الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية

يومية الاتحاد الجزائرية الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية   الجزائر رائدة في المجال وإستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي     بوحوص لـ “الاتحاد”: ضرورة إدراج مادة الذكاء الصناعي في المقررات يولي قطاع التعليم العالي أهمية كبيرة لعملية التكوين في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تشجيع إنشاء مؤسسات تساهم في خلق الثروة والتنمية المستدامة، مع  ضرورة تحديد مجالات الذكاء الاصطناعي الواجب توفيرها للمتعلمين بهدف تكوين طلبة مبدعين … الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية itihad

أبريل 28, 2025 - 12:37
 0
الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية

يومية الاتحاد الجزائرية
الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية

 

الجزائر رائدة في المجال وإستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي    

بوحوص لـ “الاتحاد”: ضرورة إدراج مادة الذكاء الصناعي في المقررات

يولي قطاع التعليم العالي أهمية كبيرة لعملية التكوين في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل تشجيع إنشاء مؤسسات تساهم في خلق الثروة والتنمية المستدامة، مع  ضرورة تحديد مجالات الذكاء الاصطناعي الواجب توفيرها للمتعلمين بهدف تكوين طلبة مبدعين يتحكمون في الحساب والاتصالات، ومختلف برامج الذكاء الاصطناعي.

وشرعت العديد من القطاعات الاقتصادية في الجزائر في التوجه نحو الذكاء الاصطناعي كأداة جديدة تعزز من مردوديتها وتفتح لها آفاقا جديدة للتطور، مستفيدة من انتشار التكوين في هذا المجال وتعميم حاضنات الأعمال واستحداث الدولة لعدة برامج تشجع على الابتكار، لتساير بذلك التحولات الرقمية الحاصلة في مختلف أرجاء العالم، وهذا بالموازاة مع تخرج الآلاف من الطلبة المتخصصين في هذا المجال من المدارس والجامعات الجزائرية.

ويعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي أداة فعالة لتطوير الابتكار و البحث العلمي  باعتباره وسيلة علمية هامة لعصرنة الاقتصاد، كما يشكل أحد التحديات العلمية الراهنة والمستقبلية، حيث يعتبر إحدى الركائز الأساسية لمهن الغد.

الجزائر رائدة في المجال

و تتمتع الجزائر ببيئة مثالية من أبرز ملامحها، جودة التعليم العالي و البحث العلمي وبنية تحتية جامعية وبحثية متكونة من 117 مؤسسة و 32 مركز بحث مخصصة للابتكار وريادة الأعمال والاقتصاد المبتكر، إضافة إلى التنوع الحضاري والثقافي وتكاليف الدراسة والمعيشة المعقولة جدا.

وتعتبر الجزائر بمنظومة تعليمها العالي والبحث العلمي من الدول الإفريقية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بالنظر لكون إستراتيجية الجزائر تتسم بالتنمية الشاملة لاسيما بولايات الجنوب التي يُنتظر أن تصبح قطبا صناعيا جهويا ووطنيا بأبعاد عالمية، ومن أجل تجسيد هذه الأبعاد، وجب توظيف المؤسسات الجامعية التي تعتبر القاطرة التي ستلبي احتياجات المجتمع على المستوى المحلي والوطني، مع ضرورة الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي وكذا إبراز أهميته في تطوير البحث العلمي وتحسين جودة التعليم، وكذا تفعيل دور الباحثين في تطوير هذا المجال مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المؤسسات الجامعية في ظل التغيرات العالمية ، وكذا إبراز المخاطر القانونية في سوء استغلال الذكاء الاصطناعي.

فتح أبواب الذكاء الاصطناعي بالجامعات

وفي سياق تعزيز الجامعات بالذكاء الاصطناعي قامت جامعة الجزائر 3 مطلع السنة الجارية بدعم مركز تطوير التكنولوجيا الحديثة للإعلام والاتصال والممارسات البيداغوجية الخاصة بها بفتح أبواب دار الذكاء الاصطناعي، أين تم تعيين  الأستاذ أمحمد حميدوش بصفته مسؤولا لدار الذكاء الاصطناعي لجامعة الجزائر3.

