الجزائر تعزز التزامها بالتراث الثقافي الإفريقي

نظّمت وزارة الثقافة والفنون، بالتعاون مع صندوق التراث الثقافي الإفريقي، ورشة تكوينية عبر تقنية التحاضر المرئي حول التراث العالمي، بمشاركة خبراء من هيئات دولية مرجعية وممثلين عن 27 دولة إفريقية.

هذه الورشة “عالية المستوى” شكّلت خطوة تحضيرية نحو الورشة الحضورية المرتقبة في الجزائر شهر سبتمبر القادم، والتي ستتّسم بطابع عملي مكثف. وتأتي هذه المبادرة لتجسد التزام الجزائر الراسخ بدعم التراث الثقافي الإفريقي، كما تندرج ضمن رؤية الوزارة الرامية إلى تعزيز حضور التراث الثقافي الوطني والإفريقي ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي.

وفي هذا السياق، أبرز بيان الوزارة أن تنظيم الورشة يعكس أيضًا ديناميكية الجزائر في مجال الدبلوماسية الثقافية، وسعيها إلى ترسيخ التعاون الدولي لحماية وتثمين التراث المشترك، وفق مقاربات علمية ومنهجية حديثة.

الورشة التكوينية جاءت ثمرة لقاء جمع وزير الثقافة والفنون، السيد زهير بللو، بالمدير العام لصندوق التراث العالمي الإفريقي، السيد آلبينو جوبيلا، بتاريخ 19 مايو الماضي. وتم خلاله الاتفاق على إطلاق برنامج تعاون يهدف إلى دعم قدرات الدول الإفريقية في إعداد ملفات ترشيح للمواقع الطبيعية والثقافية، وفقًا للمعايير المعتمدة من طرف الهيئات الدولية المختصة.

وقد تميزت الورشة بتقديم أدوات منهجية متقدمة، تتيح تحسين جودة الترشيحات الإفريقية قبل عرضها على اللجان الاستشارية، وهو ما يعزز فرص قبولها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. كما شكلت هذه الدورة محطة هامة لتقييم أولي لعدد من المواقع المرشحة، بإشراف خبراء من المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (UICN).

ومن بين أبرز مخرجات الورشة، إعداد ملفات خاصة بمواقع ثقافية وطبيعية ذات أهمية كبرى، سيتم عرضها للنقاش والتقييم خلال الورشة الحضورية المقبلة، التي يُنتظر أن تجمع خبراء ومختصين في الجزائر لتطوير هذه الملفات وصقلها وفق المعايير الدولية.

ويُعد تنظيم مثل هذه الورشات التكوينية مؤشرًا على الحركية المتزايدة التي تعرفها وزارة الثقافة والفنون في ظل رؤية استراتيجية واضحة لتكثيف التعاون الإفريقي، وبناء كفاءات قارية قادرة على صون هذا الإرث المشترك وضمان استدامته للأجيال القادمة.