“امرأة صفر نفايات”.. مشروع بيئي لنساء الجزائر

تشتغل السيدة، أحلام نور الدين، وهي ناشطة بيئية من تلمسان، على الترويج لمشروعها البيئي، “امرأة.. صفر نفايات”، بعدما نجحت في تحقيق فكرة مشروعها على المستوى الشخصي، وتأمل مستقبلا أن تتبنى كل نساء الجزائر هذه المبادرة، مشيرة في لقاء جمعها بالشروق إلى أن مصدر “جودة الحياة” يبدأ من المرأة، باعتبارها العمود الفقري للمجتمعات، وإن تمكنت المرأة بشكل عام من النجاح في هذه المهمة، فهي بذلك ستقدم خدمة عظيمة للمجتمع الجزائري، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على النفايات المنزلية أو التقليل منها، وتكون النتيجة في الأخير التقليل من حجم التلوث البيئي والأمراض المتنقلة.
انطلقت السيدة أحلام من يومياتها ومحيطها البيئي من داخل المنزل، واضعة نصب أعينها قاعدة أساسية هي “التقليل من النفايات، إعادة استعمالها، ثم تحويلها إلى أشياء نافعة غير مضرة”، أين بدأت منذ زمن طويل بتجسيد هذه القاعدة البيئية، من خلال تجميع النفايات المنزلية، ثم فرزها، وتحويل الكثير منها إلى أسمدة لدعم نمو الأشجار والأزهار، هذا فيما يخص القشور وكل ما يتعلق بقايا الخضروات والفواكه وغيرها من النفايات المنزلية، أو ما يسمى بـ”النفايات العضوية” التي يمكن إعادة استعمالها وتحويلها إلى أسمدة تستعمل لأغراض بيئية، مثل زراعة الأزهار وتزيين المحيط المنزلي في المجمعات السكنية، كما تعمل في السياق ذاته، على تجميع الورق والكرتون، وغالبا ما تستنجد بالأصدقاء ممن اقتنعوا بمشروعها، إما من خلال إعادة استعمال تلك الأوراق في تنظيف المنزل، أو من خلال استعمالها في إشعال النار أو الحطب، أو من خلال تحويلها إلى “عجينة الورق” واستعمالها لأغراض بيئية، كما تعمد ذات الناشطة البيئية أيضا، إلى تجميع الأليمينيوم الذي تستعمل في تغليف الجبن أو الحلويات أو غيرها، أين تقوم بتكديسها داخل قارورات لتصنع منها “قرميدا إيكولوجيا” يمكن استعماله في صناعة الكراسي أو حتى في بناء الجدران الخارجية للمنازل، ويعد هذا النوع من “القرميد الإيكولوجي” من مواد البناء الصديقة للبيئية التي يمكن صناعتها داخل المنازل. حيث تتطلب ملء قارورة واحدة وقتا طويلا وما تبقى من أوراق الأليمينيوم، ونفس الشيء ينطبق على الأكياس البلاستيكية، التي غالبا ما توفرها لنساء يصنعن منها أجمل التحف الحرفية والفنية.
تقول السيدة أحلام القاطنة بوسط مدينة تلمسان، إن تخصّصها المهني، جعلها مع مرور الوقت، تقتنع بأن المبادرة الفردية كفيلة بأن تساهم في القضاء على السلبيات البيئية، وعلى تلك المشاهد المؤسفة لتراكم النفايات في كل مكان، والرمي العشوائي للقاذورات، وهو الوضع البيئي الذي شجع حسب رأيها في تكاثر الحيوانات المشردة من كلاب وقطط وفئران وحتى الطيور، أين أصبحنا نشهد – تقول السيدة أحلام- حتى طائر البجع يحوم ويتغذى من النفايات، بينما مكانه الطبيعي هو البحر والأنهار والبحيرات، مرجعة سبب ذلك إلى توفر الغذاء، وما توفره هذه النفايات من أكل لهذه الحيوانات، بل يمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث ألفة بين الحيوانات، فلا تتعرض إلى بعضها البعض، رغم العداء الغريزي بين بعض الأنواع، مما يسهل انتقال الأمراض الفتاكة بسهولة، خاصة داء الكلب ما بين الحيوانات المنتشرة، وما ينتج عنه من أخطار تستهدف الإنسان موضحة في هذا الشأن، أنه لو تم التقليل من النفايات، ستختفي هذه الحيوانات الضالة منطقيا، أو ستأكل بعضها البعض وفق المنظور البيولوجي والطبيعة البيولوجية لمثل هذه الحيوانات.
وتضيف السيدة أحلام، أنه من السهل جدا تحقيق هذه المعادلة البيئية، إذا ما اقتنعت المرأة الجزائرية بذلك، وعملت من موقعها على تحقيق “امرأة صفر نفايات”، بالاعتماد أولا على التقليل من المقتنيات البلاستيكية، أي أنها تحاول قدر المستطاع تجنب شراء المقتنيات المنزلية التي تحتوي على كميات كبيرة من النفايات، وهذه أهم خطوة نحو تحقيق الهدف المنشود.
وتطلب السيدة أحلام نور الدين من الجهات المعنية مساعدتها في تحقيق ذلك، وتدعو في نفس الوقت جميع ربات البيوت لاعتناق هذا المشروع وتجسيده ميدانيا.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “امرأة صفر نفايات”.. مشروع بيئي لنساء الجزائر appeared first on الشروق أونلاين.