“بركان” في مملكة “الحشيش”!
ما يجري في مدينة وجدة ليس مجرد احتجاج عابر، بل زلزال اجتماعي وسياسي كشف عورة عرشٍ مترهّل. فالهراوات البوليسية التي ظنّ المخزن أنها ستخمد الغضب، لم تفعل سوى صبّ الزيت على النار، فتحولت الساحات إلى بركان يهدد بابتلاع منظومة الحكم برمّتها. لقد أخطأ محمد السادس ورجاله الحساب حين تصوروا أن الشعب سيكتفي ببعض الفتات أو …

ما يجري في مدينة وجدة ليس مجرد احتجاج عابر، بل زلزال اجتماعي وسياسي كشف عورة عرشٍ مترهّل. فالهراوات البوليسية التي ظنّ المخزن أنها ستخمد الغضب، لم تفعل سوى صبّ الزيت على النار، فتحولت الساحات إلى بركان يهدد بابتلاع منظومة الحكم برمّتها.
لقد أخطأ محمد السادس ورجاله الحساب حين تصوروا أن الشعب سيكتفي ببعض الفتات أو بوعودٍ جوفاء. فالجموع التي خرجت أولاً من أجل العدالة والكرامة، باتت اليوم تهتف بسقوط الملك نفسه، معلنةً أن زمن الخوف قد ولى، وأن عرشاً قام على القهر والمهانة لم يعد له شرعية في مغرب اليوم.
الانتفاضة تجاوزت وجدة لتتمدد شرارتها شمالاً وجنوباً، مؤذنةً بانفجار شامل لم يعد يقبل بالترقيع ولا بالحلول الهشة. الشارع يطالب بتحول جذري، بجمهورية تُبنى بإرادة الشعب ودمه، لا بمنحٍ من فوق ولا بقرارات تُدار من قصور رخوة فقدت صلتها بالواقع.
إنه زمن الحسم، حيث يتحول “الرعية” إلى مواطن سيد، يكتب مصيره بيده. وما القادم إلا مواجهة فاصلة: بين شعب يرفع راية الحرية، وقصر يتهاوى تحت ضربات الغضب الشعبي العارم.