عقيدة ومركز ثبات!!

‪ ‬‬ ‪ ‬‬ في زمنٍ تتوزع فيه المواقف العربية بين التردد والحسابات الضيقة، تبقى الجزائر استثناءً نادراً في معادلة الصمت والاصطفاف. لم تنتظر مقاربة ترامب ولا هندسة البيت الأبيض لخرائط الدم في غزة، بل بادرت، انطلاقاً من سيادتها الكاملة، إلى الدعوة لوقف المذبحة، رافضةً أن تُختزل فلسطين في تفاوض أو صفقة، فالدفاع عن فلسطين …

أكتوبر 6, 2025 - 19:20
 0
عقيدة ومركز ثبات!!

‪ ‬‬
‪ ‬‬
في زمنٍ تتوزع فيه المواقف العربية بين التردد والحسابات الضيقة، تبقى الجزائر استثناءً نادراً في معادلة الصمت والاصطفاف.
لم تنتظر مقاربة ترامب ولا هندسة البيت الأبيض لخرائط الدم في غزة، بل بادرت، انطلاقاً من سيادتها الكاملة، إلى الدعوة لوقف المذبحة، رافضةً أن تُختزل فلسطين في تفاوض أو صفقة، فالدفاع عن فلسطين في الوعي الجزائري ليس تكتيكاً دبلوماسياً، بل جزء من هوية الدولة، ومن إرث ثورةٍ تعلمت أن الحرية لا تُمنَح بل تُنتزع.
سياسياً، أعادت الجزائر إلى القضية الفلسطينية بعدها الدولي، بعدما كادت تُختزل في بيانات الشجب. بصوتها الحازم في الأمم المتحدة، وبمواقفها داخل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، فرضت الجزائر إيقاعها الأخلاقي والسياسي على المشهد، حتى غدت بوصلتها مرجعاً لمن أراد استعادة معنى العروبة والسيادة.
واليوم، حين تتسابق الدول للاعتراف بفلسطين، فإن ذلك ثمرة تراكمٍ بدأته الجزائر منذ عقود، حين كانت وحدها تقول إن فلسطين ليست بنداً في السياسة، بل جوهر الوجود العربي. الجزائر لم تدافع عن غزة لتربح موقفاً، بل لتؤكد أن سيادتها الحقيقية تُقاس بمدى وفائها لقضيةٍ تسكن ضميرها الجمعي ألا وهي: مع فلسطين ظالمة أومظلومة.