تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي

يومية الاتحاد الجزائرية تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي     صوامع التخزين … رهانٌ استراتيجي نحو رفع قدرات تخزين الحبوب خلال سنتين كريمي لـ “الاتحاد” : نتوقع زيادة كبيرة في الإنتاج تسعى الجزائر للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء معتمدة على  التحول الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي، حيث تتبنى الدولة استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى توسيع الأراضي الزراعية ورقمنة القطاع بأكمله، ناهيك عن … تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي itihad

مايو 12, 2025 - 09:54
 0
تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي

يومية الاتحاد الجزائرية
تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي

 

 

  • صوامع التخزين … رهانٌ استراتيجي
  • نحو رفع قدرات تخزين الحبوب خلال سنتين
  • كريمي لـ “الاتحاد” : نتوقع زيادة كبيرة في الإنتاج

تسعى الجزائر للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء معتمدة على  التحول الكبير الذي يشهده القطاع الزراعي، حيث تتبنى الدولة استراتيجيات مبتكرة تهدف إلى توسيع الأراضي الزراعية ورقمنة القطاع بأكمله، ناهيك عن تشييد الصوامع الخاصة بتخزين الحبوب و حفظها، وكذا توفير الدعم للفلاحين الراغبين في الاستثمار بالمجال في إطار رؤية شاملة لضمان الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، ودخلت السلطات العليا بالبلاد مرحلة جديدة من بلورة رؤيتها الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال خطة لتشييد صوامع جديدة بما يسمح بمضاعفة قدرة التخزين.

و تعتبر عملية تخزين الحبوب من أهم الأولويات التي اتخذتها الدولة في إستراتيجيتها الخاصة بتنمية القطاع الزراعي، وذكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،  في هذا المجال بالتزاماته التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر الفارط فيما يخص قطاع الفلاحة, بما في ذلك الوصول في نهاية 2025 إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي “الكامل والتام” في القمح الصلب وكذا في مادتي الشعير والذرة, في غضون سنة 2026.

صوامع تخزين الحبوب … رهانٌ استراتيجي

و ثمن رئيس الجمهورية,  مدى تقدم أشغال صوامع تخزين الحبوب, مسديا تعليمات بالإسراع في إنهاء أشغال ما تبقى منها, وهو الأمر الذي سيساهم في الاستغلال الأمثل لقدرات إنتاج هذه المادة وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي للبلاد، حيث من المنتظر أن تبلغ قدراتها لأول مرة نحو 5 ملايين طن، كما أمر وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري, يوسف شرفة, بالإسراع في إنهاء أشغال ما تبقى منها لتتعزز قدرات التخزين ضمن إستراتيجية الأمن الغذائي, مع توسيع بنائها إلى بلديات أخرى معروفة بإنتاج الحبوب بشكل منتظم ووفير.

ويندرج هذا المسعى في إطار تجسيد البرنامج الوطني لتعزيز قدرات تخزين الحبوب, الذي يهدف إلى انجاز 350 مركزا جواريا للتخزين بسعة 50 ألف قنطار/مركز, أي بسعة تخزين كلية تصل إلى  5ر17 مليون قنطار, وكذا إنجاز30 صومعة لتخزين الحبوب طويل المدى, بطاقة استيعاب 250 ألف قنطار لكل وحدة تخزين, إضافة إلى رفع التجميد على 16 صومعة كانت مجمدة منذ 2016 و بهذا, ستنتقل السعة الإجمالية الوطنية لتخزين الحبوب من  أكثر 4 ملايين طن حاليا إلى أكثر من 9 ملايين طن بدخول صوامع التخزين الجديدة (5 ملايين طن) حيز الخدمة، وتعتزم وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري استلام أول مركز جواري للتخزين هذه السنة, في حين يتواجد حاليا 311 مركزا قيد الإنجاز, وفقا لتصريحات سابقة لوزير القطاع الذي كشف أن 51 مركزا جواريا للتخزين من بين المراكز المبرمجة بالولايات الجنوبية.

ولإضفاء الشفافية في هذا المجال, كان رئيس الجمهورية قد أمر بالتحويل الفوري لمشاريع صوامع تخزين الحبوب إلى ولاة الجمهورية, مع إعداد دراسة وافية حول الملف, تحت إشراف مباشر من الوزارة الوصية, مشددا أن توسيع طاقات التخزين يندرج ضمن السياسة الجديدة للدولة ورؤيتها الاستشرافية لمسألة الأمن الغذائي، و سيمكن هذا البرنامج الهام الجزائر من توفير مخزون استراتيجي من الحبوب يقيها من التعرض إلى التذبذب في الإمدادات التي يشهدها العالم حاليا بسبب التوترات الجيوسياسية”, كما يساعد الفلاحين على ضمان تأمين منتوجاتهم.

