة الشريط المرسوم عابرة للحدود قادرة على مخاطبة وجدان الإنسان أينما كان.
ولأن الطفل هو الحاضر الدائم في الفعل الثقافي، فقد شددت الوزيرة على أنه يشكل الجمهور الأهم والأكثر استمرارية، مشيرة إلى البرامج التي أطلقها القطاع وعلى رأسها “كان يا مكان” الذي يحتفي بالحكاية الشعبية ويعيد تقديمها للأجيال الجديدة. كما رحبت بضيفة الشرف مصر، مثمنة عراقة مدرستها في هذا المجال وما يعكسه ذلك من عمق الروابط الثقافية والفنية بين الشعبين.
وفي بعد آخر، توقفت الوزيرة عند جدوى المهرجانات وضرورتها، معتبرة أنها لم تعد مجرد أيام لتمرير أنشطة ثقافية أو تبرير ميزانيات، بل تحولت إلى منظومة اقتصادية وثقافية متكاملة، غايتها التثقيف والترفيه وإثراء الفضاء العمومي بالجماليات، وفي الوقت نفسه المساهمة في الاقتصاد الوطني. وهو ما يستدعي البحث عن آليات مستدامة وشركاء داعمين، حتى تتحول هذه المواعيد إلى أدوات فعالة للإنتاج الثقافي والمعرفي، تعزز صورة الجزائر في المشهدين الإقليمي والدولي.
غير أن لحظة الافتتاح لم تخلُ من نفَس إنساني مؤثر، فقد خصّت الوزيرة الأطفال الفلسطينيين بكلمات مؤثرة حين دعت إلى وقفة نضالية من أجل أطفال غزة الذين سُلبوا حقهم في التمدرس والغذاء والدواء و العيش الكريم. ورفعت صوتها بالقول إن الفن يجب أن يكون بديلاً عن الصمت، ومنبراً للنضال من أجل الحرية والكرامة، داعية الفنانين والمبدعين إلى جعل أعمالهم صدى لمعاناة الأبرياء ورسالة سلام إلى العالم.
واكتملت أجواء الأمسية بعرض أشرطة توثيقية استعرضت مسارات مبدعين من الجزائر ومن خارجها، قبل أن يُكرَّم عدد من الأسماء التي تركت بصمة واضحة في مجال الشريط المرسوم، ويُعلن في الختام عن نتائج المسابقات الرسمية وتتويج الفائزين، لتجمع اللحظة بين فرحة الإنجاز وعمق الرسالة، حيث يظل الفن في الجزائر فعلاً جمالياً وملتزماً في آن واحد.
برنامج افتتاح المهرجان الدولي للشريط المرسوم
شهد حفل افتتاح المهرجان الدولي للشريط المرسوم برنامجاً غنياً ومتنوّعاً، استُهل بعرض فيديو قصير تضمن كلمات لعدد من المشاركين من 17 دولة. كما كانت المناسبة فرصة لتكريم الفنان الإسباني بيدرو روخو من قبل وزيرة الثقافة والفنون، تقديراً لجهوده في جمع أعمال لعدد كبير من رسامي الشريط المرسوم الفلسطينيين سواء من داخل فلسطين أو من المهاجر المقيمين في أوروبا.
كما تم تكريم كل من السيدة نجاة بلعباس وحنان بلمديوني ممثلتَي دار نشر “غميضة”، حيث تحدثتا عن تجربتهما في المجلة منذ انطلاقتها، وعن توجهاتها الفنية، وخياراتها في عالم الرسم وأهدافها المستقبلية. وتم أيضاً تكريم اسم أمازيت بوخلفة مؤسس مجلة “مقديش”، بعد عرض شهادات زملائه الذين رافقوه في مسيرته.
جوائز الافتتاح
اختُتم برنامج إفتتاح التظاهرة المهداة للفن التاسع بتوزيع جوائز الفائزين في ثلاث مسابقات مخصّصة لهذه الدورة، وكانت النتائج كالآتي:
جوائز فئة الشريط المرسوم لأقل من 16 سنة
فاز رياض بوتامر بالجائزة الثالثة عن عمله “عطلة سيبس”، فيما نالت أنيا ساسي الجائزة الثانية عن عملها “أنيا وسمكتها كانساكو”، أما الجائزة الأولى فكانت من نصيب مهيبل عبد الرحمان عن عمله “ساهرو الليل”.
جائزة أحسن مشروع
تحصل بن يوسف عباس على الجائزة الثالثة عن عمله “تاكفيرانس”، بينما عادت الجائزة الثانية إلى ريـتاج طوبال معمر عن عملها “سقوف الجزائر”، أما الجائزة الأولى ففاز بها ياسين سليمان عن مشروعه “القدر المخدوع”.
المسابقة الدولية للمؤلف المحترف
حازت حكيمة طويلب الجائزة الكبرى عن عملها “لا تنظر للمرآة”، فيما فاز الكاميروني مونتي يوبي بالجائزة الثانية عن عمله “رقصة شغف”، أما الجائزة الثالثة فقد كانت من نصيب محمد بوجلة عن عمله “الشهيد عباس الغرور”.
تصريحات الفائزين
حكيمة طويلب الفائزة بجائزة المسابقة الدولية للمؤلف المحترف
“أنا سعيدة بهذا التتويج. استوحيت الفكرة من شعار الطبعة الموجهة للأطفال، فاخترت أن أقدم قصة تقليدية جزائرية بصيغة تناسب الجمهور الحالي. اعتمدت قصة خداوج العميا وأعدت صياغتها بشكل ممتع للأطفال. سبق لي أن توجت بالمرتبة الثانية سنة 2019، ثم الأولى في 2021، وأرى أن هذا المهرجان فرصة حقيقية لنا لعرض أعمالنا والتعريف بها.”
ياسين سليمان المتحصل على جائزة أحسن مشروع
“هذا ثالث تتويج لي بالجائزة الأولى، وقد اخترت هذه المرة أن أتناول شخصية جمال بن إسماعيل رحمه الله، من خلال مغامرات طفولية تُبرز قيمه الإنسانية. أردت الجمع بين موضوع وطني وشكل فني قريب من عالم الطفل. بصراحة لم أتوقع الفوز مرة أخرى بعد مرتين متتاليتين، لكنني أعتبر هذا المهرجان نافذة مهمة للشباب المهتم بالشريط المرسوم، وأشكر القائمين عليه على هذه الفرصة.”
مهيبل عبد الرحمان الفائز بجائزة فئة أقل من 16 سنة
“سعيد جداً بهذا التتويج. بدأت الرسم منذ كنت في الثالثة من عمري، تعلمت من خلال متابعة التلفاز والهاتف حتى تمكنت من إتقان فن الشريط المرسوم. هذه أول مشاركة لي في مثل هذه المسابقات، وفوزي بالجائزة الأولى شرف كبير لي. كما أن وجودي هنا رفقة عائلتي ومحبي هذا الفن منحني حافزاً أكبر لمواصلة المشوار.”
خليل عدة
The post افتتاح مميز للطبعة 17 من المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح بالجزائر العاصمة appeared first on الجزائر الجديدة.