الصناعات التقليدية… من التراث إلى رافد اقتصادي واعد

تعدّ الصناعات التقليدية الجزائرية من أعرق وأغنى الصناعات في العالم، إذ تعكس ملامح تاريخ طويل من الإبداع والحرفية التي سادت في مختلف المناطق، من المنسوجات إلى الفخار، ومن الحرف الخشبية إلى الأواني النحاسية، وظلت هذه الصناعات جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الجزائرية. وبينما لا تزال بعض هذه الحرف تُمارس بطرق تقليدية، إلا أن هناك […] The post الصناعات التقليدية… من التراث إلى رافد اقتصادي واعد appeared first on الشروق أونلاين.

مايو 11, 2025 - 17:23
 0
الصناعات التقليدية… من التراث إلى رافد اقتصادي واعد

تعدّ الصناعات التقليدية الجزائرية من أعرق وأغنى الصناعات في العالم، إذ تعكس ملامح تاريخ طويل من الإبداع والحرفية التي سادت في مختلف المناطق، من المنسوجات إلى الفخار، ومن الحرف الخشبية إلى الأواني النحاسية، وظلت هذه الصناعات جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الجزائرية. وبينما لا تزال بعض هذه الحرف تُمارس بطرق تقليدية، إلا أن هناك محاولات مستمرة للحفاظ عليها وتجديدها لمواكبة متطلبات العصر.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ قطاع الصناعات التقليدية يتحول من مجرد إرث ثقافي إلى مصدر اقتصادي هام. إذ أدركت السلطات العمومية أهمية هذا القطاع كرافد اقتصادي يمكن أن يُساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال توظيفه لفرص العمل، وتعزيز الصادرات، ودعمه للمشاريع الصغيرة. ومن هنا، جاء الاهتمام الحكومي لرفع مستوى الحرفيين، وتزويدهم بالمهارات والتقنيات الحديثة التي تُمكّنهم من تسويق منتجاتهم محليًا ودوليًا، ما يجعل من هذه الصناعات عنصرًا حيويًا في الاقتصاد الجزائري.
وفي إطار هذا التحوّل، تم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية ووزارة التكوين والتعليم المهنيين، تهدف إلى تعزيز قدرات الحرفيين وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتنافس في الأسواق المحلية والدولية. ويُركّز هذا التعاون على توفير التكوينات المتخصّصة التي تشمل جوانب عديدة، من تحسين تقنيات الإنتاج إلى تسويق المنتوجات التقليدية بأحدث الأساليب التي تتناسب مع التطوّرات العالمية.
وعلى هامش انطلاق أولى الدورات التكوينية بالجزائر العاصمة، قال عبد العزيز ماضوي، ممثل الديوان الوطني للسياحة، أن هذه الدورة، جاءت نتيجة للملاحظات التي قدمتها وزيرة السياحة، حورية مداحي، في الصالون الدولي للصناعة التقليدية بميلانو، أين لاحظت مجموعة من النقائص جعلتها تصرّ على ضرورة تنظيم دورات تكوينية للحرفيين باعتبارهم سفراء الجزائر في مختلف المحافل الوطنية والدولية.
وتعد هذه الدورة الأولى من نوعها التي ستنظم لفائدة 200 حرفي، لمدة عشرة أيام، على أن تتوج بشهادات للحرفيين نظير مشاركتهم واستفادتهم من هذه الدورة، على مستوى عشرين ولاية بمعدل عشرة حرفيين لكل ولاية، منها سكيكدة.

حرفيو سكيكدة يستفيدون من دورة تكوينية متخصّصة
وفي سياق تنفيذ هذه الاتفاقية على أرض الواقع، نظمت ولاية سكيكدة دورة تكوينية لفائدة عشرة حرفيين ناشطين في قطاع السياحة والصناعات التقليدية، وذلك في المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني للسياحة بفلفلة. الدورة شملت محاور رئيسية تركزت على تطوير المنتوج التقليدي المحلي، وتعليم الحرفيين تقنيات عرض المنتجات، بالإضافة إلى أساليب التغليف الحديثة ودروس في اللغة الإنجليزية للتعامل مع الأسواق الأجنبية.
وفي تصريح له، أكد مدير التكوين والتعليم المهنيين لولاية سكيكدة، نجيب لوط، على “ضرورة مواصلة هذه الدورات لتأهيل الحرفيين وتحويلهم إلى طاقات تنافسية”، بينما أشار مدير السياحة والصناعة التقليدية الزبير بوكعباش إلى أن “سكيكدة تزخر بأنامل مبدعة تحتاج فقط إلى التكوين والمرافقة”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post الصناعات التقليدية… من التراث إلى رافد اقتصادي واعد appeared first on الشروق أونلاين.