أريحية في مجال تخزين الحبوب

و في سياق ذي صلة ستكون كل ولايات الوطن في أريحية في مجال تخزين الحبوب خلال حملة الحصاد و الدرس للموسم الفلاحي الجاري 2024-2025, حسب ما أكده الأمين العام لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري, حميد بن ساعد.

وأوضح ذات المسؤول في تصريحات إعلامية بأن “عددا كبيرا من مشاريع إنجاز مراكز تخزين الحبوب سيستلم شهر جوان المقبل تزامنا و هذه الحملة”، وأضاف ذات المتحدث بأن “الإستراتيجية المتبناة من طرف السلطات العليا للبلاد واضحة من أجل تحقيق الهدف المنشود “الاكتفاء الذاتي”, مبرزا بأنه “تم دعم الفلاحين بكل ما يحتاجونه من بذور و مراقبة تقنية و أسمدة و مبيدات و مرافقة دائمة مما يجعلهم ملزمين بالانخراط في هذا المسعى”.

من جهته, أشاد والي سطيف مصطفى ليماني في تصريحات إعلامية , بالمجهودات التي تبذلها الدولة للنهوض بالقطاع الفلاحي من خلال التسهيلات الممنوحة للفلاحين و الآليات المتعلقة بتعزيز قدرات تخزين الحبوب عن طريق إنجاز مراكز جوارية و صوامع للتخزين, ضمن الرؤية العميقة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي “تعهد بتحقيق الأمن الغذائي و تحرير الاقتصاد من التبعية للمحروقات”.

قدرات تخزين الحبوب سترتفع خلال سنتين

و سترتفع قدرات تخزين الحبوب وطنيا من 4 ملايين طن إلى 9 ملايين طن في غضون السنتين القادمتين، وهذا تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية خاصة و أن قدرات تخزين الحبوب لا تكفي حاليا متطلبات الاستهلاك الوطني، ولتحقيق هذه الإستراتيجية, سيشرع القطاع قريبا في انجاز 30 صومعة ذات الحجم الكبير و 16 أخرى ذات الحجم المتوسط و 352 مركزا جواريا لتخزين الحبوب عبر الوطن بسعة 50 ألف قنطار لكل مركز, وتهدف هذه المشاريع الحيوية إلى تحقيق الاكتفاء و الأمن الغذائي و مواكبة متطلبات الاستهلاك الداخلي من هذه المواد وكذا وضع حد لاستيراد مادتي القمح و الشعير تدريجيا, ثم التوقف بعد ذلك عن استيراد مادة القمح اللين.

البنك الوطني للبذور … حفظٌ للتراث الجيني الزراعي

من جهة أخرى يعتبر البنك الوطني للبذور ضمانا لتعزيز الأمن الغذائي و السيادة الوطنية من خلال الحفاظ على التراث الجيني الزراعي وترقية الإنتاج المحلي للبذور، حيث يعد هذا الأخير ضروريا لضمان ديمومة نظامنا الفلاحي وأمننا الغذائي ، و تتمثل مهمته الرئيسية في الحفاظ على الموروث الجيني الزراعي وتعزيزه وحمايته من القرصنة البيولوجية، كما أنه سيساهم في الحد من عواقب توحيد نمط  الإنتاج الزراعي الذي تفرضه العولمة على الأنظمة الزراعية في العالم، و يدعو خبراء في المجال الفلاحي إلى ضرورة إنشاء بنك بذور محلي على مستوى كل ولاية من أجل الحفاظ على الخصائص الجينية, وفقا للخصوصية الجغرافية لكل المناطق، ناهيك عن تعميم إنشاء المخابر المتخصصة في تحليل الأسمدة والبذور وخلق مراكز جهوية كفيلة بالحفاظ على جودة البذور, وتجهيزها بمنصة خاصة لتدوين أنواع الجينات وتسجيلها لدى اليونسكو لحمايتها من القرصنة البيولوجية و الاستغلال غير الشرعي لها من قبل دول أخرى مع الحرص على  تثمين أنواع الجينات من خلال تحسين قدراتها في مضاعفة الإنتاج وزيادة مناعتها ضد الأمراض و تعزيز قدرتها على التأقلم مع الظروف المناخية القاسية، بالإضافة إلى ضرورة إعداد استراتيجية وطنية واضحة المعالم لتنويع الموارد الجينية الزراعية، ودمج الأدوات الرقمية الحديثة لتجسيد أهدافها.

وتدعو السلطات العليا بالبلاد دوما إلى ضرورة استغلال القدرات الشبابية من خلال تشجيعهم على إنشاء مؤسسات ناشئة خاصة بتطوير البذور، والاستفادة من الإمكانيات البشرية الموجودة على مستوى الجامعة الجزائرية ومن البحوث العلمية في المدارس المختصة.