وفي سياق ذي صلة تعززت جامعة وهران 1 “أحمد بن بلة” السنة الفارطة بدار للذكاء الاصطناعي تهدف إلى تشجيع الباحثين من طلبة وأساتذة على التطوير والاهتمام أكثر بهذا الجانب، وسيعمل هذا المرفق على بلورة وتثمين مشاريع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتشجيع الباحثين من أساتذة وطلبة من مختلف التخصصات والفروع الأكاديمية على الاهتمام أكثر بهذا المجال العلمي، كما ستعمل هذه الهيئة الجديدة على تسهيل احتكاك الطلبة وحاملي المشاريع وذوي براءات الاختراع بالأساتذة والخبراء في ميدان الذكاء الاصطناعي، و تهتم هذه الدار الأولى من نوعها على مستوى المدينة الجامعية لوهران أيضا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف التخصصات الجامعية على غرار الآداب والفنون والعلوم الإنسانية والإسلامية و الترجمة و غيرها، كما تضم منسقين و ممثلين عن كافة كليات و معاهد جامعات وهران وتحت إشراف نائب مدير الجامعة للعلاقات الخارجية.

وكان وزير التعليم العالي و البحث العلمي كمال بداري قد أشرف على إطلاق أول دار للذكاء الاصطناعي بجامعة الجزائر1 (بن يوسف بن خدة), سنة 2023 ، في إطار تعميم هذه التجربة على جل المؤسسات الجامعية عبر الوطن.

تحسين توجيه ناجحي باك 2025

أما بخصوص الدخول الجامعي المقبل 2025-2026، تعمل وزارة التعليم العالي و البحث العلمي على التحضير لهذا الموعد الذي سيشهد إدخال عدة آليات للتحسين، مثل استخدام تقنيات “تنقيب البيانات” (Data Mining) عبر الذكاء الاصطناعي، والذي سيمكن حاملي شهادة البكالوريا الجدد من استغلال البيانات المتعددة للحصول على توجيه يتناسب مع قدراتهم وكفاءاتهم.

اعتماد إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي

وفي سياق ذي صلة تم السنة الفارطة الإعلان عن اعتماد الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي والتي تسعى الجزائر من خلالها إلى توظيف هذه التكنولوجيا لخدمة مختلف قطاعات النشاط.

وترمي هذه الإستراتيجية إلى مواكبة التطورات الحاصلة في مجال الابتكار التكنولوجي, حيث ترتكز على ستة محاور رئيسية, تتعلق أساسا بالبحث العلمي, وبتطوير البيئة المناسبة للذكاء الاصطناعي, وتطوير القدرات المحلية في هذا المجال, ومرافقة المؤسسات الناشئة حتى تكون قادرة على تقديم حلول ترقى لتطلعات الشركات، يضاف إلى ذلك توفير مراكز بيانات, وكذا العمل على تحديد القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على غرار الفلاحة, الصحة, والصناعة, حيث سيتم تجسيد هذه الإستراتيجية على أرض الواقع بتسخير ميزانية خاصة من قبل السلطات العمومية, وذلك لترسيخ ريادة الجزائر في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى الإفريقي، حيث ستمكن هذه الإستراتيجية من توفير حلول جزائرية للذكاء الاصطناعي, وبالتالي تقليل الاعتماد عن الحلول المستوردة من الخارج.

ثورة تقنية تُولد 16 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030

 هذا و شهد العالم ثورة حقيقية في مجال الذكاء الاصطناعي ، حيث تحولت العديد من الخيالات العلمية إلى واقع ملموس،  فقد ساعدت تقنيات التعلم العميق على إحداث تقدم هائل في مجالات مثل التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، أين أصبحت الروبوتات أكثر ذكاءً وقدرة على التكيف، مما أدى إلى استخدامها بشكل متزايد في مختلف النواحي على غرار التصنيع، والرعاية الصحية، والخدمات اللوجيستية، كما ظهرت تقنيات جديدة مثل “تشات جي بي تي” التي تسمح للذكاء الاصطناعي بإنشاء محتوى إبداعي.

نقلة نوعية في مسارات النمو الاقتصادي

و يُعد الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في تحويل الاقتصاد العالمي، ويُنظر إليه كعامل إنتاج جديد قادر على إحداث نقلة نوعية في مسارات النمو الاقتصادي، وتغييرات جذرية في طريقة العمل عبر مختلف القطاعات عبر استكمال المهام المتكررة، مما يحرر العمال للتركيز على وظائف أكثر إبداعاً، واستراتيجية، وتحليل البيانات بشكل أسرع، وأكثر دقة، ومساعدة الشركات على تطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل.

وخلال الأعوام المقبلة، يُبشر الذكاء الاصطناعي بثورة اقتصادية هائلة، حيث يمكنه أن يضيف تريليونات الدولارات إلى القيمة الاقتصادية العالمية من خلال تعزيز الإنتاجية في مختلف القطاعات، وبحسب توقعات المنتدى الاقتصادي العالمي، يُتوقع أن يُضيف استخدامه ما يقارب من 16 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، مما يجعله أحد أهم العوامل المؤثرة على مستقبل الاقتصاد، ومن المتوقع أن تستفيد كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية بشكل كبير من هذه الطفرة التكنولوجية، حيث يُقدر أن تمثلا ما يقرب من 70 في المائة من التأثير العالمي للذكاء الاصطناعي.

