البث المباشر من داخل الأقسام الدراسية في الجزائر يُثير جدلاً واسعاً

تحوّلت بعض الأقسام الدراسية في عدد من المدارس الجزائرية مؤخراً إلى ما يشبه استوديوهات للبث المباشر، بعد انتشار ظاهرة قيام التلاميذ بتصوير أنفسهم أثناء الحصص الدراسية ونشر المقاطع عبر تطبيق “تيك توك”، ما أثار موجة من الجدل داخل الأسرة التربوية وأولياء الأمور.

وانتشرت هذه الفيديوهات بشكل ملحوظ على منصات التواصل الاجتماعي مع انطلاق الدخول المدرسي الجديد، ولكن المفارقة تكمن في أن هذه الظاهرة لم تتوقف مع بداية الدروس، بل استمرت لتوثق مشاهد مباشرة من داخل الفصول الدراسية. أحياناً كانت الفيديوهات تُسجل أثناء شرح الأساتذة، وأحياناً أخرى كانت مشاهد مفتعلة تهدف إلى إثارة الانتباه وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة.

وتتراوح أعمار التلاميذ المشاركين في هذه الظاهرة بين 11 و18 سنة، فيما عبّر العديد من الأساتذة عن استيائهم من هذه السلوكيات، معتبرين إياها شكلاً من أشكال “الانحراف السلوكي” و”تراجع هيبة المدرسة”.

وقد أثار الأمر تساؤلات عن غياب الرقابة والانضباط داخل المؤسسات التعليمية.

وفي بعض الحالات، تجاوز الأمر التصوير البسيط، حيث أقدم بعض التلاميذ على إزعاج زملائهم عمداً أثناء البث، حتى في أثناء سير الحصص الدراسية، وهو ما يُعد تعدياً على العملية التعليمية.

ورغم ذلك، تحصد هذه المقاطع مشاهدات مرتفعة وتحقق متابعة كثيفة من قبل المراهقين.

وتباينت ردود الفعل على هذه الظاهرة، حيث وصفها العديدون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بـ”انهيار للمنظومة التربوية”، فيما طالب آخرون باتخاذ إجراءات صارمة، من بينها سحب الهواتف المحمولة من التلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، ومساءلة الأولياء حول دورهم في مراقبة أبنائهم رقميًا وسلوكيًا.

ظهرت المقالة البث المباشر من داخل الأقسام الدراسية في الجزائر يُثير جدلاً واسعاً أولاً على الحياة.