البلوزة الوهرانية.. سيدة الأناقة الجزائرية التي لا تغيب عن الذاكرة
في قلب مدينة وهران، الملقبة بعروس الغرب الجزائري، ولدت إحدى أجمل الأزياء التقليدية النسائية التي أصبحت رمزًا للأنوثة والفن والذوق الرفيع: إنها البلوزة الوهرانية، اللباس الذي صمد في وجه تغيّر الأذواق والموضة، وظلّ وفياً لروح المرأة الجزائرية، يجمع بين الرقي والأصالة. ظهرت البلوزة الوهرانية في بدايات القرن العشرين، مستوحاة من الأزياء العثمانية والأندلسية التي عرفتها […] The post البلوزة الوهرانية.. سيدة الأناقة الجزائرية التي لا تغيب عن الذاكرة appeared first on الجزائر الجديدة.

في قلب مدينة وهران، الملقبة بعروس الغرب الجزائري، ولدت إحدى أجمل الأزياء التقليدية النسائية التي أصبحت رمزًا للأنوثة والفن والذوق الرفيع: إنها البلوزة الوهرانية، اللباس الذي صمد في وجه تغيّر الأذواق والموضة، وظلّ وفياً لروح المرأة الجزائرية، يجمع بين الرقي والأصالة.
ظهرت البلوزة الوهرانية في بدايات القرن العشرين، مستوحاة من الأزياء العثمانية والأندلسية التي عرفتها منطقة الغرب الجزائري، وخاصة وهران وتلمسان. وقد تطورت عن اللباس التقليدي المعروف باسم “الكاراكو” العاصمي، مع لمسات خفيفة ومرنة تناسب بيئة وهران الساحلية المنفتحة على الفنون والثقافات.
أصبحت البلوزة لاحقًا اللباس المفضّل للنساء في الأفراح، والمناسبات العائلية، وحتى في الاحتفالات الرسمية، لتتحول إلى رمز اجتماعي وذوقي يعبر عن رقي المرأة الوهرانية.
تتكون البلوزة الوهرانية من قطعتين أساسيتين:
-
البلوزة العلوية: وهي سترة ضيقة تُفصّل بدقة وتُطرز يدويًا بخيوط ذهبية أو فضية تُعرف باسم الفتلة أو المجبود، وغالبًا ما تُصنع من أقمشة فاخرة مثل القطيفة، الحرير، أو الدانتيل.
-
التنورة أو “الشدة”: طويلة وواسعة، إما أن تكون متصلة بالبلوزة أو منفصلة عنها، وغالبًا ما تتناسق مع لون القماش أو تطريزات البلوزة.
كما تزينها الأزرار التقليدية (الزرابي)، وتُرافق بحزام يدوي يُضفي لمسة فنية جذابة، وتُكمل الإطلالة بحليّ تقليدية مثل الخلاخل، السخاب، ومحزمة اللويز.
أنماط متعددة وألوان نابضة بالحياة
مع مرور الزمن، ظهرت أشكال متنوعة من البلوزة الوهرانية، تختلف حسب المناسبة، ومن أشهرها:
-
البلوزة الفاخرة للعروس: غنية بالتطريزات والخرز والكريستال.
-
بلوزة المناسبات العائلية: خفيفة من حيث الزينة لكنها أنيقة.
-
البلوزة العصرية: تصاميم حديثة مستوحاة من الطراز الغربي، مع الحفاظ على الطابع التقليدي.
وتتميّز البلوزة بألوانها الجذابة، أبرزها: الأحمر القاني، الأزرق الملكي، الأخضر الزمردي، الأبيض العاجي، والأسود الراقي.
لم تبقَ البلوزة حبيسة المدن الجزائرية، بل أصبحت تُعرض في عواصم الموضة العالمية. فقد ارتدتها فنانات جزائريات على السجادة الحمراء، كما ظهرت في عروض أزياء بباريس ودبي ومهرجانات ثقافية تمثل الجزائر.
واليوم، تحرص العائلات الجزائرية على إدراج البلوزة في جهاز العروس، وتفتخر العرائس بارتدائها كجزء من مراسم “الدخلة” أو “الحنة”، كعربون اعتزاز بالأصول والانتماء.
رغم تغيّر الموضة وظهور تصاميم عالمية، لا تزال البلوزة الوهرانية محافظة على موقعها في قلوب الجزائريات، ومستمرة في التعبير عن الذوق التقليدي الرفيع الذي لا يتأثر بمرور الوقت.
ويؤكد مصممو الأزياء في الجزائر أن البلوزة تشهد اليوم نهضة جديدة، من خلال مشاريع تصميم تجمع بين التراث والأناقة العصرية، ما يجعلها حاضرة بقوة في الأعراس والمناسبات الكبرى.
The post البلوزة الوهرانية.. سيدة الأناقة الجزائرية التي لا تغيب عن الذاكرة appeared first on الجزائر الجديدة.