الشواطئ تنتعش في الوقت “بدل الضائع” وتستعيد حيويتها في سبتمبر

تحولت عطلة سبتمبر إلى ما يشبه “الموضة” لدى الكثير من العائلات الجزائرية، خاصة بعد تأخير موعد الراسة إلى اليوم الأحد الواحد والعشرين من شهر سبتمبر، حيث بات الاصطياف في الوقت بدل الضائع خياراً تفرضه جملة من العوامل، من بينها تجنب ذروة الموسم وما يرافقها من ازدحام وارتفاع في التكاليف، فضلاً عن موجات الحر المتأخرة التي […] The post الشواطئ تنتعش في الوقت “بدل الضائع” وتستعيد حيويتها في سبتمبر appeared first on الشروق أونلاين.

سبتمبر 20, 2025 - 17:06
 0
الشواطئ تنتعش في الوقت “بدل الضائع” وتستعيد حيويتها في سبتمبر

تحولت عطلة سبتمبر إلى ما يشبه “الموضة” لدى الكثير من العائلات الجزائرية، خاصة بعد تأخير موعد الراسة إلى اليوم الأحد الواحد والعشرين من شهر سبتمبر، حيث بات الاصطياف في الوقت بدل الضائع خياراً تفرضه جملة من العوامل، من بينها تجنب ذروة الموسم وما يرافقها من ازدحام وارتفاع في التكاليف، فضلاً عن موجات الحر المتأخرة التي جعلت البحر في سبتمبر أكثر جاذبية من أي وقت مضى.
هذا الخليط من الظروف انعكس بوضوح خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حين شهد الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وبجاية تدفقاً غير مسبوق للمركبات والدراجات النارية.
مئات العائلات اختارت خوض رحلة شاقة عبر المنعرجات الجبلية المزدحمة، في سباق مع الزمن لانتزاع آخر أنفاس الصيف قبل أن يدق جرس الموسم الدراسي الجديد.
على شواطئ جيجل من زيامة منصورية وأفتيس والكهوف العجيبة والعوانة إلى الصخر الأسود وكتامة، وفي بجاية من مالبو إلى سوق الاثنين وتيشي، بدا المشهد وكأنه استعادة كاملة لأجواء أوت، حيث تناثرت المظلات على الرمال واكتظت المياه بالمصطافين من مختلف الأعمار. الحرارة المرتفعة أعادت الانتعاش إلى فضاءات كان يُعتقد أنها دخلت مرحلة الركود مع انقضاء أوت.
“لم يكن بوسعنا قضاء العطلة في وقتها”، يقول جمال، موظف من سطيف، وهو يراقب أطفاله يستعدون للنزول إلى البحر: “غلاء الأسعار في أوت حال دون ذلك، والآن وجدنا في سبتمبر فرصة مناسبة بأقل تكلفة، خصوصاً مع الأجواء الحارة”.
في المقابل، وجد أصحاب الدراجات النارية في هذا الاصطياف المتأخر مناسبة لتكرار مغامراتهم المعتادة على الطريق الوطني 9. يروي سليم، شاب ثلاثيني جاء من سطيف رفقة أصدقائه: “ازدحام السيارات لا يثنينا، فالدراجة تمنحنا سرعة في التنقل. نحن ندرك المخاطر، لكن البحر يستحق المغامرة ولو في آخر لحظة”.
في حديث سريع مع بعض العائلات، عبرت مريم، ربة بيت من العلمة، عن ارتياحها لهذا الاصطياف المتأخر قائلة: “في سبتمبر نجد البحر لنا وحدنا تقريباً، الأسعار معقولة، والأجواء رائعة، لذلك نفضله على أوت”، بينما قال إلياس، طالب جامعي من سطيف: “العطلة في هذا الوقت تساعدنا على شحن الطاقة قبل الدخول الجامعي، وهي تقليد أصبحنا ننتظره كل سنة”. أما نور الدين، رب عائلة، فاختصر رحلته قائلا: “هذه استراحة محارب قبل المدرسة، نمنح الأطفال فرصة أخيرة للعب والمرح، وبعدها تبدأ فترة الجد”.
ومع تزايد هذا التوافد، استعادت المحلات المحاذية للشواطئ نشاطها، حيث ارتفع الطلب على المثلجات والمأكولات السريعة، فيما غصت الحظائر بالسيارات والدراجات النارية القادمة من الهضاب العليا.
الظاهرة لا تقتصر على هذا العام فقط، بل أصبحت تتكرر في السنوات الأخيرة كل سبتمبر تقريباً. وحسب بعض المختصين يعود ذلك إلى عاملين أساسيين، أولهما، التغيرات المناخية التي جعلت موجات الحر تمتد لأسابيع إضافية بعد أوت، وثانيهما، الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع العائلات إلى تأجيل الاصطياف لتفادي نفقات الذروة. النتيجة أن البحر يعيش “موسمين” متتاليين، واحد رسمي في قلب الصيف، وآخر غير معلن في سبتمبر، لا يقل حيوية عن الأول.
وعند الغروب، حيث تعكس الأمواج ألواناً ذهبية على أفق المتوسط، بدا المصطافون وكأنهم حققوا مكسباً مزدوجاً يجمع بين متعة الاصطياف بعيداً عن ازدحام أوت الخانق، وراحة نفسية قبل يوم واحد من عودة النشاط المدرسي. هي عطلة في الوقت بدل الضائع، لكنها بالنسبة للكثيرين أجمل من العطلة نفسها.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الشواطئ تنتعش في الوقت “بدل الضائع” وتستعيد حيويتها في سبتمبر appeared first on الشروق أونلاين.