“القيم الروحية والإنسانية في الحركة الوطنية الجزائرية” محاضرة للبروفيسور مولود عويمر بالمكتبة الوطنية

استهلت المكتبة الوطنية الجزائرية ندواتها الفكرية لشهر رمضان الفضيل للعام الهجري 1446هـ، يوم الخميس 6 رمضان ابتداء من الساعة العاشرة ليلا، مباشرة بعد انتهاء الناس من أداء صلاة التراويح. وقدم المثقف المعروف البروفيسور مولود عويمر، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر 2 خلال هذه السهرة الرمضانية محاضرة قيِّمة موسومة بـ “القيم الروحية والإنسانية في الحركة الوطنية …

مارس 10, 2025 - 15:53
 0
“القيم الروحية والإنسانية في الحركة الوطنية الجزائرية” محاضرة للبروفيسور مولود عويمر بالمكتبة الوطنية

استهلت المكتبة الوطنية الجزائرية ندواتها الفكرية لشهر رمضان الفضيل للعام الهجري 1446هـ، يوم الخميس 6 رمضان ابتداء من الساعة العاشرة ليلا، مباشرة بعد انتهاء الناس من أداء صلاة التراويح.
وقدم المثقف المعروف البروفيسور مولود عويمر، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الجزائر 2 خلال هذه السهرة الرمضانية محاضرة قيِّمة موسومة بـ “القيم الروحية والإنسانية في الحركة الوطنية الجزائرية”.
طرح المحاضر في البداية عدة إشكاليات منهجية خاصة بدراسة التيارات الايديولوجية التي تتشكل منها الحركة الوطنية الجزائرية وتصنيفاتها وتحقيباتها ومساراتها. ولفت المحاضر الانتباه إلى التقاطعات بين هذه التيارات وتعدد اتجاهاتها وروافدها الفكرية، وتنقل بعض المناضلين المعروفين من تيار إلى آخر لأسباب متعددة.
وكذلك أثار الدكتور عويمر مسألة نقص النصوص المرجعية ذات الصلة بها مثل الوثائق والأرشيف ومخرجات مؤتمراتها التنظيمية وصحافتها. ومع ذلك، ولج المحاضر إلى موضوعه معتمدا في عرضه وتحليله على ما توفّر لديه من وثائق ومصادر.
تطرق البروفيسور عويمر بعد ذلك إلى معنى القيم الروحية والقيم الإنسانية، ثم حدد مكانتها وأهميتها في مناحي متعددة كما تصوّرها على حدة كل تيار إيديولوجي (الإصلاحي، الليبرالي، الثوري) موجود في الحركة الوطنية، وعند رموزها المعروفين أمثال مصالي الحاج والشيخ إبن باديس وفرحات عباس وغيرهم من أقطاب النضال الوطني.
وهكذا بيّن الدكتور عويمر الرؤى المتنوعة لهذه القيم كما وردت في أدبيات حزب نجم شمال إفريقيا، وحزب الشعب الجزائري، وحركة انتصار الحريات الديمقراطية بالنسبة للتيار الثوري، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الممثلة للتيار الإصلاحي، وحركة الشباب الجزائري ثم الإتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري المعبر عن التيار الليبرالي.
ولم يكن الاختلاف بين هذه التيارات حول مفهوم القيم الروحية والإنسانية أو ضروريتها في حياة الإنسان الجزائري، ولكن كان الاختلاف حول وظيفتها التغييرية وقيمتها الاجتماعية ومفعولها الوطني. ومهما تعددت هذه الرؤى في هذا الشأن فإن العامل الديني كان دائما عنصرا أساسيا في فهم الشخصية الجزائرية، ووسيلة ناجعة لتعبئة الجزائريين للانضمام إلى العمل الوطني ومواجهة المشروع الاستعماري والمطالبة بحقوقه.
وتابع أشغال هذه المحاضرة حضور نوعي من الباحثين والمختصين والمهتمين مما أثر على مستوى النقاش الذي كان متميزا ومثمرا حيث شارك المتدخلون في إثراء الموضوع وطرح أسئلة عميقة حول بعض جوانبه. وقد أجاب عنها الدكتور مولود عويمر بالاختصار المفيد وبالشرح المركز.أحيانا على حسب عمق السؤال. وقد خرج الجميع منشرحين بعد ساعتين ونصف من الانصات إلى المحاضرة والمناقشات المثمرة والردود عن الأسئلة المطروحة.
وللتذكير، فإن الدكتور مولود عويمر قد ألقى محاضرة في الأيام الماضية في دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بمدينة باتنة، وكان موضوعها: “أسس النهضة عند أقطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين”.

أبو ريهام