إجراءات داعمة للفلاحين والمستثمرين

هذا و جعلت الجزائر من الأمن الغذائي رهانًا استراتيجيًا في ظل عالم يشهد تزايد تأثير الغذاء كأحد أقوى الأسلحة، وهنا يبرز دور الفلاحين في دعم الإنتاج الوطني  من خلال الجهود التي يبذلونها، و يحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على مواصلة دعمه للفلاحين من خلال  حزمة من القرارات والإجراءات التي اتخذتها الدولة لتطوير القطاع الفلاحي، ومنها رفع أسعار شراء الحبوب والبقول الجافة لدعم الفلاحين، ناهيك عن زيادة نسبة دعم الأسمدة إلى 50 بالمئة  من سعرها المرجعي، تخفيفًا لتأثير ارتفاع الأسعار عالميًا، وكذا ربط عشرات الآلاف من المستثمرات الزراعية بالطاقة الكهربائية، حيث تهدف هذه الإجراءات إلى دعم الفلاحين وتشجيع الشباب المتخصصين في الزراعة على الاستثمار في هذا المجال لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا سيما في المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح الصلب، الذرة الصفراء  والشعير.

ارتفاع الطلب العالمي على الحبوب في 2024-2025

من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على الحبوب إلى 2869 مليون طن في موسم 2024-2025, بزيادة قدرها0،9 بالمائة مقارنة بالموسم السابق (2023-2024), وفقا لتوقعات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”.

وترجع هذه الزيادة بشكل أساسي إلى ارتفاع الطلب على الذرة المستخدمة في تغذية الماشية, بحسب “الفاو”، أما استهلاك القمح العالمي, فمن المتوقع أن يبقى مستقرا عند 2ر797 مليون طن, في حين يتوقع أن يرتفع استهلاك الأرز بنسبة 9ر1 بالمائة ليصل إلى مستوى قياسي قدره 2ر537 مليون طن, مدفوعا بزيادة الطلب في العديد من الدول الإفريقية، كما يقدر الطلب على الحبوب الثانوية, المستخدمة بشكل رئيسي في تغذية الحيوانات, بـ 1535 مليون طن, أي بزيادة قدرها 1 بالمائة مقارنة بموسم 2023-2024، وبخصوص المخزون العالمي من الحبوب مع نهاية موسم 2025، تتوقع “الفاو” انخفاضا بمقدار8ر7 مليون طن لتصل إلى 6ر866 مليون طن أي بتراجع نسبته 2،2 بالمائة مقارنة بالمستويات الافتتاحية.

الأمين العام للغرفة الفلاحية لولاية تيميمون كريمي ياسين لـ “الاتحاد” : نتوقع زيادة كبيرة في الإنتاج بعد دخول العديد من المشاريع

وقال الأمين العام للغرفة الفلاحية لولاية تيميمون ياسين كريمي أن الخطوات التي اتخذتها الجزائر في إطار تخزين الحبوب تعتبر خطوات إستراتيجية وهامة خصوصا في ظل تزايد الإنتاج في شعبة المحاصيل الكبرى، كالقمح والذرة الصفراء بالولايات الجنوبية، نظرا لتوسع المساحات المزروعة تحت الرش المحوري والتي ازدادت بنسبة 25% عن السنة الماضية بولاية تيميمون كمثال لا الحصر .

وتوقع كريمي في حديثه لجريدة “الاتحاد” زيادة كبيرة في الإنتاج بعد دخول العديد من المشاريع الكبرى حيز الإنتاج على غرار (مشروع الشراكة الإيطالي الجزائري بمساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون وكذلك مشروع بلدنا القطري الجزائري بولاية أدرار)،  لذلك نرى – يقول-  أنه من الضروري أن يتم التحضير لاستقبال وتخزين هذا المنتوج الاستراتيجي والحفاظ على احتياطي أمني غذائي لأطول مدة ممكنة وهذا ما سيتأتى بهذه المخازن في مناطق الإنتاج الكبرى وعلى سبيل المثال بولاية تيميمون فقد تمت عملية انطلاق بناء 9 مخازن بسعة تخزين 450 ألف قنطار والتي تشهد وتيرة متسارعة في الإنجاز نظرا لطابعها الاستراتيجي وحرص السلطات الولائية المحلية على تسليمها قبل بداية حملة الحصاد والدرس 2024/2025، حيث ستدخل حيز الخدمة هذا الموسم،أضف إلى ذلك فإن حرص الدولة على إنشاء بنك للبذور هو بمثابة صمام أمان للجزائر تطويرا للأنواع المحلية للبذور التي لها صفات وراثية تتأقلم مع التغيرات المناخية وكذا ملوحة التربة الجزائرية، كما أنه في نفس الوقت يعتبر كاحتياطي قومي في حالة الكوارث أو الحروب.

و أوضح ذات المسؤول أن كل السلطات سواء العليا أو المحلية واعية بحجم العملية خصوصا في ظل المتغيرات الجيوستراتيجية التي تحيط بالجزائر والتغيرات المناخية التي يشهدها شمال البلاد والتي تقتضي الاستعداد التام والتعبئة العامة في مجال الأمن الغذائي والسيادة الوطنية.

أم كلتوم ج

 

تحول يشهده القطاع الزراعي …تخزين الحبوب.. خطوة نحو تعزيز الأمن الغذائي
itihad