اليمين المتطرف والصهيونية يستهدفان تخويف الفرنسيين من المسلمين

 رغم الانتقادات التي وجهتها الطبقة السياسية في فرنسا لوزير الداخلية، برونو روتايو، على خلفية التقرير حول ما وُصف بـ”التسلل الإسلامي”، إلا أن الرجل ماض في مشروعه، بل يسارع من أجل تجهيزه بسرعة تحسبا لكسب أوراق في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في سنة 2027، على حساب الملايين من الفرنسيين ممن يدينون بالإسلام. ولطالما حذرت الهيئات الممثلة […] The post اليمين المتطرف والصهيونية يستهدفان تخويف الفرنسيين من المسلمين appeared first on الشروق أونلاين.

يونيو 8, 2025 - 20:13
 0
اليمين المتطرف والصهيونية يستهدفان تخويف الفرنسيين من المسلمين

 رغم الانتقادات التي وجهتها الطبقة السياسية في فرنسا لوزير الداخلية، برونو روتايو، على خلفية التقرير حول ما وُصف بـ”التسلل الإسلامي”، إلا أن الرجل ماض في مشروعه، بل يسارع من أجل تجهيزه بسرعة تحسبا لكسب أوراق في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في سنة 2027، على حساب الملايين من الفرنسيين ممن يدينون بالإسلام.
ولطالما حذرت الهيئات الممثلة للمسلمين في فرنسا، وعلى رأسها مسجد باريس الكبير، من مخاطر تقرير روتايو على الانسجام المجتمعي في فرنسا بسبب الأهداف السياسية لهذا المشروع، غير أن اليمين المتطرف الذي أصبح يقرر من داخل الحكومة الفرنسية، لم يجد غير استهداف المسلمين لتحقيق مكاسب سياسية.
ونظرا لخطورة هذا التقرير، فقد أصدر مسجد باريس ثلاثة بيانات في ظرف وجيز، وكرر عميده شمس الدين حفيز، خرجاته للتحذير من التقرير، واصفا إياه بأنه “سياسي أكثر منه علمي”، و”يتسم بالذاتية الشديدة ولا يستند إلى الحقائق والتوضيحات الموضوعية”.
فما الذي يريده رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني، ووزير الداخلية برونو روتايو، من الجالية المسلمة في فرنسا؟ وما هي أهداف هذا التقرير، الذي تسبب كما هو معلوم في انقسام حاد في المجتمع الفرنسي؟
يرى سعد لعناني النائب عن الجالية الجزائرية بالخارج، (المنطقة الثانية بفرنسا)، أن “الاستراتيجية الروتايوية (نسبة إلى روتايو) الأساسية، تهدف إلى الوصول إلى الحكم في الانتخابات الرئاسية لسنة 2027، عبر امتطاء ظهر الجزائريين خاصة والجالية المسلمة بصفة عامة”.
وعبر عضو المجلس الشعبي الوطني، في تواصل مع “الشروق”، عن اشمئزازه من هذا التوظيف القبيح: “هذه وسيلة رخيصة قد تنتهي بإيذاء الجزائريين وتعريض حياتهم للأخطار الجسيمة”، متوقعا أن يتكرر على بعد سنتين من الآن (في سنة 2027)، المشهد ذاته الذي كرسه الرئيس اليميني الأسبق، نيكولا ساركوزي، في سنة 2007، عندما جعل من مهاجمة قاطني الضواحي الباريسية، وهم في عمومهم جزائريون، موضوعا لحملته الانتخابية التي قادته للفوز بتلك الانتخابات.
وكان شمس الدين حفيز قد وصف في فيديو بثه على “تويتر” سابقا و”إكس حاليا”، تعاطي السلطات الفرنسية مع تقرير روتايو بأنه “استسلام الجمهورية”، لأطراف سياسية لها حسابات ضيقة، والمثير فيه أنه صادر عن دوائر حكومية، وهو بمثابة “آلية تفتيشية، يتم من خلالها اغتيال روح الميثاق الجمهوري للدولة الفرنسية”.
وبرأي النائب عن المنطقة الثانية بفرنسا، فإن الهدف أيضا من هذا التقرير، هو “بث الخوف لدى أوساط عامة الشعب الفرنسي وإقناعه بوجود تهديد وجودي له في أمنه وحياته اليومية، غير أنه زائف، سيدفعه حتما لتقبل الإجراءات الاستفزازية والتمييزية التي عادة ما يردها ويرفضها”.
ويستهدف معدو هذا التقرير، يقول النائب سعد لعناني لـ”الشروق” خلق “حالة من عدم الاستقرار والخوف من الأجنبي وعلى وجه الخصوص الجزائري، باعتباره الأكثر تواجدا في فرنسا، ومن ثم إنتاج جو موات وملائم لتهديد الأجانب وإلحاق مختلف التهم بهم ثم تحديد نشاطاتهم ومنعها لاحقا”.
ومن خصائص الطبيعة البشرية في مثل هذه الحالات، الخوف والريبة، وعليه، فإن “المجتمع الفرنسي كغيره من المجتمعات ينكفئ على نفسه عندما يحس بالأخطار المحدقة، وبعد ذلك، ينتج تصرفات يستفيد منها اليمين الفرنسي المتطرف”، الذي يستهدف الانتخابات الرئاسية في سنة 2007، بكل السبل”.
وهاجس روتايو، هو “خلق هذا الجو وتكريسه، بل وتأجيجه حتى يتمكن من بلوغ غايته في الاستيلاء على الرئاسة ثم جعلها أداة لخدمة الأحقاد الاستعمارية الدفينة وتكثيف الحملات الإعلامية الاقتصادية والثقافية والسياسية”، يقول سعد لعناني، الذي ينظر أبعد من ذلك، عندما يشير إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك، هو “محاولة تطويق الجزائر وفرض الهيمنة عليها عبر إسقاط نموذجها الوطني من خلال نشر كل أنواع الصراعات الإثنية والثقافية و الاجتماعية و السياسية”، لمواجهة انكفاء فرنسا الذي سببه تراجع إشعاعها الثقافي والصناعي والعلمي وضعف التنافسية في مختلف المجالات.
وتشير هذه التقارير وغيرها، حسب النائب، إلى “طغيان اليمين المتطرف على المشهد السياسي في فرنسا، بعدما كان شرذمة صغيرة، قبل أن تشتد قوته بتواطئه مع النفوذ الصهيوني المتطرف، الذي أصبح بدوره مهيمنا على الفضاء السياسي والاجتماعي في فرنسا”.
وقد أصبح هذان الطيفان السياسيان (اليمين المتطرف والصهيونية) أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، يقول سعد لعناني، وقد هيمنا على المشهد الإعلامي تماما وتمكنا من حقن المجتمع الفرنسي بأفكار متطرفة وإقناعه بكل أنواع الأكاذيب والتضليل، ومنها فكرة البديل، وكذا فكرة تغلغل الإخوان المسلمين (le grand remplacement) .

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post اليمين المتطرف والصهيونية يستهدفان تخويف الفرنسيين من المسلمين appeared first on الشروق أونلاين.