الراسبون تأثّروا معنويا وسط زغاريد وأفراح أهل الناجحين
في الوقت الذي سجل النجاح في شهادة التعليم المتوسط على المستوى الوطني بنسبة فاقت الـ67 بالمئة، وفي الوقت الذي عاشت العديد من العائلات بين الأفراح والزغاريد وحتى الولائم بهجة بنجاح أبنائهم وبناتهم، نسي كثيرون ما لا يقل عن 32 بالمئة من الممتحنين الراسبين في امتحان شهادة التعليم المتوسط، وعددهم يفوق 375 ألف تلميذ وتلميذة، مازال […] The post الراسبون تأثّروا معنويا وسط زغاريد وأفراح أهل الناجحين appeared first on الشروق أونلاين.


في الوقت الذي سجل النجاح في شهادة التعليم المتوسط على المستوى الوطني بنسبة فاقت الـ67 بالمئة، وفي الوقت الذي عاشت العديد من العائلات بين الأفراح والزغاريد وحتى الولائم بهجة بنجاح أبنائهم وبناتهم، نسي كثيرون ما لا يقل عن 32 بالمئة من الممتحنين الراسبين في امتحان شهادة التعليم المتوسط، وعددهم يفوق 375 ألف تلميذ وتلميذة، مازال نجاحهم معلّقا إلى غاية موسم 2025/2026.
“الشروق” استوقفت بعض الراسبين وأهاليهم وسألتهم عن ألم اللحظة وأمل ما بعد اللحظة، فصبّت إجابتهم في ضرورة رفع التحدّي.
يقول الأستاذ المتقاعد لونيسي عبد الله، الذي أفنى زهرة شبابه في تدريس اللغة العربية في الطور المتوسط، إنه من حق التلاميذ أن يفرحوا بنجاحهم، ولكن عليهم أن لا يبالغوا لأن الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، ولن ينقلب على الناجح فقط وإنما أيضا على الراسب زميله، فقد يتصوّر بأن فرحة الناجح هي شماتة فيه أيضا.
بينما ترى الأستاذة نور الهدى عيسوق، بأن الأمر عادي، فمن غير المعقول أن لا يحتفل مسجل هدف في مباراة كرة قدم، لأن المنافس له لم يسجل، والتلاميذ عموما، كما تقول السيدة نور الهدى، يحفظون من زمان أن “من جدّ وجد”، وبأن الفرح شعور الفائز والناجح وأنه يوم الامتحان “يكرم المرء أو يهان”، والراسب عليه أن يصنع نفس فرحة زميله الناجح في الامتحان القادم.
وليّة تلميذ راسب في متوسطة “عائشة أم المؤمنين” بقسنطينة قالت إنها تقدّمت بتهانيها للناجحين، وأفهمت ابنها بأن فرص التعويض متوفرة في السنة القادمة وصناعة الفرح تبقى بيده وليس بيد غيره، طبعا، بالعزيمة والإصرار والدراسة.
مصدر من مديرية التربية بقسنطينة قال لـ”الشروق”، إن فئة المتعلمين أي النظاميين سيتم التكفل بهم بيداغوجيا بمحاولة إيجاد مقاعد لهم، وتربويا بالسماح لهم بتغيير المتوسطة إن كانت مثلا بعيدة عن مقر سكناهم ونفسيا بوضع النفسانيين المتواجدين في مختلف المتوسطات تحت تصرفهم ومرافقتهم طوال سنة الإعادة، مع منحهم فرصة أخرى لأجل إعادة السنة الدراسية، حتى يتفادون الشارع الذي لا يرحم.
وتبدو وزارة التربية رحيمة جدا بالراسبين، فحتى الذين سبق لهم إعادة السنة وتجاوزت أعمارهم 16 سنة، قد يستفيدون من تدابير إعادة الإدماج إذا توفرت فيهم بعض الشروط، من توفّر مقاعد بيداغوجية وخاصة المستوى التربوي والأخلاقي للمتعلم الذي سيجد فرصا أخرى لصنع الفرح الذي حرم منه وحرم منه أهله وأقاربه.
أما عن التلاميذ الراسبين، فيقول وائل: “أعترف أن جهاز “الآيفون” الذي اشتراه لي والدي المهاجر في إسبانيا هو من ضيّعني، حيث لا أكاد أفارقه حتى داخل القسم، وما آخذه من علم يتبخر بمجرد الإبحار في العالم الافتراضي، المهم أن فرصتي مازالت قائمة ويجب أن أفرح أمي التي بكت كثيرا، فكل جيران عماراتنا نجحوا إلا أنا”.
التلميذة الراسبة سجود عادت إلى نجاحها في السنة السادسة ابتدائي بمعدل فاق التسعة من عشرة، ولكن المتوسطة التي تواجدت فيها في المدينة الجديدة علي منجلي، أحسّتها بالغربة وهي تتحدّى الجميع بالنجاح وبتفوق السنة القادمة بشرط أن يتم تغيير المتوسطة إلى أخرى.
عموم التلاميذ وأوليائهم من الذين رسبوا في نسخة 2025 بدوا أكثر عزما وإصرارا على التعويض وعدم ارتكاب أخطاء الموسم المنقضي، وعندما يصلون إلى الثانوية، سيكون لكل مقام مقال.
شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين
The post الراسبون تأثّروا معنويا وسط زغاريد وأفراح أهل الناجحين appeared first on الشروق أونلاين.