وتشير الدراسات إلى أن الخدمات المصرفية والتكنولوجيا العالية والعلوم الحيوية ستكون من بين أكثر القطاعات استفادة من هذه التكنولوجيا، ففي قطاع الخدمات المصرفية، على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يقدم قيمة إضافية تتراوح بين 200 و340 مليار دولار سنوياً، وفي قطاع البيع بالتجزئة والسلع الاستهلاكية المعلبة، يُمكن أن يصل التأثير إلى ما بين 400 و660 مليار دولار سنوياً.

ثورة في مجال العمل

كذلك يُشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي قوة تحويلية قوية ستؤثر بشكل كبير على سوق العمل العالمية، ويمكن أن يمثل ثورةً حقيقيةً في مجال العمل، حيث يمكنه أن يُساهم بشكل كبير في زيادة إنتاجية العمالة عبر مختلف القطاعات الاقتصادية، ووفقاً للدراسات، من المتوقع أن يُتيح نمو إنتاجية العمالة بنسبة تتراوح بين 0.1 إلى 0.6 في المائة سنوياً حتى عام 2040.

وفي تحليل أجراه صندوق النقد الدولي حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمية، تبين أن نحو 40 في المائة من العمالة العالمية تتعرض للذكاء الاصطناعي، ومن بين مميزات الذكاء الاصطناعي هو قدرته على التأثير على الوظائف ذات المهارات العالية، ونتيجة لذلك، تواجه الاقتصادات المتقدمة مخاطر أكبر بسبب الذكاء الاصطناعي ، ولكنها تواجه أيضاً فرصاً أكبر للاستفادة من فوائده،مقارنة بالاقتصادات الناشئة والنامية.

تأثر نحو 60 في المائة من الوظائف

ويُتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في المشهد الوظيفي في الاقتصادات المتقدمة، حيث يمكن أن تتأثر نحو 60 في المائة من الوظائف بهذه التكنولوجيا الجديدة، في حين قد يعزز دمج الذكاء الاصطناعي بعض الوظائف الإنتاجية، مما يُساهم في تحسين كفاءة الأداء وزيادة القيمة المُضافة، حيث قد يُؤدي ذلك إلى استكمال المهام الروتينية التي يقوم بها البشر حالياً.

الخبير الاقتصادي بوشيخي بوحوص لـ “الاتحاد” : ضرورة إدراج مادة الذكاء الصناعي في المقررات

وقال الخبير الاقتصادي بوشيخي بوحوص في حديثه لجريدة “الاتحاد” أن الصناعة عرفت تطورا كبيرا منذ  أن كانت تمارس مختلف الحرف بالطرق التقليدية، ثم ظهرت الثورة الصناعية أين تم اكتشاف البترول ومشتقاته، ورويدا رويدا  بدأ لعالم الآن يتجه إلى إدخال الروبوتيك والذكاء الصناعي في العملية الإنتاجية وحتى يتحقق ذلك لابد من إجراء إصلاح عميق في الجامعة وبرامج التكوين لمختلف التخصصات، مع ضرورة إدراج مادة الذكاء الصناعي في المقررات وعلى سبيل المثال – يوضح المعني-   الطب الآن لا يقتصر على تشخيص الأمراض بالطرق التقليدية السابقة بل يجب إدماج أجهزة ذكية تساعد الطبيب في اكتشاف المرض من أشعة اكس إلى السكانير إلى الكاشف الضوئي إلى اليرام ، ناهيك عن مختلف التخصصات الخاصة بالبيولوجية.

أما بخصوص  التخصصات المتعلقة بعلوم المادة الفيزياء والكيمياء فيجب إدخال مقياس الذكاء الصناعي من معرفة الخواص الفيزيايية والكيميائية وغيرها- يقول محدثنا –  ناهيك عن العلوم الاجتماعية التي أصبحت لا تقتصر فقط على المنهاح الوصفي بل تستعمل برامج كمبيوتر متطور مثل افييوز وبرامج معالجة المعلومات والذي يتطلب أجهزة كمبيوتر متطورة جدا، و عليه – يقول- هناك تحدي كبير أمام الجامعة لمواكبة العصر وتقديم مورد بشري له كل الكفاءات ومتعدد التخصصات.

أم كلتوم ج

الذكاء الاصطناعي في الجامعات… ثورة فكرية واقتصادية
itihad